سورة العنكبوت مكية أم مدنية.. هذه السورة هي السورة الخامسة والثمانون في ترتيب نزول سور القرآن، وقد نزلت في أواخر سنة إحدى عشرة قبل الهجرة، فتكون من أخريات السور المكية بحيث لم ينزل بعدها بمكة إلا سورة المطففين .
سورة العنكبوت مكية أم مدنية
- اختلفت الآراء حول كون سورة العنكبوت مكية أم مدنية، فالرأي الأوّل؛ أنّها مكّيّةٌ كلّها، أخرجه ابن الضّريس، والنّحّاس، وابن مردويه، والبيهقيّ في “الدّلائل” عن ابن عباس، وأخرجه ابن مردويه عن عبد اللّه بن الزّبير، وبه قال الحسن، وعكرمة، وعطاءٌ، وجابر بن زيدٍ، والقول الثّاني: أنّها مدنيّةٌ كلّها، قال القرطبيّ: وهو أحد قولي، ابن عبّاسٍ، وقتادة، والقول الثّالث: أنّها مكية إلا عشر آيات من أوّلها، وهو قول يحيى بن سلّامٍ، وحكي عن عليّ بن أبي طالبٍ أنّها نزلت بين مكّة والمدينة، وهذا قولٌ رابعٌ.
- وفي حين قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (مكية كلها)، وقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (مكّيّة)، وقَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (مكية).
- بينما قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (وهي مكّيّةٌ كلّها إلا عشر آياتٍ مدنيّةٍ من أوّلها إلى قوله: {وليعلمنّ المنافقين} [العنكبوت: 11] ). وقَالَ أبو عمرو عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (مكية. قال قتادة: (إلا عشر آيات من أولها إلى قوله تعالى: {وليعلمن المنافقين} فإنهن نزلن بالمدينة).
- وعن ترتيب نزولها قال مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ [نزلت بعد الروم]، وقالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (نزلت بعد الروم).
فترة الوحي
- أخذت السورة اسمها من الآية 41 التي وردت فيها كلمة (العنكبوت).
- تبين الآيات من 56 إلى 60 بوضوح أن هذه السورة نزلت قبل الهجرة إلى الحبشة بقليل، وهذا مدعوم بالأدلة الداخلية الواردة في السورة.
- رأى بعض المفسرين أن بعض آيات السورة ذكرت للمنافقين، وظهر النفاق في المدينة المنورة، فقد نزلت الآيات العشر الأولى من هذه السورة بالمدينة المنورة، وبقيتها بمكة.
موضوع السورة
- يظهر من قراءة السورة أن فترة نزولها كانت فترة الاضطهاد الشديد للمسلمين في مكة.
- الكفار كانوا يعارضون الإسلام ويحاربونه بضراوة، والمعتنقون الجدد يتعرضون لأقسى الظلم، وكانت هذه هي الظروف التي أنزل الله فيها هذه السورة لتقوية وتشجيع المسلمين المخلصين، كما تم تهديد كفار مكة وتحذيرهم من المصير الذي يعيشه أعداء الحقيقة في كل عصر.
- كما أن القصص المذكورة في هذه السورة تثير الإعجاب بعرضها قصص أنبياء الماضي ممن عانوا من مصاعب كبيرة وعوملوا بقسوة لفترات طويلة، ثم أخيرًا أعانهم ونصرهم الله، مع توجيه رسالة إلى المسلمين بأن عون الله سيأتي بالتأكيد حتى وإن مررت بفترة من الضيق والفتن “، بالإضافة إلى تعليم المسلمين هذا الدرس، فقد تم تحذير الكفار من العقاب الذي ينتظرهم.
- وقد تم إرشاد المسلمين في السورة إلى أنه في حال كان الاضطهاد أصبح لا يطاق، فعليهم بالتخلي عن منازلهم، بدلاً من التخلي عن ايمانهم، إلى جانب كل هذا، تم حث الكفار أيضًا على فهم الإسلام، مع عرض حقائق التوحيد والآخرة بالحجج العقلانية، ودحض الشرك ، ولفت انتباههم إلى آيات الكون .
القضايا الرئيسية والقوانين الإلهية والإرشاد
- الله يمتحن المؤمنين ليرى الصادقين من الكاذبين.
- ضرورة طاعة الوالدين إلا في الشرك.
- النبي نوح حث قومه 950 سنة على عدم الشرك.
- حث النبي إبراهيم قومه على عدم الشرك فحاولوا أن يحرقوه حياً ولكن الله حفظه.
- أمم عاد وثمود ومدين رفضوا رسول الله فدمرهم الله جميعا.
- ومثل الذين يتخذون حامية من غير الله: بيت العنكبوت، وكون أضعف المساكن بيت العنكبوت.
- تقوي هذه السورة إيمان المسلمين المخلصين، وتوجه اللوم إلى أولئك الذين أظهروا ضعفًا في إيمانهم. كما تتناول هذه السورة الأسئلة التي كان يواجهها بعض الشباب في تلك الأيام، والذين كان آباؤهم يحثونهم على ترك الإسلام والعودة إلى ديانة أجدادهم.
- كما بينت السورة أنه في حال شعرت أن الاضطهاد أصبح لا يطاق عليك، فعليك التخلي عن بيتك بدلاً من التخلي عن إيمانك، فأرض الله شاسعة، وابحث عن مكان جديد يمكنك فيه عبادة الله براحة بال تامة. . “
المراجع