تجربتي مع تسمم الحمل من التجارب التي يجب على كل امرأة حامل الاطلاع عليها لمعرفة أعراض وعلاج تسمم الحمل، وغالباً ما تظهر هذه الحالة في الثلث الثالث من الحمل، أو أثناء الولادة، أو بعد الولادة بما يُقارب 48 ساعة، ويندر حدوثها قبل الأسبوع العشرين من الحمل، وكذلك بعد الولادة بثلاثة وعشرين يوماً.
تجربتي مع تسمم الحمل
تقول إحدى السيدات: تجربتي مع تسمم الحمل كانت في الشهر الثامن من الحمل، حيث بدأت ألاحظ علامات احتباس السوائل في الجسم فقدمي ويدي متورمة قليلاً، خصوصاً حين أكون في وضع الجلوس لفترة أو حتى الوقوف، فأصبحت بين الحين والآخر أعمل بالوصية المعتادة بأن أجلس واضعةً قدمي في مستوى متساوٍ للجلوس، أو حين الحاجة أقوم برفعهما أكثر لتخفيف ضغط السوائل في قدمي، كما قمت بإخبار طبيبتي بالأمر فأجرت لي فحص “الزلال ” للتأكد من عدم وجود تسمم حمل، وظهرت نتيجة الفحص سليمة فاطمأننت نوعًا ما.
لكن ما كان يقلقني هو ازدياد احتباس السوائل ولم تعُد تظهر على قدمي فقط بل زاد منسوبها لتصل إلى الساق ومع مرور أسبوعين وصل التورم إلى أعلى الفخذ، وكان حينها موعد طبيبتي وهو موعد الأسبوع الأول للشهر التاسع، وفحصت طبيبتي علاماتي الحيوية فكان كل شيء على ما يرام، فقط نصحتني بتكثيف المشي اليومي لتسهيل الولادة الطبيعية، ولم يبدر لذهني أن أخبرها عن احتباس السوائل فقد أجريت فحص تسمم الحمل قبل أسبوعين من الآن وكان سليمًا.
بعد ذلك ازداد الأمر شراسةً وسوءًا ولم تعد تسعني معظم ملابسي المخصصة للحمل، وازداد قياس حذائي رقمين إلى ثلاثة، ولم أعد أتمكن من الحركة أو المشي بسبب ضغط السوائل الشديد ووصلت زيادة الوزن إلى 20 كيلوغرام، وهذا فوق الحد الطبيعي لزيادة الوزن أثناء الحمل بعدة كيلوغرامات، لذلك قررت الذهاب لمعرفة سبب المشكلة.
تتابع: قامت الممرضة بفحص علاماتي الحيوية خصوصًا ضغط الدم ذُهلت من النتيجة وظنت أنها قرأت الرقم قراءة خاطئة فقامت بإعادة فحص الضغط في يدي الأخرى وتكررت النتيجة، فسألتني هل أشعر بالصداع أو أي علامة تدل على ارتفاع الضغط، ولم أكن أشعر بأي شيء من هذا، فأخذت بيدي إلى الطبيبة وأدخلتني وشرحت لها الوضع الطارئ وحينها فحصت الطبيبة أقدامي بالضغط بالإصبع فكانت علامة التسمم أنه بعد رفع الاصبع من القدم لا يعود الجلد لمستواه بل يبقى منخفضًا لثواني، فعلمت الطبيبة بتشخيص حالتي وألقت إليّ بالخبر: تسمم حمل شديد يا مدام!! ولابد من الولادة العاجلة الآن!
فسألتها هل ستقوم بإعطائي الطلق الصناعي لتحفيز الولادة، فأخبرتني بأنه لا يمكن أبدًا القيام بذلك لشدة ارتفاع الضغط وليس أمامنا خيار سوى العملية القيصرية، وذلك بعد أخذ إبر لخفض الضغط قليلاً وبعدها تتم العملية، وتمت الولادة القيصرية على ما يرام، وبدأت بعدها رحلة علاج الضغط المرتفع، في اليوم الأول بعد الولادة بدأ الزوار والمحبين في القدوم لزيارتي، وكان ذلك غير مناسب مع مريض الضغط المرتفع، فتدخلت الطبيبة وطلبت من المستشفى منع الزيارة لي ووضع لافتة على الباب بذلك، ماعدا المقربين جدًا لدعمي، وقررت تنويمي 5 أيام حتى تستقر حالتي.
سمحت لي الطبيبة بالخروج بعد ذلك بشرط: النوم الليلي 6 ساعات ونوم نهاري 3 ساعات، وعدم بذل أي مجهود، واتباع حمية مناسبة لمرضى الضغط المرتفع، والانتظام على الدواء، وإبر لسيولة الدم، مع الحرص على الفحص اليومي للضغط وكتابة القراءات، فعملت بتوصيتها وكانت في تلك الأيام تخف السوائل المحتبسة مع كثرة شرب الماء، فتخرج وتطرح بشكل طبيعي، وأيضًا بدأ الضغط بالانخفاض بشكل بطيء وتدريجي للغاية، ولم يصل للمستوى الطبيعي حتى وصلت لنهاية الأسبوع السادس من بعد الولادة، والحمد لله.
اقرأ أيضا: تجربتي مع الحمل خارج الرحم
أعراض تسمم الحمل
قد تُعاني المرأة المصابة بتسمم الحمل من أعراض التسمم ذاته، والمرحلة التي تسبقه، ولذلك يجدر بنا ذكر أعراض المرحلتين كما يأتي، فالمرحلة الأولى هي مرحلة أعراض ما قبل تسمم الحمل:
- انتفاخ في الوجه أو اليدين.
- الصداع.
- اكتساب الوزن بشكل كبير.
- الغثيان والتقيؤ.
- اضطرابات النظر والرؤية.
- صعوبة التبول.
بينما تتمثل أعراض تسمم الحمل في:
- نوبات الصرع.
- فقدان الوعي.
- التهيّج والانفعال.
- الصداع وآلام العضلات.
- الشعور بالألم في الجزء العلوي من البطن.
اقرأ أيضا: هيستروجست Hystrogest لتثبيت الحمل
علاج تسمم الحمل
إن دخلت المرأة طور تسمم الحمل الشديد، فهذا يعني وجوب اللجوء إلى المُساعدة الفوريّة والمُراقبة الكثيفة في المستشفى، حيث يتمّ فيها القيام بالآتي:
المُراقبة: حيث يقوم الطبيب المُختصّ ومُعاونيه بالمُراقبة الفاحصة لحالتك، وذلك عن طريق:
- العمل على تحليل الدم بشكلٍ مُنظّم للغاية.
- الخضوع لاختبارات البول والدم للتحقّق من تأثّر الوظائف الحيويّة لبعض الأعضاء، كالكبد والكليتين.
- القيام بالفحص البدني، بما في ذلك الفحوصات العصبيّة.
- الخضوع إلى التحليل بالموجات فوق الصوتيّة.
- مُراقبة نموّ الجنين بشكلٍ عامّ عن كثب ودقّات قلبه.
العلاج الدوائي: والذي يشمل أهمّ أنواع الأدوية المُستخدمة والمذكورة مُسبقًا؛ للعمل على تقليل من تأثّركِ والجنين بالمُضاعفات المُترتّبة عليه، أهمّها:
- الأدوية الخافضة للضغط.
- الأدوية الواقية من الإصابة بالسكتة الدماغيّة.
- الأدوية المُضادّة للاختلاج، والتي تمنع بدورها الإصابة بالتشنّجات.
- الكورتيكوستيرويد.
اقرأ أيضا: أشياء تسبب تسمم الحمل