اول من كسى الكعبة المشرفة من هو
الكعبة المشرفة لها مكانة عظيمة عند المسلمين فهي قبلتهم التي يستقبلونها في كل صلاة، وهي بيت الله الحرام الذي يتوجهون إليه لأداء فريضة الحج، لذلك تدور العديد من التساؤلات حولها وحول تاريخ بناءها و اول من كسى الكعبة المشرفة من هو
اول من كسى الكعبة المشرفة من هو
– كان أول من كسى الكعبة المشرفة هو تبع أسعد الحميري ملك بلاد اليمن وسبأ.
– أول كسوة للكعبة كانت مصنوعة من الخصف، تلتها كسوة مصنوعة من المعافير، ثم كسوة مصنوعة من الملاء- أحد الكسوات اليمانيّة المعروفة.
من هو تبع الحميري؟
– ملك بلاد اليمن وسبأ تبع بن أسعد أبوبكر الحميري.
– نجح في فتح مدن كثيرة لكنه عندما أراد أن يغزو مكة المكرمة والمدينة المنورة ويهدم الكعبة ابتلاه الله سبحانه وتعالى بمرض شديد، فأخبره أحد أفراد حاشيته أن سبب مرضه هو نيته في هدم بيت الله الحرام فتراجع عن هدمه فشفاه الله عز وجل، ويقال أنه رأى في منامه أنه يؤمر بكسي الكعبة فكساها ببردة من اليمن، وطاف بالبيت العتيق، قال رسول الله صل الله عليه وسلم في شأن تبع الحميري (لا تسبوا تُبع فإنه قد أسلم).
الكعبة المشرفة
– بيت الله الحرام.
– قبلة المسلمين.
– جعلها الله رمز للعبادة ومنارة للتوحيد، قال الله تعالى: { جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس} ( المائدة97).
– أول بيت وضع للناس حتى يتمكنوا من عبادة الله سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: { إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين} ( آل عمران96).
تاريخ الكعبة المشرفة
– تاريخ الكعبة المشرفة طويل ابتدأ في عهد سيدنا إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام، عندما أمره الله عز وجل بأن يسكن هو وأهله مكة التي كانت عبارة عن صحراء جدباء قاحلة في هذا الوقت.
– بعد أن استقر إبراهيم عليه السلام في مكة وبلغ سيدنا إسماعيل أذن الله عز وجل لهما ببناء الكعبة المشرفة، ورفع قواعدها، قال الله تعالى: { وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا } ( البقرة127) فقلد كان سيدنا إسماعيل يأتي بالحجارة وكان سيدنا إبراهيم هو الذي يبني.
– استمر سيدنا إبراهيم في بناء الكعبة والارتفاع شيئاً فشيئاً حتى أصبحت عالية لا يمكن للأيدي أن تصلها إليها، فجاء سيدنا إسماعيل بحجر حتى يصعد عليه سيدنا إبراهيم ويكمل البناء واستمرا في عملهم وهما يرددان: { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم} ( البقرة127) حتى انتهوا من البناء.
– تصدع بناء الكعبة المشرفة أكثر من مرة قديماً بسبب كثرة العوامل المؤثرة في البناء وكثرة السيول فقام أفراد قبيلتي العماليق وجرهم الذين كانوا قد استقروا في مكة بإصلاح الكعبة ورعايتها.
قد يعجبك:
– مرت الكثيرة من السنوات وقامت قريش ببناء الكعبة المشرفة قبل بعثة الرسول المصطفى بخمس سنين، وكان بناءها في ذلك الوقت يأخذ هيئة الحجارة المنضودة الموضوعة فوق بعضها البعض بدون طين مما جعل بناء الكعبة يتأثر بالسيول التي اجتاحت مكة بين فترة وأخرى حيث تصدعت جدرانها وكادت أن تنهار.
– قررت قريش بناء الكعبة المشرفة بناء متين يظل صامد أمام السيول، وعندما قرروا البدء في البناء وقف فيهم أبو وهب بن عمرو وقال: ” يا معشر قريش، لا تدخلوا في بنائها من كسبكم إلا طيبا، لا يدخل فيها مهر بغي، ولا بيع ربا، ولا مظلمة أحد من الناس”.
– تهيبت قريش من هدم الكعبة وخشوا أن يحل عليهم غضب من الله، فقال لهم الوليد بن المغيرة: ( أنا أبدؤكم في هدمها، فأخذ المعول وبدأ بالهدم وهو يقول: اللهم لم نزغ، ولا نريد إلا الخير، فهدم من ناحية الركنين)، فترقبت قريش ليلتهم ليروا ما سيصيب المغيرة بسبب ما فعل ؟ فلما لم يجدوا شيء أصابه قاموا بهدم الكعبة كلها ولم يبق منها إلا أساس سيدنا إبراهيم عليه السلام.
– تم تقسيم البناء بين القبائل فكانت كل قبيلة تتولى بناء ناحية من نواحي الكعبة بحجارة الوادي، وعندما وصل البنيان لمرحلة وضع الحجر الأسود وقع خلاف بين قبائل قريش على من سينال شرف رفع الحجر الأسود لموضعه، كاد الخلاف بينهم أن يصل للقتال حتى جاء أبو أمية بن المغيرة المخزومي واقترح عليهم أن يحكموا بينهم أول من يدخل من باب المسجد الحرام وكان هذا الشخص هو رسول الله صل الله عليه وسلم فما إن رأوه حتى هتفوا: (هذا الأمين رضينا، هذا محمد، وما إن وصل إليهم الحبيب المصطفى أخبروه بما حدث بينهم فقال: ( هلمّ إلي ثوبا ) فأتوه به فوضع الحجر في وسطه ثم قال: ( لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوه جميعا ) ففعلوا فلما بلغوا به موضعه، أخذه المصطفى صل الله عليه وسلم بيده الشريفة ووضعه في مكانه).
– في مرحلة بناء قريش للكعبة قصرت معهم الأموال الحلال التي قرروا أن يبنوها بها لذلك أخرجوا الحْجر من البناء، ووضعوا علامة عليه حتى يدل على أنه من الكعبة، ثبت في الصحيحين أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال لعائشة – رضي الله عنها: ( ألم تري أن قومك قصرت بهم النفقة ؟ ولولا حدثان قومك بكفر لنقضت الكعبة، وجعلت لها بابا شرقيا وبابا غربيا ، وأدخلت فيها الحجر).
– في عهد ابن الزبير رضي الله عنه قرر أن يهدم الكعبة ويبنيها كما أراد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقام بذلك وزاد فيها ما قد قصرت عنه نفقة قريش بقدر ستة أذرع، وزاد عشرة أذرع في ارتفاعها، وجعل لها بابين من المشرق ومن المغرب.
– في عهد عبد الملك بن مروان قام الحجاج بن يوسف الثقفي بهدم الحائط الشمالي من الكعبة وأخرج الحِجْر كما بنته قريش ثم جعل للكعبة باب واحد ورفعه عالياً وقام بسد الباب الآخر.
– أراد عبد الملك بن مروان أن يعيد بناء الكعبة على ما كانت عليه في عهد بن الزبير إلا أن الإمام مالك نهاه عن فعل ذلك حتى لا تضع هيبة البيت الحرام، ويقوم كل ملك بهدمه والتغيير في بنائه على حسب هواه.
– آخر بناء للكعبة المشرفة كان في سنة 1040 هـ في العصر العثماني في عهد محمد علي باشا حاكم مصر وكان بسبب السيول التي اجتاحت مكة وأغرقت المسجد الحرام مما سبب ضعف في بناء الكعبة، لذلك أرسل بعض المهندسين المهرة والعمال وأمرهم بهدم الكعبة وإعادة بناءها، ولقد استمر البناء قرابة 6 أشهر وكلفهم أموالا باهظة، ولا زالت الكعبة شامخة حتى يومنا هذا.