سورة مريم مكية أم مدنية.. سورة مريم هي السورة التاسعة عشرة في القرآن الكريم، وتحتوي على ما مجموعه 98 آية نزلت أثناء وجود الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في مكة، وعلى غرار السور الأخرى التي نزلت في مكة، تتعلق هذه السورة أيضًا بالحياة بعد الموت، مكافآت الصالحين؛ وحياة بعض الأنبياء.
سورة مريم مكية أم مدنية
- أجمع أهل العلم والمفسرين أن سورة مريم مكية، فقَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ: (وهي مكية بإجماعهم من غير خلاف علمناه)، ةقالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ: (هذه السورة مكية بإجماع).
- وهي السورة الرابعة والأربعون في ترتيب النزول، نزلت بعد سورة فاطر وقبل سورة طه.
- نزلت هذه السورة في مكة، وعادة ما يكون جوهر السورة هو التوحيد، والإيمان، وتصوير الآخرة، والثواب، والعقاب، والتأمل في خلق الله، وقد اشتملت السورة على ثلاثة مقاصد أسياسية، هي: إثبات وحدانيته سبحانه، وتنزيه سبحانه عن الولد، وإثبات البعث يوم القيامة.
- وقد كرم الله مريم بتسمية هذه السورة باسمها، وبذلك خلدها إلى آخر الزمان، ستعرفها أجيال بعد أجيال، وتقرأ عنها، وتعيش من جديد ألمها، وقلقها، وتتعرف على مكانتها العظيمة؛ كانت “السيدة” بين النساء، وقد اختيرت من بين كل البشر لتكون رمزًا للنقاء والعفة والنبل والارتقاء إلى أعلى المراتب.
موضوعات سورة مريم
- تسلط السورة الضوء على أحداث مختلفة من حياة أنبياء الله، ويذكر في هذه السورة النبي آدم وإدريس ونوح وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وإسماعيل وموسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى وأمه مريم رضي الله عنهم جميعًا.
- سورة مريم تجلب إلى الذهن باستمرار رحمة الله وقدرته، ويعلمك أنه لا يوجد سبب للشعور بالعجز والاكتئاب لأن الله هو الداعم لك، يسمع دعواتك ويستجيب لها حتى لو بدت مستحيلة.
يمكن تقسيم السورة إلى 8 أقسام:
1) الآيات 1-15: تبدأ السورة بقصة زكريا عليه السلام وكيف أهدى طفل في سن الشيخوخة ، وهو أمر غريب وغير مألوف.
2) الآيات 16-40: ذكر قصة مريم وولادتها لعيسي عليه السلام بدون أب وكيف تجاوب مجتمعها معها.
3) الآيات 41-50: تذكر السورة بإيجاز جزءًا واحدًا من قصة إبراهيم عليه السلام، وتحديداً المحادثة التي أجراها مع والده بشأن عبادة الأصنام، ثم تذكر السورة بإيجاز سلسلة من الأنبياء الآخرين.
4) الآيات 51-58: ذكر موسى وهارون عليه السلام.وإسماعيل عليه السلام.وإدريس عليه السلام.لإثبات أن جوهر رسالة جميع الأنبياء واحدة.
5) الآيات 59-65: مقارنة بين الأجيال السابقة والأجيال الحالية من حيث الإيمان والأفعال.
6) الآيات 66-72: يخاطب الله المشركون رافضاً ادعاءاتهم الكاذبة في الحياة بعد الموت والدينونة.
7) الآيات 73-87: الاستمرار في مخاطبة المشركون وتحذيرهم من موقفهم من الإيمان بالله ورسوله. كما يذكرون الفارق الكبير بين قيامة المؤمن غير المؤمن.
8) الآيات 88-98: تحتوي على تحذير شديد لمن يدعي أن الله سبحانه وتعالى قد أخذ ولداً، كما يعبرون عن رضى الله عن المؤمنين ويذكرون أن من مقاصد القرآن أن يبشر المؤمنين ويحذر غير المؤمنين.
من أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سورة مريم
- في حديث رواه الطبراني والديلمي، وابن منده، وأبو نعيم، وأبو أحمد الحاكم : عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني عن أبيه عن جده أبي مريم قال : أتيت النبي – صلى الله عليه وسلم – فقلت : يا رسول الله إنه ولدت لي الليلة جارية ، فقال : والليلة أنزلت علي سورة مريم فسمها مريم . فكان يكنى أبا مريم، واشتهر بكنيته، واسمه نذير، ويظهر أنه أنصاري .
- عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن قرأَ سورة مريم أَعطِي من الأَجر عشر حسنات، بعدد مَن صَدَّق بزكريّا، ويحيى، ومريمَ، وموسى، وعيسى وهارون، وإِبراهيم، وإِسحاق، ويعقوب، وإِسماعيل، عشر حسنات، وبعدد مَن دعا للهِ ولدًا، وبعدد مَن لم يَدْعُ له ولدًا، ويعطى بعددهم حسناتِ ودرجات، كلّ درجة منها كما بين السّماءِ والأَرض أَلف أَلفِ مرّة ويُزوّج بعددها في الفردوس، وحُشِر يوم القيامة مع المتَّقين في أَوّل زُمرة السّابقين”.
- عن عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنّ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال له: “يا عليّ مَن قرأَ ها يا ع ص أَعطاه الله من الثواب مثلَ ثواب أَيّوب ومريم، وله بكلِّ آية قرأَها ثوابُ شهيد من شهداءِ بدر”.