سورة الحجر مكية أم مدنية..اجتمع العلماء أن هذه السورة هي السورة الثانية والخمسون من حيث الترتيب الزمني، وقد نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة قبل هجرته،و يعتقد أن هذه السورة المكية نزلت على الرسول الكريم بعد فترة وجيزة من السورة الثانية عشرة (يوسف).
سورة الحجر مكية أم مدنية
- اجتمعت التفسيرات على أن سورة الحجر مكية، فقَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ هي مكية كلها من غير خلاف نعلمه، كما قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (وقال الطّبريّ: هي مكّيّة بإجماع ).
- يتضح من موضوعات وأسلوب سورة الحجر أن فترة نزولها هي نفس فترة سورة إبراهيم، لأن هناك شيئين بارزين في خلفيتها؛ أولاً، يتضح من التحذيرات المتكررة في هذه السورة أنه على الرغم من أن الرسول الكريم كان ينشر الرسالة لسنوات عديدة، إلا أن قومه لم يظهروا ميل نحو قبولها، فقد أصبحوا أكثر عنادا واستهزاءها بمرور الزمن.
- ثانياً، بحلول ذلك الوقت كان الرسول الكريم قد بدأ يشعر بالتعب قليلاً من بذل جهود مضنية للقضاء على الكفر والمعارضة من قومه، لهذا جاءه عزاء الله مرارًا وتكرارًا عن طريق التشجيع.
- اختير اسم السورة من الآية الثمانين، في قوله تعالى: {ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين}، فقد ذكرت الآية قوم صالح بأصحاب الحِجر، وأرسل الله إليهم النبي صالح عليه السلام، علمًا أن مساكنهم موجودة إلى اليوم والتي تسمى مدائن صالح التي توجد في الأردن.
موضوع السورة
- تدور معظم النقاشات في هذه السورة النبيلة حول اتهامات وسخرية المشركين من القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم، وفيه بعض الوصايا التي تأمره بالصبر والمثابرة على إيذاء المشركين، وقدمت نوعا من الراحة والتهدئة في مواجهة الضغط الذي مورس من قبل غزو الخصوم بعد وفاة خديجة (رضي الله عنها) وعم الرسول أبو طالب .
- معظم النقاشات في هذه السورة الكريمة تدور حول اتهامات واستهزاء المشركين بالقرآن والنبي الكريم، وكذلك بعض الوصايا له بالمثابرة والصبر عليهم.
- وتتناول بعض الآيات أصل عالم الوجود، والإيمان به، وتكشف قصة خلق الإنسان وعصيان إبليس ومصيره النهائي، وهناك أيضا إشارات إلى سيرة قبائل مثل أهل صالح وأهل شعيب، وفي هذه الأثناء، هناك أيضًا بعض الآيات التي تعنى بأمور القيامة وعقاب الكافرين.
- كما تحدثت عن خلق الإنسان وعن الميزات التي شرفه الله بها دون غيره من المخلوقات.
من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم عن سورة الحجر
- روى البزار عن أبي هريرة أبي سعيد رضي الله عنهما: قالا: جاز رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجلاً يقرأ سورة الحجر وسورة الكهف، فسكت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا المجلس الذي أمرت أن أصبر نفسي معهم).
- وروى الطبراني عن أبي موسى رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا اجتمع أهل النار في النار، ومعهم من شاء الله من أهل القبلة، قال الكفار للمسلمين، ألم تكونوا مسلمين؟ قالوا: بلى. قالوا: فما أغنى عنكم إسلامكم، وقد صرتم معنا في النار؟ قالوا: كانت لنا ذنوب فأُخذنا بها. فسمع الله ما قالوا، فأمر بمن كان في النار من أهل القبلة فأُخرجوا. فلما رأى ذلك من بقي من الكفار في النار، قالوا: يا ليتنا كنا مسلمين، فنخرج كما خرجوا). قال: ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين، ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين} (الحجر:1-2).
- وروى الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (ما هلك قوم لوط إلا في الأذان، ولا تقوم القيامة إلا في الأذان). قال الطبري: معناه عندي: “في وقت أذان الفجر، وهو وقت الاستغفار والدعاء”.