مدى تأثير جائحة كورونا على الصحة النفسية

مدى تأثير جائحة كورونا على الصحة النفسية

أثرت جائحة كورونا والركود الاقتصادي الناتج عنها سلبًا على الصحة النفسية للعديد من الأشخاص، وخلقت حواجز جديدة للأشخاص الذين يعانون بالفعل من الأمراض النفسية واضطرابات تعاطي المخدرات، وسنتحدث من خلال هذا المقال عن  مدى تأثير جائحة كورونا على الصحة النفسية .

مدى تأثير جائحة كورونا على الصحة النفسية

download 6
download 6

من الأمور التي لا يمكن التجاوز عنها بعد ظهور جائحة كورونا هو التأثير الذي أحدثته الجائحة على الصحة النفسية للناس، فقد كان لها التأثير الكبير في انتشار الأمراض النفسية بشكل كبير وملحوظ، وهذا يعود إلى عوامل عدة من أبرزها ما يلي:

  • الجلوس لساعات طويلة في المنزل، وهذا جعل الإنسان ضحية للروتين القاتل الخالي من أي فعاليات أو ممارسات يمكن أن تروِّح عن النفس، وتعطيها مساحة من المتعة والتسلية.
  • الفراغ، حيث أن الجائحة جعلت وقت الفراغ كبير، والمعروف في الصحة النفسية أن الفراغ أحد أهم وأبرز الأسباب التي تقف وراء الأمراض والاضطرابات النفسية، حيث أن الفراغ يجعل الإنسان ضحية للتفكير السلبي طوال الوقت.
  • إهمال الصحة النفسية من قِبل الحكومات والافراد على حدٍ سواء، فقد صبت الحكومات دعمها واهتمامها في الأونة الأخيرة للتصدي الجائحة كورونا، والتعامل مع الحالات، وركزت جل أبحاثها في إيجاد الحلول التي يمكن أن تخفف من وطأة المشكلة، وجاء هذا على حساب الأبحاث والدراسات التي كان يجب أن تُجرى في مجال الصحة النفسي، وكذلك الأمر بالنسبة للأفراد.
  • ظهور أعراض القلق أو اضطراب الاكتئاب، وقد بدا هذا واضحًا بالنسبة للشباب في الفترة العمرية ما بين 16-25 بالمقارنة مع جميع البالغين، ويعود هذا بشكل رئيسي إلى إغلاق الجامعات وفقدان الدخل بالنسبة للكثيرين.
  • انخفاض احترام الذات، وهذا نتيجة فقدان الكثيرين لوظائفهم، وحاجتهم إلى الاقتراض أو العيش بمستوى مادي أقل من المعتاد.
  • انتشار تعاطي المخدرات بشكل كبير بين اليافعين، كوسيلة منهم للتعبير عن الغضب والحزن، ورغبةً في تناسي كل ما يجري.
  • اليأس والحزن الشديد الذي أصاب من فقدوا أعزاء وأقرباء على قلوبهم بسبب فيروس كورونا، بالإضافة إلى الخوف والرعب الذي كان يحيط بالناس، وكأن كل واحد من هؤلاء يقول ربما أنا القادم.

ما بعد الجائحة 

download 1 6
download 1 6

الاكتئاب والاضطرابات النفسية واسعة الانتشار بين المتعافين من كورونا، وقد تصل في مجموعها إلى 50% منهم، ويحتل الاكتئاب الجزء الأكبر منها، يليه القلق والذهان الفصامي والخرف واضطرابات أخرى.
ويسجل العالم حاليا ارتفاعات واضحة في معدلات الانتحار في مختلف الدول، ومن المتوقع استمرارها في التزايد مما يتطلب تحركا عالميا لدعم الصحة النفسية، كما أنَّ زيادة خطورة أمراض نفسية أخرى أمر وارد، ولا يقتصر على الاكتئاب، ومنها الذهان الفصامي واضطرابات المزاج وأشكال الخرف. كما أن مرضى الفصام الذين يصابون بالفيروس ترتفع بينهم الوفيات، مما يجعلنا نطالب بإعطاء هؤلاء المرضى أولوية في التطعيم.

هل توجد علاجات يمكن تلقيها لتخفيف آثار كورونا النفسية؟

تخفيف آثار كورونا النفسية على المجتمع تتطلب المحافظة على التوازن في الغذاء والنوم وممارسة الرياضة، وتعويض التباعد الاجتماعي بالتواصل عبر الوسائل الأخرى، أو في حال حدوث أعراض تستمر وتتزايد يجب أن يتم تقييم حالة المريض ووصف العلاج المناسب بناءً على التشخيص. وفي أثناء وجود المرضى في المستشفيات للعلاج من كورونا، يستحسن أن يتم تقييمهم نفسيا من قبل الأطباء النفسيين في المستشفى.

العناية بالصحة النفسية بعد كورونا

مدى تأثير جائحة كورونا على الصحة النفسية
مدى تأثير جائحة كورونا على الصحة النفسية

لا يمكنك التحكم في عدم إصابتك باضطراب أو مرض نفسي بشكل مطلق، ولكن يمكنك التحكم في كيفية استجابتك للأعراض المصاحبة لهذا الاضطراب، وهذا ليس سهلاً أو بسيطًا.
عليك تعلم تقنيات المواجهة وممارستها واتقانها أيضًا، فهذا من شأنه أن يشعرك بتحسن عاطفي وروحي وجسدي.، كما يتطلب التعافي من المرض أو الاضطراب النفسي القوة والمثابرة، وحتى لو كنت تشعر بالضعف في مواجهة معاركك التي تواجهها كل يوم، فأنت قوي بشكل لا يصدق لتعيشها، ويمكن أن تساعدك الأساليب العملية البسيطة مثل القراءة والتأمل والموسيقى، ضع هذه الأساليب في الاعتبار، وسيكون هناك تغيير واضح في الطريقة التي تشعر بها.

المصادر 

المصدر 1
المصدر 2
المصدر 3

مقالات ذات صلة