قصة النملة والصرصور
قصة النملة والصرصور أحد القصص التربوية التعليمية للأطفال التي تعلمهم أن العمل الجاد والاجتهاد هما أساس الراحة والنجاح، وألا يؤجلوا عمل اليوم للغد، فالنملة في هذه القصة اجتهدت كثيراً طوال فصل الصيف لجمع طعامها حتى ترتاح في فصل الشتاء البارد الممطر، وعلى العكس منها كان الصرصور الذي ظل يلهو ويلعب في فصل الصيف وعندما حل عليه الشتاء لم يجد ما يأكله فذهب للنملة حتى تقرضه بعض الطعام، لكن النملة أوضحت له أنه أخطأ باللهو واللعب ونصحته بأن يعمل في البرد ليحصل على طعامه فهو من أخطأ ويجب أن يصحح خطأه.
قصة النملة والصرصور
– كان يا ما كان في قديمِ الزمان، كان هناك نملة نشيطة تعيش في غابة بعيدة جداً، كانت تحب الاجتهاد والكد في العمل، طوال فصل الصيف كانت تعمل في جمع الطّعام وتخزّينه لفصل الشتاء حيث أنها لا تستطيع العمل في المطر والبرد.
كان يعيش معها في الغابة صرصور لكنه كان عكسها تماماً، كان كسول مستهترٌ مُهمِل، كان يقضي كل وقته في اللعب والغناء، وفي ليلة من ليالي الشتاء الباردة، كانت النّملة تجلس بالقرب من المدفأة تقرأ كتاب، فجأة سمعت الباب يُقرع، فقالت النّملة: من بالباب ؟، رد عليها الصرصور وقال: أنا الصّرصور يا جارتي العزيزة، ردت عليه النملة وقالت: ماذا تريد ؟ قال لها الصّرصور: يا جارتي العزيزة، يا صديقتي الوفيّة، ومثالَ العنفوان والنّشاط والهمّة أنا جائع جداً الآن، ولا أمتك أي طعام كما تعلمين، فلم أدخر أي طعام في الصيف، وجاء الشّتاء وانتهى ما عندي من طعام، وأنا جائع وأشعر بالبرد، فهل تسدينَ لي خدمة وتعطينني القليل من القمح أو الخبز أسدّ به رمَقي؟ وسأعيدَه لكي في فصل الصّيف فهو دين عندي.
قالت النّملة: يا صرصور يا صديقي أنت تعلم أنني لا أعمل في فصل الشتاء حيث أن العمل فيه صعب وشاق، وتعلم أنني أعمل بجد في الصيف حتى أتمكن من جمع الطعام، والآن أنا أتفرغ للقراءة والمطالعة بعد أن تعبت خلال 3 أشهر في الصيف بدون أن أستريح بينما أنت كنت تلهو وتغنّي وتستمتع بوقتك في ليلٍ الصّيف، والآن تريد منّي أن أعطيك دَيْنًا لفصل الصّيف، فمن يضمنكَ لي؟ ومن يضمن لي أنّك ستعملُ في فصل الصّيف ولن تلهو كعادتك؟
أتذكرُ ما قلته لك يا صرصور وقت أن رأيتك تلهو ولا تعمل، فلقد قلت لك: اذهب واعمل، ولا تؤجّل عمل اليوم للغد، لكنك رفضت أن تأخذ بنصيحتي، وهزئت منها وقلت لي لماذا لا تؤجّل عمل اليوم إلى غد، إذا كنت تقدر أن تؤجله لما بعد بعد غد، فانظر لنفسك الآن وأنت تقفُ أمامي بمنظر يرثى له، وانظر لما أوصلتك إليه سخريتك.
اذهب فلن أعطِيَكَ شيئًا، توجه للعمل في هذا الشتاء والبرد حتى تؤمن قوتَ يومِك، انظر لضفة النهر ستجد عليها قصب سكّر لذيذ، تناول منه ما يكفيك، وتوجه إليها كلّ يوم في المطر والبرد وكُل منه ما تريد لعلّ ذلك يكون درس لك ألا تؤجّل عمل الصّيف إلى الشّتاء.
قال لها الصّرصور: يا نملة الجوّ بارد ولا يمكنني، قالت له النملة: هذه مشكلتك وليست مشكلتي، ذهب الصّرصور وهو حزين في المطر والبرد ليأكل ما يعينه على العمل، وتذكّر كلام النملة وقال أن كلامها صحيح ومعها حق وأنه أخطأ في حق نفسه، وقرّر ألّا يؤجّل عمله لغير وقته.
قد يعجبك:
الدروس المستفادة من قصة النملة والصرصور
– يجب على المرء ألا يؤجل عمله لغير وقته.
– التصرف بحكمة في الأمور المصيرية.
– العمل الجاد في وقت معين من العام لتوفير احتياجاتك قد يريحك في الأوقات التي لا يمكنك فيها العمل، فالنملة كانت تجتهد في فصل الصيف لتوفير احتياجاتها مما سهل عليها الراحة في فصل الشتاء البارد الممطر.
– اللعب واللهو ليس كل شيء في الحياة فلا بد أن تعمل وتجتهد ثم تلعب وتلهو كما تريد.
– النملة لو كانت ساعدت الصرصور وأعطته ما يريد كانت ستساعده على الكسل واللهو طوال حياته والاعتماد عليها وقت وقوعه في ضيق، لكنها تصرفت بحكمة أن رفضت إعطائه وذكرته بخطئه وطلبت منه السعي وراء رزقه بنفسه.
– مساعدة من يحتاج للمساعدة واجب علينا لكن مساعدة الشخص الكسول الذي لا يعمل بجد ويلهو دائماً ليست واجبة يكفي أن ننصحه ونظهر له خطؤه والطريق السليم لتصحيح هذا الخطأ.