أول من دفن بالبقيع

مقبرة البقيع مكان غنيٌ عن التعريف، فالزائر للمدينة المنورة لا بد من أن يزور هذا المكان، ويدعو لأهله بالرحمة والغفران، وسُمّي البقيع بهذا الاسم نسبة إلى نبات بقيع الغرقد، أو نبات العوسج الذي كان ينتشر في تلك البقعة، ويتساءل الكثيرون عن أول من دفن بالبقيع من المسلمين.

أول من دفن بالبقيع

أول من دفن بالبقيع

تقع مقبرة البقيع جنوب شرق سور المسجد النبوي الشريف، وكانت المقبرة الرئيسية لأهل المدينة، فطول المقبرة لا يتجاوز الثمانين متراً، فكانت تحيط بها المزارع من الشرق والجنوب والشمال، وفي عهد الإسلام أمر الله تعالى رسوله بأن تكون مقبرةً للمسلمين، وكان أول من دفن بالبقيع من المسلمين هو الصحابي الجليل عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي، وأمه سخيلة بنت العنبس وكنيته أبو السائب، وكان رضي الله عنه من أوائل الذين دخلوا في الإسلام ومن أوائل المهاجرين في سبيل الله تعالى.

اقرأ أيضا: من الذي دفن بجانب الرسول

عثمان بن مظعون

كان عثمان بن مظعون رضي الله عنه معروفاً عنه كثرة الزهد والعبادة حتّى أنّه كان شديد التبتّل، لدرجة أنّه استأذن النبي عليه الصلاة والسلام أن يختصي، فنهاه النبي عليه الصلاة والسلام عن ذلك، وكان رضي الله عنه ممن حرموا الخمر على أنفسهم قبل الإسلام فلم يشربها رضي الله عنه.

هاجر عثمان بن مظعون رضي الله عنه هجرة الحبشة الأولى وذلك في قلّةٍ من الرجال والنساء الذين تركوا أوطانهم وديارهم في سبيل الله تعالى، وقد أقاموا في بلادٍ ليست لهم وتحملوا مرارة الغربة، حتّى إذا أشيع فيهم خبر إسلام كفّار مكّة قرروا العودة إلى مكّة، فلما عادوا قريباً من مكّة المكرمة تبين لهم كذب هذا الخبر، فرجع بعضهم إلى الحبشة ودخل البعض الاخر مكّة المكرمة إما متخفّياً أو في جوار أحدٍ من أهل مكّة حتى يضمن له عدم تعرض الكفّار والمشركين من أهل مكّة للأذى.

دخل عثمان بن مظعون رضي الله عنه في جوار الوليد بن المغيرة؛ حيث قدّم له الوليد الحماية من أن يعتدي عليه أحد أو تخفر ذمته، فكان في منعةٍ من المشركين لا يصلون إليه، ولكن حينما رأى عثمان بن مظعون رضي الله عنه ما عليه حال المسلمين من الأذى والتعذيب وهو في حلٍّ من هذا كلّه اثر أن يكون متنعّماً في ظلّ جوار الوليد، وإخوانه المسلمون ينالون الأذى والتعذيب، فما كان منه إلاّ أنّ ردّ على الوليد جواره.

كانت وفاته رضي الله عنه شهر شعبان من السنة الثالثة للهجرة، ودفن رضي الله عنه في البقيع، فكان أوّل المسلمين الذين دفنوا في مقبرة البقيع أو بقيع الغرقد؛ فقد قال في ذلك عبيد الله بن أبي رافع: أوّل من دفن ببقيع الغرقد عثمان بن مظعون.

اقرأ أيضا: الصحابي الذي تم تكليفه بتتبع القرآن وجمعه

أبرز من دفن بالبقيع

البقيع

  • عثمان بن عفان الأموي القرشي: هو ثالث الخلفاء الراشدين، وواحد من العشرة الذين بُشّروا بالجنة، ويُلّقب بذي النورين؛ وذلك لأنّه تزوج بنتين من بنات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وهما؛ رقية، وأم كلثوم، واستشهد في سنة 35 من الهجرة بعد الفتنة التي حدثت في عهده.
  • رُقيّة بنت محمد: هي بنت نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، وأمها هي خديجة بنت خويلد، وهي في الترتيب الثاني بعد زينب، وولدت في السابع قبل البعثة، وتُلقّب رقية بذات الهجرتين، ووافتها المنية وهي في بيت زوجها عثمان بن عفان وهي تبلغ من العمر إحدى وعشرين سنة، أي في السنة الثانية للهجرة.
  • كل من أمهات المؤمنين زوجات النبي محمد دُفِنَّ في البقيع، باستثناء خديجة بنت خويلد، والتي دفنت في مقبرة المعلاة في مكة المكرمة وميمونة بنت الحارث التي دفنت في وادي سَرِف على بعد حوالي 15 كيلومتر شمال مكة المكرمة على الطريق إلى المدينة المنورة.
  • أسعد بن زرارة: هو أحد صحابة رسول الله، ويعود نسبه إلى الخزرجي الأنصاري النجاري، وشهد في حياته عقبتين، وهو الشخص الأوّل الذي بايع ليلة العقبة، ولقبه النقيب بني النجار، وتوفي بعد عام الهجرة مباشرة، وذلك أثناء بناء المسجد النبوي بسبب الشهقة، وكان من أوائل الأشخاص الذين دفنوا في البقيع.
  • فاطمة بنت حزام: تُعرف باسم أم البنين، التي تزوجت الخليفة علي بعد وفاة فاطمة الزهراء؛ وهي أم العباس وعبد الله وجعفر وعثمان أبناء علي والذين توفوا في معركة كربلاء عند دفاعهم عن أخيهم غير الشقيق الحسين بن علي.
  • عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب: هو أحد صحابة الرسول، وابن عمه، وكان له آثار عظيمة في غزوتي مؤتة، وحنين، وتوفي في سنة 60 من الهجرة.
  • مالك بن أنس: يُكنى بأبي عبد الله، وهو أحد الفقهاء المسلمين، وأحد الأئمة الأربعة، وهو صاحب المذهب المالكي، وتميّز بتبحره في العلم، وقدرته الكبيرة على حفظ الأحاديث النبويّة، والقرآن الكريم، وتوفي سنة 179 من الهجرة.

اقرأ أيضا: من هو أكثر الصحابة رواية للحديث

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2

مقالات ذات صلة