تجربتي مع سورة المجادلة

تجربتي مع سورة المجادلة

by محمود عاطف
تجربتي مع سورة المجادلة

تُعد سورة المجادلة إحدى سور القرآن الكريم التي أُنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة، وهي إحدى سور المُفصّل إذ تشتمل على اثنين وعشرين آية، ونظرًا لكثرة ما تحتوي عليه هذه السورة المباركة من أحكام، فقد زاد الاهتمام بالتعرف على تجربتي مع سورة المجادلة وأسرارها.

تجربتي مع سورة المجادلة

تجربتي مع سورة المجادلة

يقول أحد المشايخ: تجربتي مع سورة المجادلة من التجارب العظيمة التي مررت بها خلال قراءتي وتدبري لسور القرآن الكريم، فعندما قرأت هذه السورة وجدت أن مقصد السورة باعتبار ما يريده الناس من خالقهم: هو تعريف المؤمنين بأن كل ما فرض عليهم من شرائع وحدود هو لأجل تحقيق صلاح حياتهم وسعادتهم، وهو مطلوب منهم لأن فيه خلاصهم في الدنيا والآخرة، فالله يعلم ما في السماوات والأرض ولا يخفى عليه خافية فهو مع الناس يسمع تحاورهم ويبصر أعمالهم ويضع لهم الحدود لتعاملاتهم بما يحقق لهم العدل والمساواة التي تحفظ لهم مصالحهم.

يتابع الشيخ: أما مقصد السورة باعتبار ما يريده الله من الناس: هو أنه خلق الناس ليعفو عنهم ويغفر لهم ذنوبهم، وذلك بأن بيّن لهم حدوده لكي لا يعتدوا عليها وجعل لهم كفارة لذنوبهم إن هم اعتدوا على حدوده ومحارمه، فالإنسان جاهل وخطّاء، ولا بدّ من وضع حدود لجهله فلا يعتدي أو يفسد، ولا بدّ من وضع حلّ لتجاوزات قد يفعلها حين يخطئ أو يغفل.

اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الحشر

أسرار سورة المجادلة

سورة المجادلة

تعظم أسرار سورة المجادلة وخواصها، فقد جاء عن الصحابي الجليل أبي بن كعب رضى الله عنه: “مَن قرأ سورة المجادلة كُتِب من حزب الله يوم القيامة”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 283 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))

كما تُعد سورة المجادلة من ضمن سور المسبحات التي لا يُخفى فضلها فقد كان النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم يقرَأُ المسبِّحاتِ قبْلَ أن يرقُدَ، وقال: إنَّ فيهنَّ آيةً أفضَلَ مِن ألفِ آيةٍ. (( الراوي : العرباض بن سارية | المحدث : أبو داود | المصدر : سنن أبي داود، الصفحة أو الرقم: 5057 | خلاصة حكم المحدث : سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح] ))

عن خُويلةَ بنتِ ثعلبةَ قالت فيَّ واللَّهِ وفي أوسِ بنِ الصَّامتِ أنزلَ اللَّهُ سورةَ المُجادِلةِ قالت كنتُ عندَهُ وكان شيخًا كبيرًا قد ساءَ خلُقُهُ قالت فدخلَ عليَّ يومًا فراجعتُهُ بشيءٍ فغضِبَ وقالَ أنتِ عليَّ كظهرِ أمِّي. قالت ثمَّ خرجَ فجلسَ في نادي قومِهِ ساعةً ثُمَّ دخلَ عليَّ فإذا هو يريدُني عَن نفسي قالت فقلتُ كلَّا والَّذي نفسُ خُويلةَ بيدِهِ لا تخلُصُ إليَّ وقد قلتَ ما قلتَ حتَّى يحكُمَ اللَّهُ ورسولُهُ فينا بحكمِهِ قالت فواثَبَني وامتنعتُ منهُ فغلبتُهُ بما تغلِبُ بهِ المرأةُ الشيخَ الضَّعيفَ فألقيتُهُ عنِّي ثمَّ خرجتُ إلى بعضِ جاراتي فاستعرتُ منها ثيابَها ثمَّ خرجتُ حتَّى جئتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فجلَستُ بينَ يديهِ فذَكرْتُ لهُ ما لقيتُ منهُ فجعلتُ أشكو إليهِ ما ألقى من سوءِ خُلقِهِ. قالت فجعلَ يقولُ يا خُويلةُ ابنُ عمِّكِ شيخٌ كبيرٌ فاتَّقي اللَّهَ فيهِ قالت فواللَّهِ ما برِحتُ حتّى نزلَ القرآنُ فتغشَّى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ما كانَ يتغشَّاهُ ثمَّ سُرِّيَ عنهُ، فكان قوله تعالى “قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا”. (( الراوي : خولة بنت مالك بن ثعلبة ويقال لها خويلة | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : موافقة الخبر الخبر، الصفحة أو الرقم: 1/501 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))

قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فليعتِقْ رقبةً قالت لا يَجدُ قال فيصومُ شهرينِ مُتَتابعينِ فقالت يا رسولَ اللَّهِ إنهُ شيخٌ كبيرٌ ما بهِ من صيام ٍ قالَ فليطعِم ستِّينَ مسكينًا قالت ما عندَهُ من شيءٍ يتصدَّقُ بهِ قالَ فإنِّي سأعينُهُ بعِرقٍ من تمرٍ وقالت يا رسولَ اللَّهِ إنِّي أعينُهُ بعرقٍ آخرَ قالَ قد أحسنتِ اذهبي فأطعمي بها عنهُ ستِّينَ مسكينًا وارجِعي إلى ابنِ عمِّكِ. (( الراوي : خولة بنت مالك بن ثعلبة ويقال لها خويلة | المحدث : ابن كثير | المصدر : إرشاد الفقيه، الصفحة أو الرقم: 2/207 | خلاصة حكم المحدث : إسناده مشهور وله طرق تقويه ))

ذكر أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رجلاً من اليهود قدِم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: “السام عليك”، فردّ عليه الصحابة، فسألهم النبي عليه الصلاة والسلام قائلاً: (أتَدْرون ما قال؟ قالوا: نَعَمْ، قال: السَّامُ عليكم، قال: رُدُّوا علَيَّ الرَّجُلَ، فرَدُّوه، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: قلتَ: كذا وكذا؟ قال: نَعَمْ، فقال رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إذا سَلَّمَ عليكم أحَدٌ مِن أهلِ الكِتابِ فقولوا: عليكَ)؛ أيْ: عليكَ ما قُلتَ، فكان قوله تعالى “وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ”. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 13459 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

قال الإمام الصادق عن أسرار وفضائل سورة المجادلة: من قرأها عند مريض نوّمته وسكّنته. وإذا أدمن على قراءتها ليلاً أو نهاراً حُفِظ من كلّ طارق. وإن قُرئت على مايُخْزَن أو يُدْفَن يُحْفَظ إلى أن يُخْرَج من ذلك الموضع. وإذا كُتِبت وطرحت في الحبوب ، زال عنها ما يُفسدها ويُتلفها بإذن الله تعالى. (( تفسير البرهان ٥ : ٣٠٩ / ١٠٥٤٨ ))

اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الحديد

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

You may also like