خصائص الفرع السمبثاوي من الجهاز العصبي الذاتي
عند مواجهة أسد شرس أو سيارة قادمة مسرعة أو ربما اقتراب موعد نهائي وشيك، كل ذلك يثير في أجسادنا استجابات لضغط جسدي ليعدنا إما للقتال أو الفرار من المشهد، فيحدث ما يسمي بالاستجابة الشهيرة “القتال أو الهروب”، وهذه الاستجابة مدفوعة من الجهاز العصبي السمبثاوي.
ما هو الجهاز العصبي السمبثاوي
هو شبكة منبسقة بشكل طبيعي من هياكل الدماغ والأعصاب والهرمونات. وأختلال الهرمونات التي يفرزها يمكن أن يؤدي إلى كالإفراط في نسب الأدرينالين والكورتيزول، لذا النظام السمبثاوي ضروري لإعدادنا لحالات الطوارئ لأنه يقوم بتنشيط العديد من المسارات والمكونات المعقدة لتحقيق تنفس أسرع، وزيادة في معدل ضربات القلب، وضغط الدم، واتساع حدقة العين، وإحداث تغيرات في تدفق الدم، وبالتالي يترك الدم الجلد والمعدة والأمعاء ويذهب إلى الدماغ والقلب والعضلات عند الحاجة للقتال أو الهرب.
كيف تحدث الاستجابة التلقائية
- يشكل الجهاز العصبي السمبثاوي جزءًا من الجهاز العصبي اللاإرادي فهو يعمل بدون توجيه واعي حيث أنه ينظم وظائف الجسم المهمة مثل معدل ضربات القلب، وضغط الدم، واتساع حدقة العين، ودرجة حرارة الجسم، والتعرق، والهضم، وذلك وفقًا لمراجعة في المجلة الأمريكية للتعليم الصيدلاني.
- يرسل الجهاز العصبي السمبثاوي استجابة للجسم لاإرادية سريعة في المواقف الخطيرة أو المجهدة، فهو يعزز التدفق السريع للهرمونات ويرسل دمًا إضافيًا إلى العضلات، ويوصل الأكسجين النقي إلى الدماغ.
- ويتم ضخ الجلوكوز في مجرى الدم لزيادة الطاقة بسرعة. وتحدث هذه الاستجابة بسرعة كبيرة لدرجة أن الناس غالبًا لا يدركون حدوثها، فعلى سبيل المثال قد يقفز الشخص من مسار الشجرة المتساقطة قبل أن يلاحظ بشكل كامل أنها تتجه نحوه.
الجهاز العصبي البراسمبثاوي
لا يضعف الجهاز العصبي السمبثاوي الجسم بعد زوال الخطر. لأن أحد المكونات الأخرى للجهاز العصبي اللاإرادي هو الجهاز العصبي البراسمبثاوي والذي يعمل بشكل موازي مع الجهاز العصبي السمبثاوي، فهو يعمل على تهدئة الجسم، وفقًا للتشريح السريري للأعصاب القحفية الذي نشرته Academic Press في عام 2014. ويشجع هذا النظام الجسم على “الراحة والهضم”. ومن ثم يعود ضغط الدم ومعدل التنفس وتدفق الهرمونات إلى المستويات الطبيعية حيث يستقر الجسم في حالة التوازن مرة أخرى.
التشريح والتنظيم للجهاز العصبي السمبثاوي
- تدعم الهياكل في الدماغ والحبل الشوكي والجهاز العصبي المحيطي وظيفة الجهاز العصبي السمبثاوي، وفقًا لمراجعة عام 2016 في مجلة BJA Education.
- وتقوم المستقبلات الموجودة في الأعضاء الداخلية للصدر والبطن بجمع المعلومات من الجسم وإرسالها إلى الدماغ عبر النخاع الشوكي والأعصاب القحفية. لتستقبلها منطقة ما تحت المهاد، وهي بنية دماغية مهمة لتنظيم التوازن الداخلي.
- تجمع منطقة الوطاء (ما تحت المهاد) أيضًا معلومات من مناطق أعلى في الدماغ، مثل اللوزة وغالبًا ما يُطلق عليه اسم الدماغ العاطفي. ثم يتم إرسال التنبيه إلى الجهاز العصبي السمبثاوي وتستمر الإشارات إلى الغدد الكظرية.
- الغدد الكظرية تنتج الأدرينالين الذي يؤدي إلى التعرق الغزير، وسرعة ضربات القلب، وقصر الأنفاس التي نربطها بالتوتر وإذا استمر الخطر، فإن الوطاء يرسل رسالة جديدة من خلال الجهاز العصبي إلي الغدد الكظرية لإنتاج هرمون الكورتيزول للحفاظ على استجابة الإجهاد.
ماذا يحدث عندما لا يعمل الجهاز العصبي السمبثاوي بشكل متوازن
- يعملا الجهاز العصبي السمبثاوي والبراسمبثاوي بالتوازي، يظل كلاهما نشطًا في الجسم ليساعدا في مواجهة تصرفات الآخر. وإذا كانت القوى المتعارضة متوازنة فإن الجسم يحقق التوازن، ولكن الأمراض يمكن أن تخل بالتوازن .لأن الجهاز العصبي السمبثاوي يصبح مفرط النشاط، وذلك في عدد من الأمراض وتشمل أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض الكلى، والسكري من النوع الثاني، والسمنة، ومتلازمة التمثيل الغذائي.
- ذكرت مقالة في مجلة فوربس أن الخلل الوظيفي السمبثاوي يكمن أيضًا وراء حالات الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب والتوتر المزمن، لأنه علي الرغم أن استجابة الجسم للضغط الجسدي مفيدة وتعطي دفعة تنشيطية للتركيز الذهني، لكن إذا استمر الضغط لفترة طويلة ستنتشر إشارات التوتر في الجسم وستعيث فسادا وتخل بعمل الجهاز العصبي السمبثاوي. إلى جانب الشعور بالتوتر العقلي المستمر، كما إن الإدرينالين والكورتيزول الزائدين يضران الأوعية الدموية ويزيدان ضغط الدم ويعززان تراكم الدهون.
-لذلك بالرغم أن استجابة (القتال أو الطيران) تخدم غرضًا لمواقف معينة، فإننا لا نريد تشغيلها معظم الوقت.
أقرأ أيضا: الفرع السمبثاوي من الجهاز العصبي الذاتي
المراجع