تجربتي مع سورة المدثر

تعظم تجربتي مع سورة المدثر وتتعدد أسرارها وفضائلها، فقد نزلت هذه السورة المباركة للأمر بالإنذار بأنهم محاسبون على أعمالهم وعلى النعمة التي استخلفهم الله عليها، والتذكير بالقرآن بأن مصيرهم مرهون بما كسبوا فإما الجنة أو النار. لكن أكثر الناس مكذبين ومعرضين شغلتهم الدنيا لا يتذكرون ولا يتعظون.

تجربتي مع سورة المدثر

تجربتي مع سورة المدثر

يقول أحد الإخوة: تجربتي مع سورة المدثر وتدبر آياتها من التجارب بالغة العظمة، فعند التأمل في هذه السورة الكريمة، نجد أن مقصودها يتمثل في الآيات السبعة الأولى حيث تأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن آمن معه، بالقيام بالإنذار بيوم القيامة والحساب؛ والتذكير بفعل العمل الصالح: بتعظيم ربهم، وهجر الرجز، والصبر على التكاليف. وفي الآيات الثلاثة الأخيرة التذكير بأن هذه السورة، وكذلك القرآن، تذكرة وموعظة، فمن أراد الاتعاظ اتعظ بما فيه وانتفع بهداه، وما يذكرون ويتعظون به إلا أن يشاء الله لهم الهدى. هو سبحانه أهلٌ لأن يُتقى ويطاع، وأهلٌ لأن يغفر لمن آمن به وأطاعه.

تحكي إحدى النساء تجربتها مع سورة المدثر فتقول: بعد أن توفى زوجي ومعي أربع بنات ولم أنجب ذكورا، وكان عمر الكبري 6 سنوات وقتها، عشت عمري كله في تربيتهن، وعانيت الإنفاق عليهن من معاش زوجي ومن مرتب وظيفتي البسيط، ومع هذا تمنيت ذلك اليوم الذى أري ابنتي عروسة تتزوج من شاب يعوضها عن الأب والأخ، ومضت الأيام حتى بلغت ابنتي خمسة وعشرين عاما، ولم يتقدم شخص مناسب للزواج منها، فلم أتردد في قراءة سورة المدثر مرات عديدة بنية زواج ابنتي، وكل يوم كنت أقرأ السورة 19 مرة والتزمت بذلك حتى تقدم لابنتى طبيب من أسرة طيبة بفضل هذه السورة المباركة.

اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الفاتحة للزواج

أسرار سورة المدثر

سورة المدثر

من أعظم أسرار سورة المدثر أنها أول سورةٍ نزلت كاملةً على الرسول -عليه الصلاة والسلام- ويُمكن الجمع بين كونها أول سورةٍ نزلت وسورة العلق أبضًا أول سورةٍ نزلت بالأمر بالتبليغ هو أنّ سورة العلق نزل صدرها فقط ولم تنزل على الرسول جملةً واحدةً كسورة المدثر.

عن جابر بن عبد الله قال: سأَلْتُ أبا سلَمةَ: أيُّ القرآنِ أُنزِل أوَّلُ ؟ قال: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} [المدثر: 1] قُلْتُ: إنِّي نُبِّئْتُ أنَّ أوَّلَ سورةٍ أُنزِلت مِن القرآنِ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1] قال أبو سلَمةَ: سأَلْتَ جابرَ بنَ عبدِ اللهِ: أيُّ القُرآنِ أُنزِل أوَّلُ ؟ قال: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} [المدثر: 1] فقُلْتُ له: إنِّي نُبِّئْتُ أنَّ أوَّلَ سورةٍ نزَلت مِن القرآنِ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [العلق: 1] قال جابرٌ: لا أُحدِّثُك إلَّا ما حدَّثنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: جاوَرْتُ في حراءٍ فلمَّا قضَيْتُ جِواري نزَلْتُ فاستبطَنْتُ الواديَ فنوديتُ فنظَرْتُ أمامي وخلفي وعن يميني وعن شِمالي فلم أرَ شيئًا فنوديتُ فنظَرْتُ فوقي فإذا أنا به قاعدٌ على عرشٍ بينَ السَّماءِ والأرضِ فجُئِثْتُ منه فانطلَقْتُ إلى خديجةَ فقُلْتُ دثِّروني دثِّروني وصُبُّوا علَيَّ ماءً باردًا فأُنزِلت علَيَّ {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} [المدثر: 1 – 3]. (( الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 35 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))

رُوي عن النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال عن سورة المدثر: “من قرأ هذه السورة أعطي من الأجر بعدد من صدّق بمحمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وبعدد من كذّب به عشر مرّات ، ومن أدمن في قراءتها وسأل اللّه في آخرها حفظ القرآن لم يمت حتى يشرح اللّه قلبه ويحفظه”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 307 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))

عن الإمام أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، قال: “من قرأ في الفريضة سورة المدّثّر كان حقّا على اللّه عزّ وجلّ أن يجعله مع محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في درجته ، ولا يدركه في الحياة الدنيا شقاء أبدا إن شاء اللّه تعالى”. (( ثواب الأعمال ، ص 150 ))

قال الإمام الصادق في كشف أسرار سورة المدثر : “من أدمن في قراءتها ، وسأل اللّه في آخرها حفظه ، لم يمت حتّى يحفظه ، ولو سأله أكثر من ذلك قضاه اللّه تعالى له”. (( تفسير البرهان ، ج 8 ، ص 152 ))

قال الإمام أبو جعفر بن الزبير: ملاءمة سورة المدثر لسورة المزمل واضحة، واستفتاح السورتين من نمط واحد، وما ابتدأت به كل واحدة منهما من جليل خطابه عليه الصلاة والسلام وعظيم تكريمه { يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}، {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}، والأمر فيهما بما يخصه {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا}، وفي الأخرى { قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ}. أتبعت في الأولى بقوله: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ}، وفي الثانية بقوله {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ}، وكل ذلك قصد واحد، واتبع أمره بالصبر في المزمل بتهديد الكفار ووعيدهم { وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ}، وكذلك في الأخرى {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا}، فالسورتان واردتان في معرض واحد وقصد متحد.

اقرأ أيضا: تفسير سورة المدثر للأطفال

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة