المحتويات :
يمتلئ التاريخ بالكثير من صراعات الأخوة ولكن من الذي تنازل عن ولاية العهد لشقيقه بالسعودية، هذا ما سنعرفه معا عن قصة الملك سعود وشقيقه فيصل في السطور التالية والصراع الذي دار بينهما.
من الذي تنازل عن ولاية العهد لشقيقه
رزق الملك عبد العزيز بابنه الثاني سعود بن عبد العزيز آل سعود في الخامس عشر من يناير عام 1902، والذي مع تقدمه في العمر أصبح من أهم رجال الدولة فقد عمل في مجال السياسة وتقلد حكم المملكة بعد أن عمل كقائد للفتوحات السعودية التي أدت إلى تأسيس المملكة الحديثة.
كان يعود معروفا بدوره المميز في إصلاح البلاد من الناحية المالية، فهو أول من أعد ميزانية لدولته عام 1948، وأنشأ البنك السعودي المركزي أيضا، مما ساعده على تحسين البلاد وإقامة بنية تحتية قوية للغاية.
كانت كل مؤهلات الملك سعود منذ الصغر تشير إلى أنه سيكون ملكا فقد تعلم الرماية وركوب الخيل تحت إشراف والده كما حفظ القرآن منذ سن الخامسة، وكان يهيأ ليكون قائدا بتعلم الأنساب القبلية، وكيفية عقد اتفاقيات السلام، وتعلم كل ما يتعلق بالحروب وفنونها والسياسة ومراوغاتها.
وبالرغم من كل تلك التطورات التي قام بها كانت علاقته حسنة مع الولايات المتحدة، كما حافظ على نفس العلاقات مع الدول العربية لشقيقه، وكان يدعمهم في صراعاتهم ضد إسرائيل.
وكان له دور أيضا في انضمام المملكة في عهده عام 1961 لحركة عدم الانحياز واستمرت انجازاته، لكن على الجانب الآخر لم يتمكن من تسديد الديون التي كانت على المملكة مما أدى لبداية الصراع بينه وبين الملك فيصل شقيقه.
الصراع بين الشقيقين على العرش
من الذي تنازل عن ولاية العهد لشقيقه بعد اشتداد الصراع بين الشقيقين انتقل هذا الخلاف إلى من الأولى بالسلطة وأصبح صراعا على العرش، ولكن عندما بلغ ذروته تنازل سعود لفيصل عن الحكم تنازلا قسريا ليصبح شقيقه هو ملك البلاد.
نفي الملك سعود إلى أثينا، وهناك حاول أن يستعيد حكم بلاده، لكن كل محالاته باءت بالفشل، وظل هناك حتى توفي عام 1969.
منذ بداية تولي سعود ولاية العهد ظهرت المشكلات على السطح فلم يبايع ولايته للعهد عمه محمد بن عبد الرحمن والذي غادر إلى مكة يوم ترسيمه وليا للعهد، وكانت نصيحة والده له بحماية راية الإسلام واحترام علماؤه والاستماع لنصائحهم.
وأصبح هدف ولي العهد سعود أن يوحد المسلمين وزار العديد من الدول وكما ذكرنا لم ينحاز لأي سياسات خارجية، حتى لا يصبح العرب كتل منفصلة تعمل لمصالح الأجانب، وكانت بدايات أزمته المالية عندما اقترض عام 1955 16 مليون دولار لسوريا ولمدة 5 سنوات، كما دعم الثورة الجزائرية ضد العدوان الفرنسي وتبرع بمليون و200 ألف دولار عام 1956 ، واستمرت التبرعات حتى تحررت الجزائر.
وكانت تبرعاته سخية دائما فتبرع للهلال الأحمر المصري بمبلغ 2 مليون ريال سعوي
بدأ الصراع بينه وبين شقيقه بعد وفاة الملك مباشرة بعدما لم يتمكن العائد من البترول من تسديد الديون على الدولة والتي وصلت إلى 200 مليون دولار، ثم تضاعف الدين عام 1958 ووصل إلى 450 مليون دولار، لتصبح قيمة الريال ضعيفة للغاية أمام الدولار.
بالرغم من الأزمة أنفق سعود أموالا ضخمة أيضا على القصور، ثم وضع الكثير من صلاحياته التنفيذية في يد فيصل، وانتشرت الصراعات بينهما على من له المسؤوليات ومن يتحكم في الحكومة وبالرغم من كل مواصفات سعود الجيدة إلا أن اسمه ارتبط بالنهب وضياع الأموال على عكس فيصل الذي التزم التوفير والعقل والتدبر.
اشتداد الصراع على العرش
أقدم سعود على إلغاء منصب رئيس الوزراء وعين نفسه ملكا ورئيسا للوزراء، وحاز فيصل على مميزات ولي العهد ونائب رئيس الوزراء.
ومع استمرار إسراف سعود شعر أفراد أسرة الملك سعود بالقلق من إسراف سعود وعدم قدرته على مواجهة التحديات، فاستمر صراع الأخوة حتى عام 1962 عندما شكل فيصل حكومة أثناء غياب شقيقه للعلاج بالخارج وتحالف معه عدد من الأمراء، ووعد فيصل بالإصلاح.
رفض الملك سعود ما يحدث وهدد أخاه بالحرس الملكي، ليطالب فيصل بالوصاية على عرش سعود وتسليمه كل السلطات الملكية، وكان الدعم كبيرا للملك فيصل من العلماء وغيرهم.
رفض الملك سعود الأمر مما دفع فيصل إلى محاصرة قصره وهو ما أدى إلى تنازل سعود عن العرش.
حاول سعود الاستقرار في بيروت ثم مصر بعد نفيه لأثينا وسمح له بالبث في الإذاعة ولحق به بعض أبنائه، لكنه توفي في أثينا بعد عودته إليه.
تعرفنا معا على من الذي تنازل عن ولاية العهد لشقيقه الملك فيصل، وكيف تغلب الأخ على أخيه وانتزع حكم البلاد منه والكثير من التفاصيل حول الأمر.
