تجربتي مع سورة الروم
تتعدد فوائد تجربتي مع سورة الروم وأياتها فهي من سور القرآن المباركة، وقد نزلت هذه السورة على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة المكرمة باستثناء الآية السابعة عشر منها فمدنية، وتُعتبر سورة الروم السورة السابعة والثمانون من حيث ترتيب النزول، وقد نزلت بعد سورة الانشقاق.
تجربتي مع سورة الروم
تقول إحدى الفتيات: تجربتي مع سورة الروم من التجارب التي أود نقلها للجميع حتى يعملوا فضل هذه السورة المباركة، فقد تأخر زواجي لوقت طويل، ورغم ما كنت أتعرض له من تنمر بسبب ذلك، إلا أنني كنت أتماسك، وأبقى صامدة لأخفي ضعفي ودموعي عن الجميع، ورغم صمودي هذا كنت أشعر بحزن عميق، ولكنني صبرت حتى عملت عن فضل قراءة قوله تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” من سورة الروم، وبالفعل بدأت في المداومة على قراءة السورة وهذه الآية بشكل أكبر بنية الزواج، وما مر شهران حتى تقدم لي أحد الشباب المحترمين، وبعد شهور كتب الله لنا الزواج، ورزقنا بالذرية الصالحة بفضل هذه الآيات المباركة، حقا إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون في معجزة القرآن الكريم وأسراره المباركة.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة العنكبوت
أسرار سورة الروم
هناك العديد من الأسرار والفضائل التي تختص بها سورة الروم، فقد ورد في فضلها عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنهُا: “أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُصَلِّي فِي كسوف الشَّمْس وَالْقَمَر أَربع رَكْعَات وَأَرْبع سَجدَات يقْرَأ فِي الرَّكْعَة الأولى بالعنكبوت أَو الرّوم وَفِي الثَّانِيَة بيس”. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : العيني | المصدر : عمدة القاريالصفحة أو الرقم: 7/96 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
عن الأغر المزني قال: “صليتُ معَ النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلمَ فقرأَ سورةَ الرومِ في الصبحِ. (( الراوي : الأغر المزني أبو مالك | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : نتائج الأفكار، الصفحة أو الرقم: 1/432 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))
كان عبدُ الرحمنِ بنُ غَنَمٍ في مسجدِ دمشقٍ في نفرٍ من أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيهم معاذُ بنُ جبلٍ فقال عبدُ الرحمنِ بنُ غنمٍ يا أيُّها الناسُ إنَّ أخوفَ ما أخافُ عليكم الشركُ الخفِيُّ فقال معاذٌ اللهم غَفْرًا فقال يا معاذُ أمَا سمِعْتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ من صام رياءً فقدْ أشركَ ومن تصدَّقَ رياءً فقدْ أشركَ ومن صلَّى رياءً فقدْ أشركَ، فذلك مثلُ الآيةِ التي في الرومِ وَمَا آتَيْتُمْ مِن رِّبَا لِيَرْبُوا فِي أَمْوالِ الناسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللهِ الآيةَ من عمِلَ عملًا رياءً لم يُكْتَبْ لَا لَهُ ولَا عَليه. (( الراوي : عبدالرحمن بن غنم ومعاذ بن جبل | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 7/57 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))
ومن الدلائل على فضل بعض آيات هذه السورة حديث نيار بن مكرم: كانت فارسُ يومَ نزَلت “غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ” قاهرينَ للرُّومِ وَكانَ المسلِمونَ يحبُّونَ ظُهورَ الرُّومِ عليهم لأنَّهم وإيَّاهم أَهْلُ كتابٍ وفي ذلِكَ قولُ اللَّهِ تعالى وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ وكانت قُرَيْشٌ تُحِبُّ ظُهورَ فارسَ لأنَّهم وإيَّاهم لَيسوا بأَهْلِ كتابٍ ولا إيمانٍ ببَعثٍ. فلمَّا أنزلَ اللَّهُ هذِهِ الآيةَ خرجَ أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ يصيحُ في نواحي مَكَّةَ الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ قالَ ناسٌ مِن قُرَيْشٍ لأبي بكرٍ فذلِكَ بينَنا وبينَكُم زَعمَ صاحبُكَ أنَّ الرُّومَ ستَغلِبُ فارسَ في بِضعِ سنينَ أفلا نراهنُكَ علَى ذلِكَ قالَ بلى وذلِكَ قبلَ تحريمِ الرِّهانِ فارتَهَنَ أبو بكرٍ والمشرِكونَ وتواضَعوا الرِّهانَ وقالوا لأبي بكرٍ كم تجعلُ البِضعُ ثلاثُ سنينَ إلى تِسعِ سنينَ فسَمِّ بينَنا وبينَكَ وسطًا تنتَهي إليهِ قالَ فسمَّوا بينَهُم ستَّ سنينَ قالَ فمَضتِ السِّتُّ سنينَ قبلَ أن يَظهروا فأخذَ المشرِكونَ رَهْنَ أبي بكرٍ فلمَّا دخلتِ السَّنةُ السَّابعةُ ظَهَرتِ الرُّومُ علَى فارسَ فعابَ المسلِمونَ علَى أبي بكرٍ تَسميةَ ستِّ سنينَ قال : لأنَّ اللَّهَ تعالى قالَ في بضعِ سنينَ قالَ وأسلمَ عندَ ذلِكَ ناسٌ كثيرٌ. (( الراوي : نيار بن مكرم الأسلمي | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3194 | خلاصة حكم المحدث : صحيح حسن ))
جاء في تفسير البرهان: “من قرأ سورة الروم كان له من الأجر عشر حسنات بعدد كل ملك يسبح اللّه تعالى في السماء والأرض وأدرك ما ضيع في يومه وليلته ، ومن كتبها وجعلها في منزل من أراد اعتل جميع من في الدار ، ولو دخل الدار غريب اعتل أيضا مع أهل الدار”. (( تفسير البرهان ، ج 6 ، ص 142 ))
من أسرار سورة الروم أنها افتتحت بمقدمة ذكر فيها وعد الله بنصر المؤمنين وأنه لا يخلف وعده، ولكن أكثر الناس لا يعلمون وعن الآخرة غافلون، ثم خُتمت بخلاصة في الآيات فيها أن الله قد ضرب للناس في القرآن من كل مثل، وأمر بالصبر حتى يتحقق وعده بالنصر في الدنيا والفوز في الآخرة: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ}، فكان التناسق بين المطلع والختام.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الانشقاق