تجربتي مع سورة نوح
تُعتبر تجربتي مع سورة نوح من التجارب شديدة الأهمية حيث تعظم فضائل وأسرار هذه السورة المباركة، وقد نزلت سورة نوح بمكة المكرمة بعد سورة النحل، وهي إحدى سور المُفصّل حيث يصل عدد آياتها إلى ثمان وعشرين آية.
تجربتي مع سورة نوح
تقول إحدى السيدات: تجربتي مع سورة نوح كانت بعد أن استمر زواجي أربع سنوات ولم يكن الله قد رزقني بعد بالأطفال، فنصحتني إحدى صديقاتي بقراءة سورة نوح لقضاء الحوائج يوميًا، وأن أدعوه تعالى وأشكو له حزني وأن يرزقني بما أتمنى، وبالفعل داومت على قراءتها ولم يمر وقت طويلًا إلا وقد استجاب الله إلى دعائي ورزقني بالحمل والإنجاب.
ومن القصص التي وردت في الأثر حول بعض آيات سورة نوح: شكا رجل إلى الحسن الجدوبة : فقال له : استغفر الله، وشكا آخر إليه الفقر فقال له : استغفر الله وقال له آخر : ادع الله أن يرزقني ولداً فقال له : استغفر الله، وشكا إليه آخر جفاف بستانه، فقال له : استغفر الله، فقال له الربيع بن صبيح أتاك رجال يشكون أنواعاً فأمرتهم كلهم بالاستغفار ! فقال : ما قلت من عندي شيئاً ! إن الله عز وجل يقول في سورة نوح : ” قُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا “.
ورد عن أبي بن كعب رضي الله عنه: “من قرأ سورة نوح كان من المؤمنين الذين تدركهم دعوة نوح“. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 303 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
وقال أبي عبد اللّه عليه السّلام: :”من كان يؤمن باللّه ويقرأ كتابه، لا يدع قراءة : “إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ” فأيّ عبد قرأها محتسبًا صابرًا في فريضة أو نافلة أسكنه اللّه تعالى في مساكن الأبرار، وأعطاه ثلاث جنان مع جنّته كرامة من اللّه، وزوّجه مائتي حوراء، وأربعة آلاف ثيّب”.
عن الإمام الصادق أنه قال: “من أدمن قراءة سورة نوح ليلا أو نهارا لم يمت حتّى يرى مقعده في الجنّة ، وإذا قرئت في وقت طلب حاجة قضيت بإذن اللّه تعالى”.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة القلم
أسرار سورة نوح
تحكي السورة الواقع المؤلم الذي يوقع الإنسان نفسه فيه بسبب ظلمه وجهله، وتعاسته بتحويل السعادة إلى شقاء، والفوز إلى خسران والنعيم إلى عذاب. وكيف انتهت حياته ومصيره بشكل مأساوي ومحزن.
فتبين أن مقصد وجود الإنسان في هذه الحياة وهو عبادة الله وتقواه وطاعة رسوله، وتشرح الحكمة من وجوده كاملة: فقد سخرت له السماوات والأرض وجرى تحقيق السعادة والاستقرار والأمان له على الأرض ليتفرغ لما خلق لأجله وهو عبادة الله والعمل للآخرة، وفي الآخرة يكون جزاءه الجنة، أما إن عبد غير الله فيكون مصيره العذاب والهلاك في الدنيا والنار في الآخرة.
وقد جاءت السورة على شكل قصة سهلة الفهم، وهذا من أعظم البيان، ويشير إلى أهميّة مقصدها وموضوعاتها، لأنها بذلك تقصد أن يفهمه المتعلم وغير المتعلم، والصغير والكبير، بل لا يعجز عن فهم مقصود هذه السورة أي إنسان عاقل، وذلك رحمة من الله بعباده. ذلك لكي يعلموا لماذا وجدوا ويتعرفوا على سنن الله في الوجود والحياة. وسيظهر لنا بوضوح من سياق السورة كيف أنها لم تدع حيلة أو وسيلة يدعوهم فيها إلى الإيمان والعبادة الا واستخدمتها في سبيل أن يؤمنوا ويتبعوا طريق السعادة.
تبين السورة سنة الله تعالى في الأمم التي اعرضت عن دعوة الله، وبيان لعاقبة المرسلين، وعاقبة المجرمين في شتى العصور والأزمان. وباعتبار موضوعاتها يمكن تقسيمها إلى ثلاثة مجموعات من الآيات كما يلي:
- إرسال الله تعالى لنوح عليه السلام، وتكليفه بإنذار الناس بأنهم خلقوا لعبادة الله وحده، والنتيجة أن أكثر الناس فرّوا من النذير، وأعرضوا عن عبادة الإله الحق وعبدوا ما لا يضرهم ولا ينفعهم من الآلهة التي صنعوها بأيديهم.
- جهاد نوح عليه السلام، وصبره، وتضحيته في سبيل إيصال رسالة ربه، وأن الله أراد للناس الهداية والسلامة والنجاة من العذاب الأليم، ولكن الناس أعرضوا ولم يسمعوا كلام الله.
- تذكيرهم بإنعام الله عليهم وأفضاله، وآياته في خلقهم وخلق السماوات والأرض والنبات والسهول والفجاج، والأدلّة الكثيرة المبينة الدالّة على أنه لا إله إلا الله، مع ذلك عبدوا الأصنام بدل عبادة الله، ومكروا بالمؤمنين، فقد أرادوا العاجلة وغفلوا عن الآخرة فوقعوا في العذاب.
اقرأ أيضا: تفسير سورة نوح للأطفال