سورة المؤمنون مكية أم مدنية.. سورة ” المؤمنون ” من السور التي تتحدث عن التوحيد والرسالة والبعث، وعدد آياتها ” 118، وهي سورةٌ نزلت قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك فهي سورةٌ مكيّة، تختص بمعالجة أمور الإيمان والكفر وبيان جزاء المؤمنين وجزاء الكافرين ..
سورة المؤمنون مكية أم مدنية
- أجمع المفسرون على أن سورة المؤمنون سورة مكية، حيث قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (سورة المؤمنين مكية في قول الجميع)، وقالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (هي مكية بلا خلاف.قال القرطبي: كلّها مكيّة في قول الجميع)، وقَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (مكية اتفاقًا)، وقالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (وهي مكّيّةٌ بالاتّفاق).
- وعن ترتيب نزولها قال الجعبري: نزلت بعد سورة الطور ونزلت بعدها سورة الملك)، وقالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ هي السّورة السّادسة والسّبعون في عداد نزول سور القرآن نزلت بعد سورة الطّور وقبل سورة {تبارك الّذي بيده الملك}).
موضوعات سورة المؤمنون
- صفات المؤمنين الحقيقيين.
- مراحل الخلق البشري.
- قصة النبي نوح عليه السلام والطوفان العظيم.
- حقيقة أن الله لم يكلف نفساً بأكثر مما تستطيع تحمله.
- صد الشر بالخير والاستعانة بالله من فتن الشيطان.
- حقيقة أن الكفار لن ينالوا الخلاص أبدًا.
الأجزاء السبعة لسورة المؤمنون
- يركز محتوى السورة في الغالب على الصفات الخاصة بالمؤمنين ولهذا سميت بسورة المؤمنون، وفي نهايتها تم ذكر بعض العبارات حول المعتقدات والممارسات التي تكمل هذه الصفات.. قال تعالى: “قدْ أفلَحَ المُؤمنُونَ * الَّذينَ هُم في صلاتِهِمْ خاشعُونَ * والَّذينَ هُم عنِ اللَّغوِ معرِضُونَ * والَّذينَ همْ للزَّكاةِ فاعلُونَ * والَّذينَ هم لفرُوجهِم حافظُونَ * إلَّا علَى أزوَاجِهِمْ أوْ ما ملكَت أيمَانهُمْ فإِنَّهمْ غيرُ ملُومينَ * فمنِ ابتغَى وراءَ ذلِكَ فأولئِكَ همُ العادُونَ * والَّذينَ هم لأماناتهِم وعَهدهِمْ راعونَ * والَّذينَ همْ علَى صلوَاتهِمْ يحَافظُونَ”
- وبحسب بعض الآراء، يمكن تقسيم محتويات هذه السورة إلى الأجزاء السبعة التالية؛
- يذكر الجزء الأول من السورة بعض الصفات التي تؤدي إلى خلاص المؤمنين، هذه السمات العملية شاملة ودقيقة لدرجة أنها تغطي أيضًا جوانب مختلفة من الحياة الاجتماعية والشخصية.
- أما الجزء الثاني فيذكر العلامات المختلفة لمعرفة الله وآياته في عالم الوجود الكبير، حيث تسرد السورة بعض الأمثلة عن النظام الرائع لعالم الخلق ، مثل السماء والأرض وخلق الإنسان والنبات والحيوان.
- يستشهد الجزء الثالث من هذه السورة بسيرة ذاتية مفيدة لبعض الأنبياء العظماء مثل نوح وهود وموسى وعيسى (عليهم السلام) كأمثلة قليلة من خلال ذكر جوانب معينة من حياتهم.
- أما الجزء الرابع من السورة فيخاطب المتغطرسين ، تارةً من خلال مناشدة عقلهم بالمنطق، وأحيانًا بتحذيرهم بلغات قاسية لإيقاظ ضمائرهم والعودة إلى الله.
- يناقش الجزء الخامس من السورة بعض المعلومات المختصرة عن موضوع القيامة، وأجر المحسنين ، وعقوبة الظالمين.. فقال تعالى: “فتَعالَى اللَّه الملِكُ الحقُّ لا إلهَ إلَّا هوَ ربُّ العَرشِ الكرِيمِ * ومَنْ يدعُ معَ اللَّهِ إلهًا آخرَ لا برهَانَ لهُ بهِ فإِنَّمَا حسَابُهُ عنْدَ ربِّهِ إنَّهُ لا يفلِحُ الكافرُونَ
- ويتحدث الجزء السادس عن قدرة الله عز وجل، فقال تعالى: “ولَقَدْ خلَقْنَا الإِنسَانَ منْ سلالَةٍ منْ طينٍ * ثمَّ جعَلنَاهُ نطفَةً في قرَارٍ مكِينٍ * ثمَّ خلَقنَا النُّطفةَ علَقةً فخَلقنَا العلَقةَ مضغَةً فخَلقنَا المُضغَةَ عظامًا فكَسونَا العظَامَ لحمًا ثمَّ أنشَأْنَاهُ خَلقًا آخرَ فَتبارَكَ اللَّه أحسَنُ الخالقِينَ * ثمَّ إنَّكُم بعدَ ذلِكَ لميِّتونَ”.
- ويركز الجزء السابع من السورة على الهدف من خلق الإنسان.
- وهكذا فإن محتوى هذه السورة الكريمة هو عبارة عن مجموعة من بعض القضايا المعرفية التي تشجعنا على التأمل، والدروس العقائدية والعملية ، ومن بداية السورة إلى نهايتها الحديث عن المسار بأكمله الذي يجب على المؤمنين اتباعه.