تجربتي مع سورة الحجرات

سورة الحجرات سورةٌ جليلةٌ، عدد آياتها ثمانية عشر آيةً، تتضمن حقائق عدّة؛ من أهمها: الأدب في التعامل مع الله -تعالى-، وفي التعامل مع الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، والآداب التي يجب على المسلم أن يتحلّى بها في سلوكاته بالتعامل مع نفسه وغيره، بدأت السورة بالنداء مخاطبةً المؤمنين، وانتهت بذكر هبة الله الكبيرة لعباده وفضله عليهم بهدايتهم إلى الإيمان. ولعظم هذه السورة المباركة، يكثر البحث بين المسلمين عن تجربتي مع سورة الحجرات وأسرارها.

تجربتي مع سورة الحجرات

تجربتي مع سورة الحجرات

تقول إحدى السيدات: كانت تجربتي مع سورة الحجرات لقطع التوابع، والتوابع لمن لا يعرف هي نوع من أنواع الجن تختص بإسقاط الأجنة، وقد تجيء التابعة بسبب تراكم العيون والحسد، وقد تكون بسبب السحر، ويمكن أن تكون أيضًا بسبب الجن العاشق، وكانت تجربتي للتخلص من التوابع قراءة سورة الحجرات ثلاث مرات، وقراءة سورة الجن مع قراءة سورة النصر ومن ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وآله، ودعاء الله تعالى بأن يتولى حفظي، وبالفعل كانت تجربتي سببًا في قطع التوابع، واستمرار حملي، بعدما عانيت أكثر من مرة من سقوط الجنين.

تحكي إحدى الفتيات تجربتها مع سورة الحجرات للتخلص من الشعور بالضيق والهم الذي كان يُصيبها بسبب طبيعتها الحساسة، فتقول: للأسف طبيعتي أنني أتأثر بأقل كلمة ممكن أن يقولها الشخص الذي أتعامل معه، وبعض الناس كان يستغل نقطة الضعف هذه، ويحاول أن يُضايقني بالكلام السلبي وانتقاد تصرفاتي والتقليل من آرائي ووجهات نظري، وبعدها كنت أدخل في نوبة من الحزن والغم تدوم لفترات طويلة، إلى أن قرأت ذات مرة أن علاج هذه الحالة في القرآن الكريم بقراءة سورة الحجرات وما تحتوي عليه من دروس تربوية، وكانت آيات سورة الحجرات بمثابة وقاء لي من هذا الشعور السيء، وأصبحت أتحصن بقرائتها بالفعل، فما إن يحاول أحد مضايقتي بالكلام أو في حال سمعت أن شخصًا ما يغتابني ويطعني بكلماته المسمومة وما أكثر هذه الظاهرة في مجتمعنا للأسف، أسارع بقراءة سورة الحجرات.

اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة التحريم

أسرار سورة الحجرات

سورة الحجرات

 

وردت العديد من الأحاديث الدالة على خواص سورة الحجرات وأسرارها، ومن ذلك ما جاء عن أبي بن كعب رضي الله عنه: “من قرأ سورة الحجرات اُعطي من الأجر بعدد من أطاع الله تعالى وعدد من عصاه عشر مرّات. ومن كتبها وعلّقها عليه في قتال أو خُصومة أمِنَ خوف ذلك، وفتح الله تعالى على يديه باب كلِّ خير”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 326 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))

اختلف الصحابيّان الجليلان أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- فارتفعت أصواتهما أمام النبي -عليه الصّلاة والسّلام-، جاء في الحديث الذي يرويه عبد الله بن الزبير: “أنه قَدِمَ ركب من بني تَميمٍ على النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال أبو بكرٍ: أمِّرِ القَعْقاعَ بْنَ مَعْبَدِ بْنِ زُرارَةَ، قال عُمرُ: بل أمِّرِ الأقْرَعَ بْنَ حابِسٍ، قال أبو بكرٍ: ما أردتَ إلا خلافي، قال عُمرُ: ما أردتُ خلافكَ، فتَمارَيا حتى ارتفعت أصواتُهما، فنزل في ذلك: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا) حتى انْقَضَتْ”. (( الراوي : عبدالله بن الزبير | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4367 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

جاء جماعة من العرب فقالوا هيا بنا نذهب ونسمع من ذلك الرجل يقصدون رسول الله -عليه الصّلاة والسلام-)، فإن كان نبيّاً فرحنا به، وإن كان مَلَكا أخَذَنا تحت جناحه. وقد ورد هذا الحديث عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه- قَالَ: “اجْتَمَعَ أُنَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ فَقَالُوا: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَإِنْ يَكُ نَبِيًّا فَنَحْنُ أَسْعَدُ النَّاسِ بِهِ، وَإِنْ يَكُ مَلِكًا نَعِشْ بِجَنَاحِهِ. قَالَ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته بما قالوا فجاؤوا إلى حجرة النبي صلى الله عليه وسلم فَجَعَلُوا يُنَادُونَهُ وَهُوَ فِي حُجْرَتِهِ: يَا مُحَمَّدُ يا محمد، فأنزل الله تَعَالَى: إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ قَالَ: فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُذُنِي، فَمَدَّهَا فَجَعَلَ يَقُولُ “لقد صدق الله تعالى قَوْلَكَ يَا زَيْدُ، لِقَدْ صَدَّقَ اللَّهُ قَوْلَكَ يَا زَيْدُ”. (( الراوي : زيد بن أرقم | المحدث : السيوطي | المصدر : الدر المنثور، الصفحة أو الرقم: 13/536 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن ))

قال أبو جبيرة بين الضحاك: فينا بَني سَلِمةَ قوله تعالى: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ} [الحجرات: 11]، قال: قَدِمَ علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وليس مِنَّا رَجُلٌ إلَّا وله اسْمانِ أو ثلاثةٌ، فجَعَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: يا فلانُ، فيقولون: مَهْ يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إنَّه يَغضَبُ من هذا الاسمِ، فأُنزِلَتْ هذه الآيةُ: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ}. (( الراوي : أبو جبيرة بن الضحاك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن أبي داود، الصفحة أو الرقم: 4962 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))

قال الإمام الصادق عليه السّلام: “من كتبها وعلقها على المتبوع أمن من شيطانه ولم يعد إليه، وأمن من كل ما يحذر من الخوف، والمرأة إذا شربت ماءها درت اللبن بعد إمساكه، وحفظ جنينها، وأمنت على نفسها من كل خوف ومحذور بإذن اللّه تعالى”. (( تفسير البرهان ، ج 7 ، ص 251 ))

اقرأ أيضا: فوائد من سورة الحجرات

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة