تجربتي مع سورة المعارج
يبحث الكثيرون عن تجربتي مع سورة المعارج حيث تُعد سورة ذات خواص وأسرار عظيمة، وقد نزلت سورة المعارج بعد سورة الحاقة بمكة المكرمة، ويبلغ عدد آياتها أربعًا وأربعين آية؛ لذلك تُعتبر واحدة من سور المُفصّل.
تجربتي مع سورة المعارج
تقول سيدة: كانت تجربتي مع سورة المعارج من التجارب الفارقة في حياتها حيث تُعتبر السورة إحدى الأسباب التي تجعلها الله لتسهيل زواجي بعد أن كان الجميع يتنمر عليّ بسبب تأخري في الزواج، ولكنني كنت صامدة أخفي دموعي وضعفي عن الجميع، وما زادني كلامهم إلا قوة أُظهرها أمامهم، ولكن من خلفهم كنت أهرع لكتاب الله والصلاة، فهما الملاذ الباقي لي.
تُتابع صاحبة التجربة قصتها وتقول أنها كانت تجد راحة كبيرة في سورة المعارج حيث يقول الله تعالى “فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلا * إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا”، فكانت تكثر من قراءتها والصلاة بها، لما وجدته فيها من راحة شعرت بها بكامل حواسها، وبالفعل طيب الله بخاطرها بعد مدة ليست بطويلة، فآتاها من حيث لا تحتسب، ورزقها بزوج صالح، وأهل طيبين كأهلها، عوملت الفتاة من قبل الجميع أحسن معاملة، وبعد عام من زوجها، كتب الله لها الذرية، وذلك بفضل ثقتها في الله وقرائتها لسورة المعارج المباركة.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة المؤمنون
أسرار سورة المعارج
تعظم أسرار سورة المعارج وخواصها، فقد جاء في فضله عن عبد الله بن مسعود: لَقدْ عَلِمْتُ النَّظائرَ الَّتي كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يُصلِّي بهِنَّ: {الذَّارِيَاتِ}، {وَالطُّورِ}، {النَّجْمِ}، {اقْتَربَتْ}، {الرَّحمَنُ}، {الْوَاقِعَةُ}، {الْحَاقَّةُ}، {سَأَلَ سَائِلٌ}، {المُزَّمِّلُ}، {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}، {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}، {الْمُرْسَلَاتِ}، {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}، {النَّازِعَاتِ}، {عَبَسَ}، {وَيْلٌ لِلْمُطفِّفِينَ}، {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}. (( الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : ابن رجب | المصدر : فتح الباري لابن رجب، الصفحة أو الرقم: 4/473 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن ))
عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ ذي الدَّرجاتِ. سَأَلَ سَائِلٌ قال: هو النَّضرُ بنُ الحارِثِ بنِ كَلَدةَ قال: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاء. (( الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين، الصفحة أو الرقم: 3/329 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين ))
عن السيدة عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خُذوا مِن العملِ ما تُطيقونَ فإنَّ اللهَ لا يمَلُّ حتَّى تمَلُّوا) قالت: وكان أحبُّ الأعمالِ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما دام عليه وإنْ قلَّ وكان إذا صلَّى صلاةً دام عليها قال: يقولُ أبو سلَمةَ: قال اللهُ عزَّ وجلَّ: {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ}). (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 353 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
وقال الصادق عليه السّلام : “من قرأ سورة المعارج ليلا أمن من الجنابة والاحتلام ، وأمن في تمام ليله إلى أن يصبح بإذن اللّه تعالى”.
ومن الأسرار التي نكشفها عن سورة المعارج لتسهيل فهمها وحفظها أنها احتوت على أربعة موضوعات رئيسية، كما يلي:
- الموضوع الأول: يثني ربنا على نفسه سبحانه ويصف أمره وفعله: بأنه ذو المعارج أي المراتب في النعم، والدرجات والعلو في السماوات، تصعد إليه الملائكة والروح في يوم مقداره خمسون ألف سنة. الملائكة تعرج بأمره وبأعمال العباد، والروح بالوحي وأرواح المخلوقات، وبكل ما فيه صلاح الإنسان على هذه الأرض. فالإنسان خلق شديد الحرص وقد يضرّ نفسه بجهله فأنزل عليه الوحي والهدى لكي يستقيم وينصلح أمره.
- الموضوع الثاني: إعراض الكافرين المستهزئين بالرسول وبوحي ربهم، الذين يستبعدون العذاب ويرونه غير واقع، الطامعين في دخول جنات النعيم، لكن مصيرهم في العذاب الواقع المحتوم.
- الموضوع الثالث: البعث والحساب والعذاب للكافرين: في ذلك اليوم الذي تتفطر فيه السموات، وتتطاير فيه الجبال، ويتمنى الكافر لو يفدي نفسه من العذاب بأبنائه، وزوجه، وأخيه، وعشيرته التي تؤويه، ومَن في الأرض جميعاً، ثم ينجو من العذاب، لكنها جهنم تتلظى نارها وتلتهب تدعوا المدبرين عن الحق والذين يكنزون المال. ويوم يخرجون من القبور مسرعين، تغشاهم ذلة ومهانة، ذلك هو اليوم الذي وعدوا به في الدنيا، وكانوا به يهزؤون ويُكَذِّبون.
- الموضوع الرابع: صفات المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون ويحافظون، ويؤدون زكاة أموالهم، ويصدقون بالحساب والعذاب، ويحفظون فروجهم، ويراعون عهدهم وأماناتهم، ويقومون بشهاداتهم، أولئك أكرمهم الله بالجنة. خلقهم الله ليعبدوه وليكرمهم في الجنة، ويسعدهم بالشيء الذي يناسب ويتوافق مع فطرتهم، فأخذوا بأسباب النجاة والسعادة، ففازوا بالنعيم في الآخرة.
اقرأ أيضا: أسباب نزول سورة المعارج