تجربتي مع سورة التغابن

سورة التغابن هي سورة مدنية على قول الأكثرين بينما قال عبد الله بن عباس أنها نزلت بمكة إلا آيات من آخرها نزلت بالمدينة، وتشتمل السورة على ثمان عشرة آية؛ لذلك فهي إحدى سور المُفصّل، ويعتني الكثيرون بالتعرف على تجربتي مع سورة التغابن وتدبر آياتها الكريمة.

تجربتي مع سورة التغابن

تجربتي مع سورة التغابن

يقول أحد الإخوة: تجربتي مع سورة التغابن من تجارب قراءة سور القرآن الكريم التي أود نقلها للجميع، فقد وجدت مع قراءتي وتدبري لسورة التغابن أن مقصد هذه السورة هو المبالغة في التحذير من أنه لا بد من البعث والحساب يوم القيامة {زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثنّ ثمّ لتنبؤن بما عملتم (7)}، الدعوة إلى الإيمان {بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا (8)}، وهو القرآن. والتنبيه على أنهم مجموعون يوم الجمع الأعظم {يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن (9)}. فالناس خلقوا بالحق لتسبيح الله أي عبادته وطاعته، فمن يعبد الله ويطيعه أكثر يكون نصيبه من السعادة والفوز والدرجات أكثر، وذلك حاصل في الدنيا كما سيحصل في الآخرة في يوم اسمه التغابن. وكما هو حال السباق في التجارة، فإن من يجتهد أكثر يربح أكثر ومن لا يجتهد تضيع عليه فرصة الربح، فكذلك الإيمان والكفر والاستعداد ليوم الجمع، وهو يوم يحصل فيه التغابن، فمن يؤمن ويعمل صالحاً يفوز الفوز العظيم بدخول الجنات، ومن يكفر ويكذب ويعمل السيئات فهو من أصحاب النار وبئس المصير.

اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة التحريم

أسرار سورة التغابن

سورة التغابن

تكثر أسرار وخواص سورة التغابن، فقد ورد في فضلها العديد من الأحاديث مثل ما جاء عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما من مولودٍ إلا مكتوبٌ في تشبيكِ رأسِه خمسَ آياتٍ من فاتحةِ سورةِ التغابنِ”. (( الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : ابن القيسراني | المصدر : تذكرة الحفاظ الصفحة أو الرقم: 279 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] الوليد بن الوليد العنسي يروي العجائب لا يجوز الاحتجاج به ))

كما جاء عن أبي بن كعب: “مَنْ قرأ سورةَ التغابنِ دُفِعَ عنه موتُ الفجأةِ”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 295 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))

ثبت عنِ ابنِ عبَّاسٍ في قَولِ اللهِ عزَّ وجلَّ: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ” قال: هؤلاء قومٌ من أهلِ مكَّةَ أسلَموا، فأبى أزواجُهم وأولادُهم أنْ يَدَعوهم يُهاجِروا، فلمَّا قَدِموا المدينةَ، فرَأَوُا الناسَ قد تَفقَّهوا في الدِّينِ، هَمُّوا أنْ يُعاقِبوهم، فنَزَلتْ هذه الآيةُ: “وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ”. (( الراوي : عكرمة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار، الصفحة أو الرقم: 6/ 140 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

وتجدر الإشارة إلى أن سورة التغابن هي إحدى سور المسبحات السبع وهي: الإسراء والحديد والحشر والصف والجمعة والتغابن والأعلى، لأنَّها بدأَتْ بالفعلِ المضارع “يسبِّحُ” ثناءً وتمجيدًا لله -سبحانه وتعالى-، ولم ترِد في فضل سورة التغابن أحاديث خاصَّة بالسورة، إنَّما وردَ حديث “المسبِّحات السبع” الذي رواه العرباضُ بن سارية: “أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كانَ يقرأُ المسبِّحات قبلَ أنْ يَرقدَ، وقالَ: إنَّ فيهِنَّ آيَةً أفضلَ منْ ألفِ آية”. (( الراوي : العرباض بن سارية | المحدث : أبو داود | المصدر : سنن أبي داود، الصفحة أو الرقم: 5057 | خلاصة حكم المحدث : سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح] ))

ومن أبرز الأسرار التي كشفها أبي عبد الله عن سورة سورة التغابن: من قرأ سورة ( التغابن ) في فريضة كانت شفيعة له يوم القيامة ، وشاهد عدل عند من يُجيز شهادتها ، ثمّ لا تفارقه حتّى تُدخله الجنّة . (( ثواب الأعمال : ١٤٦ / ١ ))

قال الإمام جلال الدين السيوطي: لما وقع في آخر سورة المنافقون‏:‏ {وأَنفِقوا ممّا رَزقناكُم مِن قبلِ أَن يأَتي أَحدكُم الموت (10)} عقب بسورة التغابن لأنه قيل في معناه‏:‏ إن الإنسان يأتي يوم القيامة وقد جمع مالاً ولم يعمل فيه خيراً فأخذه وارثه بسهولة من غير مشقة في جمعه فأنفقه في وجوه الخير فالجامع محاسب معذب مع تعبه في جمعه والوارث منعَّم مثاب مع سهولة وصوله إليه وذلك هو التغابن فارتباطه بآخر السورة المذكورة في غاية الوضوح ولهذا قال هنا‏ في سورة التغابن: {وأَنفِقوا خيراً لأَنفُسَكُم ومَن (16)} وأيضاً ففي آخر تلك‏:‏ {لا تُلهِكُم أَموالِكُم وَلا أَولادكُم عَن ذكرِ اللَهِ (9)} وفي هذه‏:‏ {إِنَّما أَموالكُم وأَولادكم فتنة (15)} وهذه الجملة كالتعليل لتلك الجملة ولذا ذكرت على ترتيبها وقال بعضهم‏:‏ لما كانت سورة المنافقون رأس ثلاث وستين سورة أشير فيها إلى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بقوله‏: {ولَن يؤخِر اللَهُ نفساً إِذا جاءَ أَجَلُها (11)} فانه مات على رأس ثلاث وستين سنة وعقبها بالتغابن ليظهر التغابن في فقده صلى الله عليه وسلم.

اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الطلاق

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة