معنى آية فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى

ما معنى آية فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى من الأسئلة التي يطرحها الكثيرون خصوصًا وأن كلمة هدى قد وردت في غير موضع من كتاب الله وكلُّ موضعٍ له دلالته حسب سياق الكلمة.

معنى آية فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى

معنى آية فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى

قال الله تعالى في سورة طه بقوله: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ}، وكان الخطاب في هذه الآية لآدم -عليه السلام- ولذريته أن اهبطوا من الجنة إلى الأرض التي جعلها الله تعالى مسكنًا لآدم وبنيه، فكان البشر أعداءً لبعضهم؛ بسبب ظلمهم لبعضهم في الحياة الدُّنيا، فمن اتبع هدى الله تعالى وهو القرآن الكريم فلن يضلَّ في الحياة الذُنيا ولن يشقى يوم القيامة.

ويقول عبد الله بن عبَّاس -رضي الله عنه- في معنى آية فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى أنَّ من اختار اتباع أوامر الله تعالى ورسوله والانتهاء عن نواهيه -سبحانه- فلا بدَّ أنَّ الله لن يضله في الحياة الدنيا بل سيكون مستقيمًا ينعم بعيشه ولن يشقيه في الدار الآخرة.

فمن آمن به وبرسله وكان وقَّافًا عند حدوده مؤمنًا به ومعظمًا لحرماته فسيكون من السعداء الذين لن يضلهم الله تعالى في الدَّار الأولى، وأمَّا من أعرض عن الالتزام بأوامره الله تعالى فسيبتله الله بضنك العيش وضيقها، وهذا من العقاب الذي عجله الله تعالى لمن يخالف أوامره.

وأمَّا في الدَّار الآخرة فسيكون له العذاب الأليم وإلى جهنم وبئس المصير، وأمَّا هدى الله تعالى فهو القرآن الكريم وما جاء به ولا يكون اتّباع الهدى إلَّا من خلال الالتزم بما جاء به رسول الله عليه الصلاة والسلام، ولا بدَّ من الإخلاص في اتباع أوامر الله تعالى والانتهاء عن نواهيه.

وقد ذكر الإمام الطبري في تفسيره لهذه الآية أنَّ الله تعالى أوحى لآدم وحواء أن يهبطا من الجنة إلى الأرض، فيكونان عدوّان لإبليس ويكون إبليس عدوًّا لهما ولذرية آدم بأجمعها.

وأما قوله تعالى فإمَّا يأتينكم مني هدى فالخطاب لآدم وحواء وإبليس، فإن جاءهم هدى من الله تعالى وبيانٌ ودين فاتبعوه كانوا ممن رضي الله تعالى عنهم وأرشدهم ودلهم إلى طريق الصلاح، والشقاء في الآخرة هو عذاب الله تعالى وعقابه وناره التي يستحقها من خالف أوامره.

وقال أهل التفسير والتأويل أن ذلك ضمانٌ من الله تعالى لكل من قرأ القرآن فاتبع أوامره وانتهى عن نواهيه أن يجعله من المرضي عليهم في الدنيا والآخرة، وزاد على ذلك ابن عباس أن الله تعالى تكفل بقارئ القرآن أن يحميه من أهوال يوم القيامة ويعصمه من الضلال.

وبيان الله وهداه هو كتبه ورسله وأنبياءه فهم الذين يقع عليهم تبيين الطريق الصحيح إلى جنة الله، والأمور التي لا بدَّ للمؤمن أن يكون محيطًا وعارفًا بها، فمن اتبع تلك الأوامر والنواهي لا بدَّ وأنَّه قد هُدي إلى الصراط المستقيم، والضلال والشقاء لا يكونان إلا لمن خالف أوامر الله تعالى، أمَّا من استمسك بالعروة الوثقى فلن يضله الله في الدنيا ولن يشقيه يوم القيامة.

يقول القرطبي ولعلَّ الله أنزل إبليس إلى مكان ما في السماء ثم بعدها هبط إلى الأرض، وبذلك فإن قول الله تعالى {اهبطا}، يُقصد بها آدم وإبليس وليس آدم وحواء؛ لأن الأصل أن حواء تتبع زوجها آدم وأما قول الله تعالى {بعضكم}، أي نسليكم وهما نسل آدم ونسل إبليس سيكونان أعداء بعضهما، فهما الأصل من النوعين اللذين خلقهما الله وهما الإنسان والشيطان، والله هو أعلى وأعلم.

اقرأ أيضا: معنى آية واعبد ربك حتى يأتيك اليقين

فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى

فوائد من آية فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى

  • سعادة المرء لا تكون إلا من خلال اتباع أوامر الله والانتهاء عن نواهيه، ومن يُخالف ذلك فسيتسبب لنفسه بالشقاء والألم النفسي، وفلاح الدنيا أول ما يكون من خلال التمسك بعروة الله الوثقى التي لا انفصال لها، ولا تكون تزكية النفس وتطهيرها إلا من خلال ضبطها وإبعادها عن محارم الله، واتباع أنبياء الله -تعالى- ورسله.
  • حفظ الله تعالى لا يكون إلا من نصيب من اتبع أوامره واهتدى بهديه، وبذلك تكون له جنة عرضها السماوات والأرض فهو لا يضل ولا يشقى، ويستحق أن يكون في رغدٍ من العيش، وذلك لا يقتصر على الآخرة بل من أكبر النعم في دار الدنيا هي الرَّاحة التي يزرعها الله في نفوس من اتبع كتابه وتمعن فيه.
  • طريق الضلال بيِّنٌ وطريق الهداية بيِّنٌ وما على المؤمن إلا أن يعزم أمره ويتجه إلى كتابه -سبحانه- ويستعين به للوصول إلى النعيم الأبدي، ولم يكتف الله ببيان الطريقين لعباده بل حفَّزهم على اتباع طريق الهداية والابتعاد عن طريق الغواية، وما هي التَّبعات التي سيحصدها ابن آدم عند اتباعه كل طريق من تلك الطرق.

اقرأ أيضا: معنى آية ما سلككم في سقر

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة