سورة النمل مكية أم مدنية .. سورة النمل هي السورة السابعة والعشرون من القرآن الكريم وتتكون من 93 آية، واسم السورة مشتق من النمل الذي فهم النبي سليمان حديثه، وكغيرها من السور المكية فإن الموضوع الرئيسي لهذه السورة الكريمة هو الإيمان بالله، وعبادته وحده، والإيمان بالآخرة، وما فيها من ثواب وعقاب.
سورة النمل مكية أم مدنية
- اجمع المفسرين على أن سورة النمل مكية؛ قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (وهي مكية كلها بإجماعهم). وقال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ذكر القرطبيّ وغيره أنّها مكّيّة بلا خلاف)، فيما قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ: (قال القرطبيّ: وهي مكّيّةٌ كلّها في قول الجميع).
- قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (وهي مكية اتفاقًا)، وقالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (وهذه السّورة مكّيّةٌ بالاتّفاق).
ترتيب نزول سورة النمل
- قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ [نزلت بعد الشعراء]، وقالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ: (نزلت بعد سورة الشعراء)، وقَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ: (ونزلت بعد سورة الشعراء ونزلت بعدها سورة القصص).
- قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ: (وهي السّورة الثّامنة والأربعون في عداد نزول السّور، نزلت بعد الشّعراء وقبل القصص).
- وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم، لورود اسم النمل في قوله تعالى في الآية 18 منها: حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ، وتبلغ آياتها ثلاثا وتسعين آية، ولاشتمالها على مناظرة النمل مع سليمان رضى الله عنه، الواردة في قوله تعالى:حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (18) .
موضوع السورة
- جاء في أول السورة بيان ما فيه من الهداية والبشارة للمؤمنين، والترهيب للكافرين ثم انتقل السّياق منه إلى الترغيب والترهيب بذكر بعض قصص الأنبياء والصالحين، ثم انتقل منهما إلى التنويه بشأنها وشأن أصحابها، والموازنة بين من ينزّل مثلها وبين آلهتهم في عجزها وضعفها، إلى غير هذا مما ختمت به هذه السورة.
- تركز السورة على أحداث ومناسبات مختلفة مثل كفاح أربعة من رسل الله (مثل موسى وسليمان وصالح ولوت) رضي الله عنهم جميعا ضد قبائل مختلفة في زمانهم وأكثرها تفصيلاً هو زمن سليمان رضى الله عنه وإيمان سبأ.
- يبرز جزء كبير من السورة قوة وسلطة سليمان الفريدة في السيطرة على الجن ومخلوقات الله الأخرى.
- جزء آخر مثير للاهتمام من السورة يدور حول القوة الفريدة لسليمان في الفهم والتحدث مع مخلوقات مختلفة مثل الجن والطيور والحشرات مثل النمل.
القضايا الرئيسية والقوانين الإلهية والإرشاد بسورة النمل
- القرآن هداية وبشارة للمؤمنين.
- عرض معجزات النبي موسى عليه السلام، تسع معجزات على فرعون وقومه.
- قصة النبي سليمان وملكة سبأ.
- قصص الأنبياء صالح واللوت عليه السلام وقومهما.
- الكفار يشككون في قدرة الله على الخلق.
- تم تقديم ثلاثة أنواع من الشخصيات في سورة النمل؛ النوع الأول يتمثل في فرعون، وأمة ثمود، وأهل النبي لوط الذين كانوا جميعًا غافلين عن الآخرة، وبالتالي.أصبحوا عبيدا لرغباتهم، لهذا لم يؤمنوا حتى بعد رؤية المعجزات، بل انقلبوا على من دعاهم إلى الخير والتقوى، ولم يلتفتوا للوعظ حتى قبل لحظات من أن يسيطر عليهم بلاء الله.
- ومثال النوع الثاني النبي سليمان عليه الصلاة والسلام الذي أنعم الله عليه بالمال والملك والعظمة أعظم بكثير من رؤساء كفار مكة. ولكن بما أنه اعتبر نفسه مسؤولاً أمام الله ، وأدرك أن ما لديه من فضل الله فقط ، فقد اتخذ طريق الحق والطاعة.
- ومثال من النوع الثالث ملكة سبأ التي حكمت أغنى وأشهر الناس في تلك الفترة، و كانت تمتلك كل وسائل الحياة التي يمكن أن تجعل الشخص يشعر بالفخر والغطرسة، و كانت ثروتها وممتلكاتها تتجاوز بكثير ثروات قريش وممتلكاتها. لقد أعلنت الشرك، الذي لم يكن مجرد أسلوب حياة موروث بالنسبة لها، ولكن كان عليها أن تتبعه من أجل الحفاظ على موقعها كحاكمة، لذلك كان من الأصعب عليها أن تتخلى عن الشرك وتتبنى طريق التوحيد، ولكن عندما أصبحت الحقيقة واضحة لها، لم يمنعها شيء من قبولها، كان انحرافها في الواقع بسبب ولادتها ونشأتها في بيئة متعددة الآلهة، ولكن لم يخلو ضميرها من الشعور بالمساءلة أمام الله.