سورة التوبة مكية أم مدنية.. كانت سورة التوبة آخر سورة نزلت في المدينة المنورة، ومن ثم فهي تحتوي على أحكام نهائية في العلاقات بين المجتمع المسلم والشعوب الأخرى، ويشمل أيضًا تصنيف المجتمع المسلم نفسه، وترسيخ قيمه جنبًا إلى جنب مع وصف كامل ومخطط تفصيلي لحالة كل مجموعة من مجموعاته أو طبقاته
سورة التوبة مكية أم مدنية
- سورة التوبة بها 129 آية ونزلت في المدينة المنورة “مدنية” في عام 9 هجري، آخر سنة من حياة الرسول، ونزلت آيات مختلفة من هذه السورة قبل حرب تبوك وأثناءها وبعدها.
- سورة التوبة هي السورة التاسعة من القرآن والسورة الوحيدة من أصل 114 سورة لا تبدأ بالبسملة، وتسمى التوبة حيث تناولت آيات كثيرة هذا الموضوع وشرط قبول التوبة.
مدة نزول السورة:
- نزلت في وقت معركة تبوك .
- لم يتم الكشف عنها بالكامل مرة واحدة ؛ تم الكشف عنها في أجزاء مختلفة، تم الكشف عن بعض أجزائها في بداية الحرب، البعض خلال الحرب وبعض الأجزاء في نهاية هذه الحرب.
عدم افتتاح سورة التوبة بالبسملة
- تبدأ بداية سورة التوبة بنبرة غضب موجهة إلى المشركين لأنهم جلبوا على نبي الإسلام الكثير من الصعوبات وأظهروا الكثير من الكذب خلال 30 عامًا من حياة محمد في مكة والمدينة، وكانت هذه هي السنة التاسعة لهجرة الرسول (ص) من مكة إلى المدينة، واكتسب المسلمون القوة والقوة السياسية ، لذا فقد حان الوقت أخيرًا لإعلان الحصانة من المشركين.
- إن عبارة “بسم الله الرحمن الرحيم” إشارة إلى الرحمة، في حين أن بداية السورة تعبر عن غضب الرسول والمؤمنين من المشركين وتعلن انتهاء معاهدة السلام بين الطرفين، لذلك، فإن سورة التوبة لا تبدأ برسالة السلام والرحمة.
- كان فتح مكة من قبل المسلمين بداية نهاية الشرك في الجزيرة العربية، عندما دخل الرسول الكريم والإمام علي الكعبة ودمرالأصنام التي كانت تسكنها، كانت الخطوة الأولى في القضاء على الشرك الذي لطخ بيت الله الحرام لسنوات. كان الهدف الرئيسي من نزول سورة التوبة هو الإزالة الكاملة لبقايا الشرك بالآلهة داخل مكة واستعادة قدسية المدينة المقدسة، وشمل ذلك وضع قوانين لا يُسمح لأي شخص بالطواف حول الكعبة وهو عارٍ، وهي ممارسة كانت شائعة في أيام ما قبل الإسلام، وأنه لن يُسمح لعبادة الأوثان بدخول بيت الله، وبما أن هذا الباب كان موجهاً إلى المشركين المتبقين في مكة، فلم يكن هناك استخدام لعبارة “بسم الله الرحمن الرحيم ، وكانت سورة التوبة إنذاراً من الله لمن بقي من الكفار في مكة.
- والسبب الثاني كما يذكر بعض المفسرين هو وجود الكثير من التشابه في مضمون سورة الأنفال والتوبة، وبالتالي يعتقد البعض أن التوبة هي استمرار لسورة الأنفال، لذلك لم يشترط البسملة.
مواضيع السورة
1 – تتناول السورة حرمة المعاهدات وتضع المبادئ والقواعد والضوابط التي يجب مراعاتها قبل خرقها، في حالة عدم مراعاة الطرف الآخر لها.
2- تحدد السورة الشكل النهائي للعلاقات بين المجتمع الإسلامي والمشركين في شبه الجزيرة العربية، وتبرز الأسس العملية والتاريخية والأيديولوجية لهذه العلاقات.
3- كما تتناول السورة مشاكل المنافقين وتضع القواعد والضوابط التي تحكم العلاج الذي يجب أن يوجه إليهم، وتدل على علاماتهم المميزة عن المسلمين الحقيقيين.
3- تقدم السورة تعريفاً واضحاً لطبيعة عهد الإسلام، كما تحدد طبيعة الجهاد وواجب أهل المدينة المنورة .
4- تذكر السورة حالة من تخلفوا ولم يرافقوا الرسول صلى الله عليه وسلم في الجهاد على تبوك. ولهذا الغرض تم فصلهم في فئات مختلفة، وهم: المعاقون، والمرضى، والفقراء، والمنافقون، والمؤمنون الذين أدركوا ذنبهم قبل عودة النبي من تبوك، ومن اعترفوا بخطئهم.
من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم عن سورة التوبة
- عن عائشة – رضى الله عنها – قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِنه ما نزل علي القرآن إِلاَّ آية آية، وحرفاً حرفًا، خلا سورة براءَة، وقل هو الله أَحد فإِنَّهما أُنزلتا ومعهما سبعون أَلفَ صفٍّ من الملائكة، كلّ يقول استوصوا بنسبة الله خيرًا”.
- كما قال صلى الله عليه وسلم “يا علي مَنْ قرأَ سورة التوبة يَقبل الله توبته كما يقبل مِن آدم وداود، واستجاب دعاءَه، كما استجاب لزكريّا وله بكلِّ آية قرأَها مثلُ ثواب زكريّا”.
- وقد ورد في فضل الآيتين الأخيرتين من هذه السورة ما رواه أبو داود موقوفاً وابن السني عن أبي الدرداء مرفوعاً، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يصبح وحين يمسي: {حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة من الآية:129] سبع مرات، كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة”.
