معنى آية صبغة الله
يهتم الكثير من المسلمين بمعرفة معنى آية صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة الواردة في سورة البقرة؛ فالمسلم مأمورٌ بقراءة القرآن الكريم وتدبره ومعرفة معانيه؛ وتظهر أهمية التدبر في القدرة على استنباط معانٍ جديدة من النص القرآني مما يؤدي إلى استخراج حلولٍ للأمور المستجدة في كلِّ العصور والأزمنة.
معنى آية صبغة الله
إنَّ موضوع الآية في قول الله تعالى: {صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ}، هو دين الله -عزَّ وجلَّ- وفطرته التي فطر النَّاس عليها، فيقول: أنَّ الدين الإسلامي الذي آمن به المسلمون واتَّبعوه هو دين الله -عزَّ وجلَّ- وفطرته التي فطر النَّاس عليها وشرح صدورهم لها، لذلك يا أيُّها الناس الزموا هذا الدين واستقيموا عليه حيث لا أحسن ولا أفضل مما رضيه الله -عزَّ وجلَّ- لكم وأرشدكم إليه.
وفي الآية إشارة إلى أنَّ ما يقوم به النصارى من تغميس أولادهم بالماء الأصفر لمدة سبعة أيام على اعتبار أنَّ هذا الماء يقوم بتطهيره وهو عندهم مكان الختان عند المسلمين يعدُّ باطلًا ولا ينتمي إلى الإسلام بشيءٍ، أمَّا عن مناسبة تسمية دين الله بالصبغة وذلك لأنَّ دين الله يظهر أثره على المتدين كما يظهر لون الصبغة على الثوب وقيل لأنَّ المتدين يلزم شرع الله كما يلزم الصبغ الثوب.
وهذا التفسير الإجمالي للآية هو ما تمَّ التوصل إلى من خلال قراءة عددٍ من التفاسير، ولا بأس في هذا المقام من ذكر قول العلماء في معنى آية صبغة الله كلٌّ على حدة، وفيما يأتي ذلك:
- البغوي: أنَّ دين الله -عزَّ وجلَّ- هو الإسلام وما جاء به من الختان هو ما يُوافق فطرة الله، وليس ما يقوم به النَّصارى من المعمودية وهي تغميس أولادهم لسبعة أيامٍ في الماء الأصفر ظنَّا منهم أنَّ هذا الماء يطهِّر أولادهم كما يطهِّر الختان أولاد المسلمين، وفي ذلك نصبٌ على الإغراء، بمعنى إلزموا دين الله.
- الطبري: أنَّ صبغة الله -عزَّ وجل- الإسلام، وليس ما يقوم اليهود والنصارى بصبغ أولادهم عليه، واعلموا أنَّ لا صبغة أفضل وأحسن من الإسلام؛ الدين الذي بعث به جميع أنبيائه ورسله، وبهذا يكون المسلمون متَّبعون ملة الخاضعين لله والمستكينين له من الأنبياء والرسل غير مستكبرين عن ذلك كما استكبر اليهود والنَّصارى عن اتِّباع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اقرأ أيضا: معنى آية الطيبون للطيبات والخبيثون للخبيثات
معاني المفردات في آية صبغة الله
إنَّه لمن المهم والضروري عند تفسير آيةٍ من آياتِ القرآن الكريم أن يتمَّ التطرق إلى بيان معاني مفرداتها، وذلك لأنَّ القرآن الكريم نزل بلسانٍ عربي مبين، وفيما يأتي ذلك:
- صبغة: إنَّ كلمة صبغة في اللغة العربي تأتي بعدة معاني، لكن المعنى المقصود في قول الله تعالى: {صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ}، هو الفطرة التي خلق الله النَّاس عليها، أي دينه وشرعه.
- الله: هو علمٌ على الذات العليا، والواجبة الوجود، والذات التي تجمع جميع صفات الألوهية، ويعدُّ هذا الاسم أول أسماء الله عزَّ وجلَّ، ولا بدَّ من الإشارة في هذا المقام من عدم جواز تسمية غير الله بهذا الاسم.
- أحسن: هو اسم تفضيلٍ من الحسن، وجاء في الآية السابقة المذكورة بمعنى الأفضل.
- عابدون: إنَّ كلمة عابدون هي جمع كلمة عابد والعابد هو من عبد الله -عزَّ وجلّ- وحده وأطاعه وانقاد له وخضع وذلَّ له، وقام بأداء ما عليه من فرائض.
اقرأ أيضا: معنى آية الكرسي
فوائد من آية صبغة الله
- الدين الإسلامي هو الدين الصحيح المقبول عند الله -عزَّ وجلّ- وما عداه فهو باطل.
- على المسلم أن يتمسَّك بدين الله -عزَّ وجلَّ- وشرعه وملته، وأن يعتزَّ بهما خير اعتزاز.
- إنّ الختان من الفطرة، التي فطر الله عليها خلقه، وعلى ذلك لا بدَّ للمسلم ألَّا يترك الختان.
- ما يقوم به النصارى من تعميد أبنائهم وتغميسهم في الماء الأصفر لسبعة أيام يعدُّ أمرًا باطلًا، وليس من الدين في شيء.
- ملة الإسلام هي الملة الموافقة لملة نبيِّ الله إبراهيم عليه السلام، وغيره من الأنبياء، وأنَّ المسلمون هم أتباع إبراهيم الحقيقيون، وليس اليهود والنصارى.
- إنَّ ضرر الكِبر والحسد ضررٌ كبير، حيث إنَّ الاستكبار والحسد قد يوديان بالمرء إلى التهلكة والكفر.
- عدم الإيمان بجميع الأنبياء، وإن كان نبيًا واحدًا يودي بصاحبه إلى التهلكة والكفر.
- على المرء أن يُظهر أثر الإسلام والتديِّن وذلك من خلال أفعاله وأقواله ولباسه.
- يجب على المسلم ألا يقوم بتقليد غير المسلمين، حيث أنَّ كثيرًا من أعمالهم تعدُّ مخالفةً لدينه، بالإضافة إلى أنَّ الإسلام أعطى للمسلمين البديل الأفضل الذي ينفعهم.
اقرأ أيضا: معنى آية أليس الله بكاف عبده