من هو المحرم في الحج

من هو المحرم في الحج من الأسئلة التي يكثر التساؤل عنها، فقد حرص الاسلام على المرأة المسلمة في جميع أحوالها، وأولاها عنايةً خاصةً تمتاز عن باقي الديانات، ولما تقتضيه طبيعة المرأة فقد جعل الإسلام لسفر المرأة قواعد وأحكام تختلف عن سفر الرجل المجبول على الذهاب والمجيء دون ضابط، وذلك دليلٌ على أن للمرأة شأنٌ في الإسلام يفوق شأن الرجل؛ إذ جعله حارساً لها في أسفارها حامياً لها.

من هو المحرم في الحج

من هو المحرم في الحج

يمكن الإجابة عن سؤال من هو المحرم في الحج بأن المحرم على المرأة هو من لا يجوز له الزواج بها على وجه التأبيد، ويكون ذلك إما بالقرابة أو بالرّضاع أو بالمصاهرة، وفيما يأتي بيان ذلك:

محارم المرأة من النسب: وهؤلاء هم الذين ذكرهم لله تعالى في قوله (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ)، فيظهر من الآية الكريمة أن محارم المرأة من النسب هم الآتي ذكرهم:

  • الآباء، أي آباء المرأة وإن علوا، من جهة الذكور ومن جهة الإناث، أي آباؤها من جهة الأب وآباؤها من جهة الأم.
  • الأبناء، أي أبناء المرأة وإن نزلوا، كأبناء الأبناء من الذكور والإناث.
  • الإخوة، أي إخوان المرأة، سواءً أكانوا إخواناً لأم وأب معاً، أم إخواناً لأم أم إخواناً لأب.
  • أبناء الإخوة، وإن نزلوا من الذكور والإناث.
  • الأعمام والأخوال، أي أعمام المرأة وأخوالها، وهؤلاء لم يذكروا في الآية الكريمة لأنهم بمثابة الوالدين، فقد يطلق على العم أب.

محارم المرأة من الرّضاع: جاء في السنة النبوية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله (يَحْرُمُ من الرَضَاعِ ما يَحْرُمُ من النَّسَبِ) (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 2645 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] )) والمراد من ذلك أن محارم المرأة يكونون بسبب الرّضاع كما يكونون بسبب النسب.

محارم المرأة من المصاهرة: وهؤلاء يحرم عليهم نكاحها على وجه التأبيد أيضاً، وهم الآتي ذكرهم: أبناء زوج المرأة، آباء زوج المرأةن زوج ابنة المرأة.

اقرأ أيضا: شروط الحج هذا العام 1442

حكم سفر المرأة للحج بدون محرم

حكم سفر المرأة للحج بدون محرم

اتّفق العلماء على القول بجواز السفر للمرأة المسلمة بلا محرمٍ إن اضطرّت لذلك؛ كأن تكون في بلاد الكفر وتريد الانتقال إلى بلاد الإسلام هروباً بدينها، كما أجازوا لها الانتقال من بلاد الخوف إلى البلاد الآمنة دون محرم؛ إنما جرى اختلافهم في سفر المرأة لأجل الطاعة أو أداء الفريضة كالحج، وقد فرَّق بعضهم بين سفر الطاعة وسفر الواجب، وكان مُجمَل الخلاف بينهم عائدٌ إلى مسافة السفر المعتبرة في القصر؛ حيثُ ذهب السواد الأعظم منهم إلى حرمة سفر المرأة بلا محرم، وبيان أرائهم في هذه المسألة فيما يلي:

يرى فقهاء المذهب الحنفيّ أنّه يحرم على المرأة السفر بلا محرم في كل سفرٍ مباحٍ أو حج تطوّع أو نحوهما شريطة أن يكون ذلك السفر طويلاً يتجاوز مسيرة الثلاثة أيام، وقد استدلوا على ما ذهبوا إليه بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يحلُّ لإمرأةٍ تؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ، أن تسافرَ سفرًا يكون ثلاثةَ أيامٍ فصاعداً ، إلا ومعها أبوها أو ابنُها أو زوجُها أو أخوها أو ذو محرمٍ منها) (( الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1340 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] )) فإن كان السفر دون مسيرة ثلاثة أيامٍ جاز لها السفر بلا محرم سواء كان السفر واجباً أو مباحاً أو تطوعاً.

ذهب المالكية إلى أنّه لا ينبغي للمرأة أن تسافر من دون محرم ما دام السفر يزيد عن مسيرة يوم وليلة، فإن قلَّ السفر عن ذلك جاز لها السفر بلا محرم؛ إذ إنّها لو منعت من السفر والسير في الأرض جملةً إلا مع ذي محرم لشقّ ذلك عليها وأدّى إلى فوات مصالحها، واستدلّوا على ما ذهبوا إليه بما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يحلُّ لإمرأةٍ تؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ ، تسافرُ مسيرةَ يومٍ وليلةٍ ، إلا مع ذي محرمٍ عليها). (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1339 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

قال الشافعية في الراجح عندهم إلى أنّه لا يجوز للمرأة أن تسافر سفراً يزيد عن مسيرة ثلاثة أيام إلا مع ذي محرم، ودليلهم هو ما استدل به الحنفية من حديث أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه، في حين أجاز بعض علماء الشافعية للمرأة السفر بلا محرمٍ بشرط أن يكون بصحبتها نساءٌ ثقات إذا كان القصد من سفرها أداء الحج الواجب، وبعضهم من أجاز لها السفر بغير مَحرَم؛ سواء أكان ذلك السفر واجباً أو غير واجب، وقال بعضهم: يجوز لها السفر بغير نساء ولا محرم إذا كان الطريق آمناً، وبهذا قال الحسن البصري.

يعتقد الحنابلة في القول بأنه لا يجوز للمرأة السفر بلا محرمٍ إن كان السفر يزيد عن مسيرة يوم، ودليلهم ما استدلّ به المالكية بما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، وقال بعض الحنابلة أن المرأة إن حجَّت بلا محرم جاز حجُّها وأُثِمَت لمعصيتها أمر الله ورسوله، فإن كان سفرها دون مسيرة يومٍ فلا شيء عليها اتفاقاً بين جميع الفقهاء.

اقرأ أيضا: التسجيل في الحج وزارة الصحة

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4

مقالات ذات صلة