تجربتي مع سورة القصص

تعظم تجربتي مع سورة القصص فهي إحدى سور القرآن الكريم التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة المكرمة، وكان نزولها بعد سورة النمل، ويبلغ عدد آياتها ثمان وثمانين آيةً؛ لذلك تُعد إحدى سور المثاني.

تجربتي مع سورة القصص

تجربتي مع سورة القصص

تقول إحدى السيدات: تجربتي مع سورة القصص من التجارب الفارقة تمامًا في حياتي، فقد كانت هذه التجربة بعدما عشت سنين طويلة من المشاكل مع زوجي وأهله، ولم يكن يمر يوم إلا وتطرأ علينا مشكلة، حتى أننى كنت أغضب وأترك البيت لأكثر من شهر وأحيانًا لمدة شهرين، ويتكرر الأمر أكثر من ثلاث مرات في العام، تزداد أعباء الحياة وتزداد الهموم، ولكن ذات يوم جلست مع صديقة لي ونصحتني بالتقرب لله وتلاوة سورة القصص فربما أكون مسحورة، وسبب تكدير حياتنا هو أعمال السحر، وحينها تذكرت معامله شقيقة زوجى لي في أول زواجنا وتذكرت كرهها الشديد لي، ولكن لا أريد أن أكرر افتعال خلافات، وأشهدت نفسي على التزام الصمت وكظم الغيظ، وتلاوة القرآن الكريم وسماع الخطب والمواعظ، والحرص على الدعاء، وتلاوة سورة القصص بنية فك السحر وفك الكرب، والحمد لله مضي على هذا العهد قرابة عام والحمد لله حياتنا أفضل بكثير، وأصبحت حياتنا خالية من المشاكل بحمد الله.

اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الشعراء

أسرار سورة القصص

سورة القصص

من أعظم أسرار سورة القصص أنها إحدى سور الطواسين وقد وردت العديد من الأحاديث الصحيحة عن هذه السور، ومن ذلك ما ثبت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللهَ تعالى أعطاني السبْعَ مكانَ التوراةِ ، وأعطاني الراآتِ إلى الطواسينِ مكانَ الإِنجيلِ ، وأعطاني ما بينَ الطواسينَ إلى الحواميمِ مكانَ الزَّبورِ ، وفضَّلَني بالحواميمِ والمفصَّلِ ، ما قَرَأَهُنَّ نَبِيٌّ قبْلِي. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : السلسة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 1556 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

اعمَلوا بالقرآنِ، وأحِلُّوا حلالَه، وحَرِّموا حرامَه، واقتدوا به، ولا تكفُروا بشيءٍ منه، وما تشابَهَ عليكم منه فرُدُّوه إلى اللهِ وإلى أولي العلمِ مِن بعدي، كيما يُخِبرونكم، وآمنوا بالتَّوْراةِ، والإنجيلِ، والزَّبورِ، وما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن ربِّهم، ولْيَسَعْكم القرآنُ وما فيه مِن البيانِ؛ فإنَّه شافعٌ مشفَّعٌ، وماحلٌ مصدَّقٌ، وإنَّ لكلِّ آيةٍ منه حورًا يومَ القيامةِ، وإنِّي أُعطِيتُ سورةَ البقَرةِ مِن الذِّكْرِ الأوَّلِ، وأُعطِيتُ طه والطواسينِ مِن ألواحِ موسى، وأُعطِيتُ فاتحةَ الكتابِ. (( الراوي : معقل بن يسار | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 1162 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

ومن فضائل سورة القصص ما جاء عن أبي سعيد بن المسيب، قال: “لمَّا حضرتْ أبا طالبٍ الوفاةُ، جاءَهُ رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فوجد عندَهُ أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية، فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- :  يا عمّ، قل لا إله إلا الله كلمة أحاجّ لك بها عند الله سبحانه وتعالى، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب، أترغب عن ملَّةِ عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يعرضها عليه ويعاودانهِ بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم به: أنا على ملَّة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله، فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “والله لأستغفرنَّ لك ما لم أنه عنك”، فأنزل الله عزَّ وجلَّ: “إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ”. (( الراوي : المسيب بن حزن | المحدث : مسلم | المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 24 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

عن ابن عباس أنَّ أربعينَ مِن أصحابِ النَّجَاشيِّ قدِموا على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فشهِدوا معه أُحُدًا وكانت فيهم جِراحاتٌ ولَمْ يُقتَلْ منهم أَحَدٌ فلمَّا رأَوْا ما بالمُؤمِنينَ مِن الحاجةِ قالوا يا رسولَ اللهِ إنَّا أهلُ مَيسرةٍ فأْذَنْ لنا نجيءُ بأموالِنا نُواسي بها المُسلِمينَ فأنزَل اللهُ عزَّ وجلَّ فيهم “الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ”. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الطبراني | المصدر : المعجم الأوسط،  الصفحة أو الرقم: 7/336 | خلاصة حكم المحدث : ثابت ))

عن ابنِ عباسٍ في قوله أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ قال حمزةُ بنُ عبدِ المطلبِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا قال أبو جهلِ بنُ هشامٍ وشيبةُ بنُ ربيعةَ. (( الراوي : مقسم مولى ابن عباس | المحدث : ابن عدي | المصدر: الكامل، الصفحة أو الرقم: 8/288 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))

يتمثل مقصد سورة القصص في التأكيد على أن الإيمان بالله وحده هو مفتاح الأمان للإنسان وهو مصدر كلّ خير، وتُوضّح السورة أن الله خلق الإنسان ليكرمه وليستخلفه في الأرض ويمتعه لأجل محدد ثم يبعث إلى حياة خالدة يوم القيامة. ومن شروط الاستخلاف الإيمان والعمل الصالح، ومن أسباب سحب الخلافة العلو والاستكبار والإفساد في الأرض. وهو ما حصل في قصة بني إسرائيل الواردة في سورة القصص: إذ يريد سبحانه أن يمن على الذين استضعفوا ويجعلهم الوارثين، ويريد أن يهلك المفسدين ولن ينفعهم حذرهم من الله.

اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الأحقاف

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة