الحج هو العبادة التي تتضمّن أعمالاً مُعيّنةً تُؤدّى بكيفيّةٍ مُعيّنةٍ، في مكانٍ وزمانٍ مُعيَّنَين، والحجّ فرضيّةٌ واجبةٌ على المسلم، بشروطٍ معيّنةٍ، مرّةً واحدةً في العُمْر، وقد ثبتت فرضيّته بكتاب الله، وسُنّة نبيّه، وإجماع المسلمين، ويسأل الكثيرون ما هي شروط الحج للمرأة في الإسلام ؟
ما هي شروط الحج للمرأة في الإسلام
ذكر العلماء عدّة شروطٍ يشترك فيها الرجل والمرأة لأداء الحجّ، وتتفرّع هذه الشروط إلى: شروط صحّةٍ، وشروط وجوبٍ، وشروط إجزاء، بيان كلٍّ منها فيما يأتي:
شروط الصحّة: وهي الشروط التي لا بدّ من تحقُّقها؛ للحُكم على الحجّ والعُمرة بالصحّة، وهي: الإسلام، والعقل؛ فلا تصحّ العُمرة، ولا يصحّ الحجّ من غير العاقل.
شروط الوجوب: وهو الشروط التي بتحقُّقها يُحكَم بوجوب الحجّ والعُمرة على المسلم؛ وهي الاستطاعة، وتتحقّق بتوفُّر القدرة الجسديّة إضافةً إلى توفُّر الزاد، والمال، ووسيلة النقل إلى حين العودة من أداء المناسك مع تحقُّق الأمن على النَّفس والمال في طريق أداء المناسك.
شروط الإجزاء: وهي الشروط التي يتحقّق بها أداء ما أمر الله به، وهي: البلوغ، والحريّة؛ فيصحّ أداء العمرة، أو الحجّ من الصبيّ، ويجب عليه الأداء مرّةً أخرى بعد البلوغ.
اقرأ أيضا: أفضل أنواع الحج
أما عند إجابة سؤال ما هي شروط الحج للمرأة في الإسلام ففيما يأتي تفصيل المذاهب في بيان شروط الحجّ للمرأة:
القول الأوّل: أوجب الحنفيّة شرطَين إضافيَّين لحَجّ المرأة، وهما:
- وجود زوجٍ، أو محرمٍ، ولا فرق بين كَوْنها شابّةً، أو عجوزاً؛ والمُحرم هو مَن لا تستطيع المرأة الزواج به؛ بسبب النَّسَب، أو المُصاهَرة، أو الرَّضاعة، ويُشترَط في المُحرم أن يكون بالغاً عاقلاً؛ ذلك إن كانت المسافة إلى مكّة مسيرة ثلاثة أيّامٍ فأكثر، فإن كانت أقلّ من ذلك، فإنّ الحَجَّ يجب عليها دون اشتراط وجود مُحرمٍ، أو زوجٍ.
- ألّا تكون المرأة مُعتدّةً؛ سواء من طلاقٍ، أو وفاةٍ.
القول الثاني: أوجب المالكيّة ثلاثة شروطٍ لحَجّ المرأة، وهي:
- وجوب وجود مُحرمٍ، أو زوجٍ، أو مجموعةٍ من الرِّفقة المأمونة.
- تيسير الركوب إن كانت المسافة بعيدةً، وتُقدَّر المسافة البعيدة بالمسافة التي تُلحِق المَشقّة بها.
- ألّا تكون المرأة مُعتدّةً من طلاقٍ، أو وفاةٍ؛ لأنّ وجودها في بيت العِدّة واجبٌ، فإن أَحرمت للحَجّ، صحّ إحرامها مع الإثم، ووجب عليها إتمام الحَجّ.
القول الثالث: اشترط الشافعيّة لحَجّ المرأة ما يأتي:
- وجوب وجود زوجٍ، أو مُحرمٍ، ولو بأُجرةٍ عند القدرة عليها، أو وجود نسوةٍ ثِقاتٍ لا يقلّ عددهنّ عن اثنتَين في الحَجّ المفروض بخِلاف النَّفل؛ فلا تجوز الرِّفقة، ويجوز للمرأة الخروج وحدها لأداء حَجّ الفرض إن أَمِنت الطريق.
- وجود الراحلة لها؛ سواء كانت المسافة بعيدةً، أو قريبةً، وأن تكون الراحلة مُجهَّزةً بما لا بُدّ منه للسفر، كالخيمة للسَّتر.
القول الرابع: قال الحنابلة بوجوب وجود مُحرمٍ، أو زوجٍ للمرأة.
اقرأ أيضا: هل تعلم عن الحج
أحكام تتعلّق بالمرأة في الحج
تتعلّق بحَجّ المرأة عدّة أحكامٍ ومسائل، بيان بعضها فيما يأتي:
- يُشترَط لها إذن الزوج في حَجّ النَّفل، ويحقّ له مَنعها فيه؛ لحَقّه عليها.
- يجوز للمرأة أن تنوب بالحَجّ عن الرجل والمرأة باتِّفاقٍ.
- تُؤدّي المرأة الحائض أو النفساء أعمال الحَجّ جميعها إلّا الطواف، ولا تسعى بين الصفا والمروة؛ لأنّ السَّعي يجب بعد الطواف، وإن أصابها الحيض عند الإحرام، فإنّها تُحرِم؛ لعدم اشتراط الطهارة له، ولو حاضت بعد الطواف وقبل السَّعي؛ جاز لها السَّعي؛ لعدم اشتراط الطهارة له.
- يجوز للمرأة الإتيان بسُنَن الإحرام كالرجل؛ من حيث الاغتسال، والتنظيف، وقصّ الشَّعر، والتطيُّب بما لا رائحة له؛ لِما ورد عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (كنَّا نخرجُ معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إلى مَكَّةَ فنضمِّدُ جباهَنا بالسَّكِّ المطيَّبِ عندَ الإحرامِ فإذا عرِقَت إحدانا سالَ علَى وجهِها فيراهُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فلا يَنهاها). (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن أبي داود، الصفحة أو الرقم: 1830 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
- تلبس المرأة الملابس الشرعيّة؛ بحيث لا تكون ضيّقةً، ولا مُزيَّنةً، ولا قصيرةً، ولا بُدّ أن تخلع البُرقُعَ والنِّقاب، وتُغطّي وجهها عند رؤية الرجال غير المحارم بثوبٍ، أو خمارٍ، وتُغطّي كَفَّيها بغير القفّازَين، كالثوب، ويجوز لها أن تلبس ما شاءت من الألوان.
- تُسَنّ للمرأة التلبية بعد الإحرام بصوتٍ تسمع فيه نفسها.
- يجب على المرأة عدم مزاحمة الرجال، والتستُّر، وخَفض الصوت، وغَضّ البصر، وأن تطوف في أقصى المَطاف؛ لتجنُّب المُزاحَمة، ويُسَنّ في حقّها الإشارة إلى الحجر الأسود من بعيدٍ إن حاذته.
- تُقصّر المرأة من شَعْر رأسها بقَدْر رأس الإصبع، ولا يجوز لها الحَلْق.
- يجوز للمرأة السَّير إلى مزدلفة قبل الحُجّاج، ورَمي جمرة العقبة حين الوصول إلى مِنى؛ تجنُّباً للازدحام.
- تتحلّل المرأة الحائض بعد رَمي الجمرة، وتقصّ من شَعْرها، ويحلّ لها ما كان مُحرَّماً عليها بالإحرام إلّا الجِماع.
- يسقط طواف الوداع عن المرأة إن حاضت بعد طواف الإفاضة؛ بدليل ما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (أنَّ صَفِيَّةَ بنْتَ حُيَيٍّ زَوْجَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حَاضَتْ في حَجَّةِ الوَدَاعِ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أحَابِسَتُنَا هي فَقُلتُ: إنَّهَا قدْ أفَاضَتْ يا رَسولَ اللَّهِ وطَافَتْ بالبَيْتِ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فَلْتَنْفِرْ). (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4401 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
اقرأ أيضا: أخطاء شائعة في الحج