سورة ابراهيم مكية أم مدنية…. سورة إبراهيم هي السورة الرابعة عشرة من القرآن التي أنزلها الله على النبي محمد في مدينة مكة، والسبب في تسميتها بسورة إبراهيم أنها تتحدث في الغالب عن موضوع التوحيد والقيام وقصة النبي إبراهيم وبنائه الكعبة المشرفة. كما تحكي هذه السورة قصة النبي موسى وبني إسرائيل والنبي نوح وقبائل عاد وثمود.
سورة ابراهيم مكية أم مدنية..
- سورة ابراهيم مكية كلها عند أكثر المفسرين إلا بعض آياتها فهي مدنية، فقَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ أن سورة أبراهيم مكية من غير خلاف علمناه بينهم إلا ما روي عن ابن عباس وقتاده أنهما قالا: (سوى آيتين منها وهما قوله: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} والتي بعدها [إبراهيم: 28-29] .
- كما قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (مكية إلا آيتي 28 و29 فمدنيتان).
- وأخرجه ابن مردويه أيضًا عن الزّبير، وحكاه القرطبيّ عن الحسن وعكرمة وجابر بنزيدٍ وقتادة إلّا آيتين منها، وقيل: إلّا ثلاث آياتٍ نزلت في الّذين حاربوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهي قوله: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمت اللّه كفراً}إلى قوله: {فإنّ مصيركم إلى النّار} [إبراهيم: 28-30].
- يتبين من لهجة السورة أنها تنتمي إلى تلك المجموعة من السور التي نزلت في المرحلة الأخيرة من وجود الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة، حيث تشير بوضوح إلى أن اضطهاد المسلمين كان في أسوأ حالاته في ذلك الوقت من نزول هذه السورة، وعزم أهل مكة على طرد المؤمنين من هناك. من ذلك قوله تعالى: {وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ . الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ}.
ما تتضمنه سورة ابراهيم
- تحتوي هذه السورة الكريمة على 52 آية نزلت بمكة، عدا الآيتين 28 و 29 التي تتحدث عن قتلى غزوة بدر ونزلت في المدينة المنورة..
- هناك بعض الأمور في هذه السورة تتعلق بالرسالات النبوية للأنبياء، وعظاتهم، وأخبارهم، وكذلك صلوات سيدنا إبراهيم عليه السلام.
- هذه السورة عتاب وتحذير للكافرين الذين كانوا يرفضون رسالة الرسول الكريم ويبتكرون مخططات ماكرة لإلحاق الهزيمة برسالته، وقد تم بالفعل توجيه قدر كبير من التحذير في السور السابقة، ولكن على الرغم من ذلك، فقد زاد عنادهم وعداؤهم وكراهيةهم وإيذائهم ومضايقتهم وما إلى ذلك.
الدروس والعظات
- يزيد الله تعالى بركاته على من يشكر.
- لقد أقام الله تعالى خلق السموات والأرض على الحق.
- باستثناء إغواء البشر بالوسواس، لا سلطان للشيطان.
- الكلمة الطيبة لها جذور ثابتة تصل أغصانها إلى السماء وتثمر ثمارها في كل موسم. في حين أن الكلمة الشريرة مثل الشجرة السيئة غير المستقرة ، والخالية من النعم بدلاً من تقديم الفوائد، فإنها تنتج ثمارًا مرة، وقد أوضح الله تعالى ذلك من خلال الفرق بين التوحيد والإيمان والشرك والكفر.
من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم عن سورة ابرهيم
- روى البخاري ومسلم عن البراء بن عازب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (المسلم إذا سئل في القبر، يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} (إبراهيم:27).
- روى البزار عن عائشة رضي اللّه عنها، قالت: قلت: يا رسول الله! تُبتلي هذه الأمة في قبورها، فكيف بي، وأنا امرأة ضعيفة؟ قال: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة}.
- وعن مسروق قال: تلت عائشة هذه الآية: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات} (إبراهيم:48)، قالت: يا رسول الله! فأين يكون الناس؟ قال: (على الصراط). رواه الترمذي وابن ماجه، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وآخره عند مسلم.