سورة الإسراء مكية أم مدنية

سورة الإسراء مكية أم مدنية

سورة الإسراء مكية أم مدنية.. نزلت هذه السورة في مكة قبل شهرين تقريبًا من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يثرب (المدينة المنورة)، لذلك نزلت هذه السورة في زمن الضيق والاضطهاد الكبير، ولكن هذا أيضًا كان الوقت الذي وضع فيه الله محبة الرسول في قلوب أهل المدينة المنورة الذين أسلموا ودعوا النبي للمجيء إلى المدينة المنورة.

سورة الإسراء مكية أم مدنية

الاسراء

  • اجتمع أهل العلم على أن سورة الإسراء مكية بالاتفاق، فقالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (أَخرَج النحاس، وَابن مردويه عن ابن عباس قال: (نزلت سورة بني إسرائيل بمكة)، وقالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ: (وأخرج النّحّاس وابن مردويه عن ابن عبّاسٍ قال: (نزلت سورة بني إسرائيل بمكّة).
  • تحتوي سورة الإسراء على 111 آية، وقد اتفق العلماء على أنها سورة مكية، ومع ذلك، يرى البعض أن الآيات 26 و 32 و 33 و 57 و 58 منها نزلت في الأصل في المدينة المنورة. فروي عن ابن عباس أنه قال: ” هي مكية إلا ثمان آيات: من قوله: {وإن كادوا ليفتنونك} إلى قوله: {نصيرا} [الإسراء: 73-75] ” هذا قول قتادة.

موضوع السورة

  • دعا الرسول الكريم للتوحيد على مدار اثني عشر عامًا، وكان خصومه يفعلون كل ما في وسعهم لمنع رسالته من الانتشار، ولكن على الرغم من كل معارضتهم، فقد انتشر الإسلام في كل ركن من أركان شبه الجزيرة العربية ولم يكن هناك أي عشيرة لم تتأثر بدعوته.
  • في مكة نفسها، شكل المؤمنون الحقيقيون أنفسهم في مجتمع صغير وكانوا مستعدين وراغبين في مواجهة كل خطر لإنجاح الإسلام. إلى جانبهم، اعتنق الإسلام عدد كبير جدًا من أهل الأوس والخزرج (عشيرتين مؤثرتين في المدينة المنورة)، وهكذا آن الأوان لأن يهاجر الرسول الكريم من مكة إلى المدينة المنورة ويجمع هناك المسلمين ويقيم دولة تقوم على مبادئ الإسلام.
  • وقد نزلت سورة الإسراء في السنة الحادية عشرة من البعثة المحمدية، قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بسنة وشهرين.

 مزيج رائع من الإنذار والتوجيه

  • هذه السورة هي مزيج رائع من الإنذار والتوجيه، والتي تم مزجها معًا بنسب متوازنة.
  • لقد تم تحذير الكفار في مكة وتوجيههم لأخذ العبرة من النهاية البائسة لبني إسرائيل والمجتمعات الأخرى، وعليهم أن يقبلوا الدعوة التي وجهها محمد (صلى الله عليه وسلم) والقرآن، وإلا سيتم إبادتهم واستبدالهم بأشخاص آخرين.
  • كما تبين السورة أن نجاح الإنسان أو فشله أو ربحه أو خسارته يعتمد على الفهم الصحيح للتوحيد والحياة بعد الموت والنبوة، وعليه فقد تم طرح حجج مقنعة لإثبات أن القرآن هو كتاب الله وأن تعاليمه صحيحة وحقيقية .
  • في هذا الصدد، تم طرح تلك المبادئ الأساسية للأخلاق والحضارة التي من المفترض أن يقوم عليها نظام الحياة الإسلامي. وهكذا كان هذا نوعًا من بيان الدولة الإسلامية المقصودة الذي أُعلن عنها قبل عام من إنشائها الفعلي.
  • إلى جانب ذلك ، أُمر الرسول الكريم بالتمسك بموقفه بحزم دون الاهتمام بالمعارضة والصعوبات التي كان يواجهها ويجب ألا يفكر أبدًا في التوصل إلى حل وسط مع الكفر.
  • كما وجهت السورة تعليمات للمسلمون الذين أظهروا أحيانًا علامات نفاد صبر، عندما واجهوا الاضطهاد والافتراء والحجج الملتوية، لمواجهة الظروف المعاكسة بالصبر والثبات والسيطرة الكاملة على مشاعرهم وعواطفهم.

من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم عن سورة الاسراء

الاس

  • عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يهبط الله عز وجل آخر ساعة من الليل، فيقول: ألا مستغفر يستغفرني فأغفر له، ألا سائل يسألني فأعطيه، ألا داع يدعوني فأستجيب له، حتى يطلع الفجر، قال: فقال: {إن قرآن الفجر كان مشهودا} (الإسراء:78)، فيشهده الله وملائكته) رواه الطبراني.
  • عن معاذ بن أنس الجهني رضي اللّه عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه كان يقول: آية العزة -وفي رواية: العز- {وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل} (الإسراء:111) إلى آخر السورة. رواه أحمد والطبراني.
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: بينا أنا أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، استقبله رجل رثُّ الثياب رثُّ الهيئة، مستقام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا فلان! ما الذي بلغ بك ما أرى؟ قال: الفقر والسقم. قال: أفلا أعلمك كلمات، إذا قلتهن ذهب عنك الفقر والسقم؟ فقال: لا، ما يسرني بهذا إني شهدت معك بدراً وأحداً، قال: فضحك رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، ثم قال: وهل يدرك أهل بدر وأهل أحد ما يدرك الفقير القانع ؟ قال أبو هريرة : فقلت: يا رسول الله! فعلمنيهن. قال: قل: توكلت على الحي الذي لا يموت، و{الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا}. قال: فلقي النبي صلى الله عليه وسلم أبا هريرة بعد أيام، فقال: يا أبا هريرة! ما الذي أرى من حسن حالك؟ فقال: يا رسول الله! ما زلت أقرأ الكلمات منذ علمتنيهن. رواه الطبراني وأبو يعلى.

المراجع

المصدر
المصدر
المصدر

مقالات ذات صلة