تُعد الزراعة بمثابة الدعامة الأساسية لاقتصاد رواندا، حيث ساهمت بثلث الناتج المحلي الإجمالي في رواندا وتوظف حوالي 70% من السكان العاملين في البلاد، كما تشجع الحكومة الرواندية الاستثمار في القطاع الزراعي؛ لذا يتساءل الكثيرون مؤخراً عن أسعار الأراضي الزراعية في رواندا وفرص الاستثمار في هذا المجال.
أسعار الأراضي الزراعية في رواندا
تهتم هيئة الاستثمار في رواندا بطرح الأراضي الرزاعية المزودة بنظام ري على المستثمرين، حيث تقدم لهم ميزة الانتفاع بالأرض لمدة ثلاثين عاماً، وتبدأ الأراضي بمساحة 200 هكتار مع العديد من الشروط الميسرة، وقد عرضت رواندا على المستثمرين المصريين، نظراً للعلاقة الوطيدة التي تجمع البلدين، نظام التمليك بأسعار زهيدة حيث تبلغ أسعار الأراضي الزراعية في رواندا 3 دولار للمتر المربع.
تسعى رواندا أيضاً إلى تعميق صناعة السخانات محليا لديها، بعد اكتشافات الغاز، ورغبتها فى وقف تقطيع الأشجار؛ لذلك أعلن السفير الرواندى عن تخصيص قطعة أرض تبعد حوالى 35 كيلو عن العاصمة “كيجالى”، لإنشاء مصنع لتجميع السخانات المصرية.
كما تتعدد فرص الاستثمار في القطاع الزراعي في رواندا نظراً لطبيعة المناخ وخصوبة التربة وارتفاع معدل هطول الأمطار السنوي فضلاً عن اعتدال درجة الحرارة على مدار العام، ومن أبرز فرص الاستثمار في قطاع الزراعة في رواندا:
- الاستثمار في زراعة الذرة.
- الاستثمار في زراعة التفاح.
- الاستثمار في زراعة المانجو.
- صناعة الأعلاف الحيوانية والأسمدة العضوية.
- إنتاج وترويج الأدوات الزراعية وصناعة السماد الكيميائي.
اقرأ أيضا: التجارة في رواندا
قطاع الزراعة في رواندا
حقق القطاع الزراعي في رواندا خلال السنوات الأخيرة نمواً ملحوظاً من 4.5 ٪ إلى 6 ٪ سنوياً ويتحول تدريجيا من الكفاف إلى نموذج موجه نحو السوق. ومثّل القطاع الزراعي نحو 29 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي الوطني.
لدى رواندا فصلان زراعيان يُعرفان بالعامية باسم “أ” ، ويستمر بين سبتمبر ويناير ، والفصل الثاني هو “ب” ، ويستمر من فبراير إلى يونيو. تزرع الذرة في الموسم (أ) وهي محصول غذائي رئيسي في البلاد، ويفضل معظم المزارعين زراعة الحبوب في الموسم “ب” الأقصر.
يعد وجود موسمان للزراعة في رواندا بالتأكيد ميزة للمزارعين الروانديين. فيمكن أن يزرعوا مجموعتين متنوعتين من المحاصيل في السنة، والاستفادة إلى أقصى حد من قطع أراضيهم الصغيرة نسبياً من فائض الحصاد للقيام باستثمارات طويلة الأجل مثل استئجار قطع أرض جديدة أو حتى شراء المواشي.
أما بالنسبة إلى نظام ملكية الأراضي، فتخضع ملكية الأراضي الرواندية لقانون الأراضي العضوية لعام 2005، والذي ينص أن جميع الأراضي في رواندا هي ملك للدولة والمقاطعات والمدن. ثم تقوم هذه المؤسسات العامة بتأجير الأراضي للأفراد أو الشركات أو المستثمرين لمدة 99 عاماً، وقد طورت الحكومة عدة مواقع للري وتقوم بتشجيع المستثمرين من القطاع الخاص على امتلاكها من خلال التأجير أو الشراء أو الشراكة مع الحكومة.
الجدير بالذكر أنه بلغ تقدير الأراضي الصالحة للزراعة ب 52.4% من مساحة الدولة بناءً على إحصاء وزارة الزراعة لعام 2019، إلا أن مساحة الأراضي المزروعة فقط 32% من مجموع الأراضي الصالحة للزراعة؛ الأمر اذلي يزيد من فرص الإستثمار الزراعي في رواندا.
رغم ذلك، لا يزال القطاع الزراعي في رواندا يواجه العديد من التحديات مثل:
- تأخر واردات البذور للزراعة حيث تُستورد معظم البذور المحسنة من دول شرق وجنوب إفريقيا، وهذه الأنواع من البذور تحقق عائدات أعلى من البذور المحلية، لكن دخولها إلى البلاد، في الوقت المناسب للزراعة يمثل تحدياً للحكومة الرواندية فغالباً ما تتأثر الشحنات بقضايا خارجة عن سيطرة المزارعين من عدم الاستقرار السياسي في البلدان المجاورة إلى تحديات الشراء مع الموردين الأجانب.
- ضعف ومحدودية تمويل القطاع الزراعي وعدم كفاية البنية التحتية المادية الداعمة للقطاع الزراعي وامتناع البنوك عن تقديم القروض للمزارعين بينما اقتصر دعم المزارعين على التعاونيات الزراعية المحدودة.
- بدائية تقنيات الزراعة المستخدمة.
- عدم وعي المزارعين بأساليب الزراعة الأفضل، وضعف تنفيذ القوانين والسياسات الزراعية إضافة إلى نقص المعلومات التسويقية وبالتالي انخفاض الإنتاجية و انخفاض الإيرادات.
- الاعتماد بشكل شبه كلي على الأمطار في ري الأراضي الزراعية.
- سوء التخزين وعدم كفايته وبالتالي ارتفاع خسائر ما بعد الحصاد.
اقرأ أيضا: اقتصاد رواندا
أهم المحاصيل الزراعية في رواندا
تشمل المحاصيل الزراعية الرئيسية في رواندا القهوة، والشاي، والزهور، والفاصوليا، والكسافا، والبطاطا الحلوة، والذرة الرفيعة، والموز، والبطاطس الإيرلندية والحلوة، والأرز والقمح والموز وقصب السكر والسمسم وغيرها.
وكان لمحصولي الشاي والقهوة الحصة الأكبر من الصادرات الرئيسية حيث بلغت صادرات رواندا من الشاي و القهوة مجتمعة (174 مليون دولار أمريكي)، وفي عام 2018 و هو ما نسبته 17.1 % من إجمالي صادرات رواندا.
ورغم أن معظم الروانديين لا يشربون القهوة إلا أن القهوة واحدة من أهم المحاصيل النقدية في رواندا التي تلعب دورًا رئيسيًا في سبل عيش الكثير من الناس في البلاد. حيث يعتمد حوالي 400.000 أسرة على إنتاج القهوة.
ويوجد في البلاد نوعان رئيسيان من القهوة قهوة رواندا هي أرابيكا حصراً، وتمثل 98 ٪ وروبوستا 2 ٪ و يعود السبب في ذلك إلى أن رواندا تتمتع بظروف مناخية جيدة، كالارتفاع عن مستوى سطح البحر، والتربة البركانية، والضباب الاستوائي الذي يساعد على زراعة قهوة أرابيكا ويبلغ متوسط الإنتاج السنوي ألف طن من حبوب القهوة معظمها للتصدير.
كما ازدادت أهمية زراعة الشاي في الاقتصاد. ولا يزال نظام تسويق الشاي في رواندا تهيمن عليه الشركات المملوكة للدولة، وويزرع الشاي بشكل أساسي في مزارع كبيرة، يملكها ويديرها حوالي عشرة مصانع شاي تقوم بمعالجة الشاي الأخضر إلى شاي أسود.
وتبلغ مساحة إنتاج الشاي في رواندا حوالي 15000 هكتار. كما أن هناك كميات صغيرة نسبياً من الشاي التي تنتجها تعاونيات الشاي ومزارعي القطاع الخاص التي تُباع لمصانع الشاي.
اقرأ أيضا: أفضل المشاريع في رواندا