سورة الروم مكية أم مدنية.. تحتوي سورة الروم على 60 آية وقد نزلت في مكة في نفس الوقت من سورة طه قبل حوالي ست إلى سبع سنوات من هجرة النبي محمد إلى يثرب (المدينة) حوالي عام 615 م، وكان هذا هو الوقت الذي تحولت فيه معارضة المكيين للمسلمين من الاتهامات الشفهية والإساءات إلى التعذيب الجسدي والاجتماعي.
سورة الروم مكية أم مدنية
- أجمع المفسرون على أن سورة الروم مكية، فقالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (هذه السورة مكية. ولا خلاف أحفظه في ذلك)، وقَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (وهي مكية كلها بإجماعهم). وقالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ كلها مكّيّةٌ بلا خلافٍ).
- وعن ترتيب نزولها قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ [نزلت بعد الانشقاق]، وقالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (نزلت بعد الانشقاق). ثم قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ: (وقال السخاوي: نزلت بعد: {إذا السّماء انشقت} وقبل العنكبوت)، وقَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ونزلت بعد سورة الانشقاق، ونزلت بعدها سورة العنكبوت). وقالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ: (وهي السّورة الرّابعة والثّمانون في تعداد نزول السّور، نزلت بعد سورة الانشقاق وقبل سورة العنكبوت).
- سورة الروم هي سورة مكيّة، وتأخذ الترتيب الثلاثين ما بين سور القرآن الكريم، وتمتاز هذه السورة بذكر صفات الله الواجبة له، وتهديد المشركين، مع ذكر الآيات الدالة على العلم والقدرة والوحدانية لله سبحانه وتعالى.
موضوع سورة الروم
- سُمّيت بهذا الاسم لذكر حادثة هزيمة الروم، ثم أنبأت الآيات أن الروم سينتصرون خلال فترة وجيزة بعدما كانوا في أشد حالات ضعفهم، ولم يقتصر الأمر على تحديد زمن النصر، بل ذكرت السورة أيضاً المكان الذي ستتم فيه هذه المعركة وهذا ما حدث بالفعل.
- نزلت هذه الآيات عندما غزا الفرس الرومان وحققوا انتصارا عليهم على مقربة من الشام، الأمر الذي تسبب في سعادة المشركين ممن رأوا ان الفرس لا كتاب لهم، والرومان لهم كتاب لانهم من النصارى، وادعوا قدرتهم على تحقيق الانتصار على المسلمين كما انتصر الفرس، فحلف أبو بكر رضي الله عنه بعد نزول الآية ان الرومان سيغلبون الفرس، بعد هزيمتهم هذه، ولكنهم قالوا له: اجعل لنا موعداً واستشار النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: زد في الرهان ومد الأجل فإن البضع من ثلاث إلى تسع، ففعل وانتصر الرومان في السنة التاسعة، وأخذ أبو بكر رضي الله عنه الجعل وتصدق به.
- الموضوع الرئيسي لهذه السورة هو التناقض بين التوحيد والشرك، كما إن عدة آيات توضح اختلاف المصير بين المشركين والمؤمنين، كما يتم التأكيد على وحدانية الله من خلال تصوير آياته العجيبة وخلقه المعجز.
- تحث السورة الناس على التأمل في آيات الله الموجودة في كل مكان في هذا الكون والتأمل في خلق والسماء والأرض، كما تتحدث السورة عن العقوبة والمكافآت في اليوم الأخير.
- تقدم هذه السورة في الواقع ثلاث تنبؤات تم تحقيقها في فترة زمنية تتراوح بين 10-12 سنة. الأولى هي أن الرومان سيعودون ويهزمون خصمهم، وهو الأمر الذي تحقق بداية من عام 623 م مع الانتصارات الأولية للرومان وينتهي بالهزيمة النهائية للفرس في معركة نينوى عام 627 م. والأمر الآخر في الآية هو أن المسلمين سيكونون سعداء في ذلك اليوم: ويتحقق ذلك من خلال ابتهاج المسلمين برؤية مزاعم خصومهم خاطئة. ثالثًا: في الوقت الذي انتصر فيه المسلمون في معركتهم الأولى في بدر عام 623 م كانت بداية انتصارات الرومان، ثم في عام 628 م، غزا المسلمون مكة بعد أن هزم الرومان الفرس بشكل حاسم في معركة نينوى عام 627 م.