جمع القرآن الكريم في عهد أبو بكر الصديق

أبو بكر الصديق صاحب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، صديق الأُمة، أول من أسلم من الرجال، والد السيدة عائشة أم المؤمنين زوجة الرسول الله صلى الله عليه وسلم، أول خليفة للمسلمين بعد وفاة الرسول، وأول العشرة المبشرين بالجنة، حمل راية الإسلام بعد وفاة الرسول وتولى شئون المسلمين، أول من جمع القرآن الكريم في مصحف خوفاً من موت حفظة الكتاب، تعرف معنا على كل ما يخص جمع القرآن الكريم في عهد أبو بكر الصديق

أبو بكر الصديق

جمع القرآن الكريم في عهد أبو بكر الصديق– عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي، ينتهي نسبه رضي الله عنه إلى فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، كنيته أبو بكر.
– كان يُسمَّى في الجاهلية “عبد الكعبة“؛ إلا أن الرسول صل الله عليه وسلم سماه عبد الله، لقب أبو بكر بالصديق لأنه صدق الرسول في خبر الإسراء والمعراج.
– نشأ في مكة، وعمل في التجارة، وحقق فيها نجاحًا كبيرًا، له 6 أولاد منهم 3 ذكور؛ عبد الرحمن، وعبد الله، ومحمد، و3 إناث أسماء، وعائشة أم المؤمنين، وأم كلثوم.
– أول من أسلم من الرجال، كان صاحب الرسول صل الله عليه وسلم ورفيق دربه في الهجرة من مكة للمدينة.
– أول الخلفاء الراشدين، والعشرة المبشرين بالجنة.
– كان يدافع عن الرسول المصطفى منذ اليوم الأول لبدء الدعوة الإسلامية، وكان دائماً ما يسارع لمساعدة الرسول عليه الصلاة والسلام وحمايته هو وأهل بيته.
– بويع للخلافة في عام 11 هجرية بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام.
– حارب المرتدين بعد وفاة الرسول وهم الذين ارتدوا عن الإسلام، وأعاد حكم الإسلام للجزيرة العربية.
– قام بجمع القرآن الكريم في صحف وذلك خوفًا من ضياعه بعد وفاة الكثير من حفظة كتاب الله.

اقرأ: أهم كتب سير الصحابة والتابعين

القرآن الكريم في عهد الرسول صل الله عليه وسلم

– القرآن الكريم لم يجمع في مصحف واحد في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، لأنه صلى الله عليه وسلم كان حياً وكان المسلمون يقرأن القرآن بين يديه، ويسترشدون به عليه الصلاة والسلام في شأن القرآن وكل أمور الدين.
– كان الرسول المصطفى يستحفظ أصحابه كل ما ينزل عليه من القرآن فور نزوله، وكان للرسول كُتاب يكتبون بأمره ما ينزل عليه من القرآن فكان يدعو بعض الصحابة الذين يكتبون له إذا نزل عليه أية من آيات السور الكبيرة، ويقول لهم: “ضعوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا”، حتى تكتمل السورة بكل آياتها.
– روى أنس بن مالك أنه قال: “جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد”.
– كان الصحابة رضي الله عنهم يكتبون القرآن الكريم في جريد النخل وأكتاف الرقاع والإبل.
– توفي الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يكن القرآن مجموع في موضع واحد، بل كان محفوظ في صدور الصحابة، وبعض السور التي كانت مكتوبة في الألواح والصحف.

جمع القرآن الكريم في عهد أبو بكر الصديق

– أمر أبو بكر الصديق بجمع القرآن الكريم في مصحف وذلك بعد انتصار المسلمين في معركة اليمامة واستشهاد عدد كبير من الصحابة حفظة القرآن الكريم مما أثار سيدنا عمر بن الخطاب، وخاف من أن تلتهم المعارك الصحابة الباقيين من حفظة الكتاب ففكر في جمع القرآن وذهب لأبي بكر الصديق وهو بمجلسه بالمسجد، وقال له: “إن القتل قد استحر يوم اليمامة بالناس، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن إلا أن تجمعه وإني لأرى أن تجمع القرآن”، فقال له أبو بكر: “كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟”، لكن استمر سيدنا عمر بن الخطاب بمحاولاته لإقناع خليفة المسلمين أبو بكر الصديق إلى أن شرح الله صدره لذلك ووافق.
– للقيام بمهمة جمع القرآن وقع اختيار سيدنا أبو بكر على زيد بن ثابت دون غيره من الصحابة الأكبر سناً حيث كان عمره لا يتجاوز 22 عام، ولقد أوجز سيدنا أبو بكر الصديق مبررات اختيار زيد بن ثابت لجمع القرآن في جملة قصيرة: “إنك رجل شاب، عاقل لا نتّهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله، فتتبع القرآن واجمعه”.

أسباب اختيار أبو بكر لزيد بن ثابت لجمع القرآن:

  1. كان حافظًا لكتاب الله.
    2. معروف عنه رجاحةِ عقلهِ والورع والأمانة.
    3. كان من كُتَّاب الوحي في عهد الرسول صل الله عليه وسلم.
    4. معروف بحسن السيرة وكمال الدين، والعدالة والعلم.
    5. وصفه الرسول بأنه أعلم أصحابه بالفرائض.
    * ذكر القرطبي عن أبي بكر الأنباري قوله: “ولم يكن الاختيار لزيد بن ثابت من جهة أبي بكر وعثمان على عبد الله بن مسعود في جمع القرآن -وعبد الله أفضل من زيد وأقدم في الإسلام وأكثر سوابق وأعظم فضائل- إلا لأن زيدا كان أحفظ للقرآن من عبد الله”، ثم يعقب بقوله: “فالذي ختم القرآن وحفظه ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي أولى بجمع المصحف وأحق بالإيثار والاختيار”.
    – شرع زيد بن ثابت في جمع القرآن الكريم من اللخاف والرقاع والجلود والصحف، وصدور الرجال، وعاونه في ذلك سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر وعدد من كبار الصحابة، روى عروة بن الزبير، قال: (لما استحرَّ القتل بالقراء يومئذ، فرِقَ أبو بكر على القرآن أن يضيع -أي خاف عليه- فقال لعمر بن الخطاب وزيد بن ثابت: اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه). قال ابن حجر: رجاله ثقات مع انقطاعه.
    – بالمشاركة من الصحابة أخذ جمع القرآن الصفة الإجماعية بمعنى اتفاق الصحابة عليه، ونال قبولهم جميعاً، وتم جمع القرآن على أتم وأكمل وجه.

قد يهمك: من هم أشهر المفسرين في صدر الإسلام
وفاة أبو بكر الصديق

– توفي أبو بكر الصديق في السنة الثالثة عشرة من الهجرة عن عمر يناهز ثلاث وستون عام.
– مدة خلافته كانت سنتان وثلاثة أشهر وثلاثة أيام.
– دفن رضي الله عنه في بيت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها بجانب قبر الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم.

المراجع

المصدر 1
المصدر 2
المصدر 3
المصدر 4

Exit mobile version