تجربتي مع سورة الحديد
تجربتي مع سورة الحديد من التجارب التي يبحث عنها الكثيرون حيث تُعد سورة ذات فضائل وخواص عديدة، وقد نزلت سورة الحديد في المدينة المنورة بعد سورة الزلزلة، وتشتمل السورة على تسع وعشرين آية؛ لذلك تُعد واحدة من سور المُفصّل.
تجربتي مع سورة الحديد
تقول إحدى الفتيات: تجربتي مع سورة الحديد من التجارب العظيمة حيث تُعتبر هذه السورة رفيقتي منذ أيام الدراسة، فقد سمعتها لأول مرة بصوت الشيخ مشاري بن راشد العفاسي، ومن ثم أصبح سماعها وقراءتها عادة لي قبل النوم كل يوم، وكنت كلما قرأت هذه السورة وتمعنت في آياتها، بكيت بكاءًا شديدًا من فرط ما تحتوي عليه من آيات مؤثرة وقوية، وفي إحدى الفترات انقطعت عن تلاوتها وسمعتها بعد الاعتياد عليها، فإذ بي أحلم أنني أمسك بهاتفي الشخصي، وأدور على السورة داخل تطبيق المصحف الشريف، ولكنني لا أجدها، وكذلك بحثت عنها على اليوتيوب، ولم أجدها، فبحثت عنها في المصحف الورقي الذي يوجد في منزلنا، ولم أجد سورة الحديد، أصابني هلع شديد عند الاستيقاظ، وقلت أن المقصود بهذه الرؤية أنني مقصرة في تلاوة وسماع هذه السورة المباركة، وبالفعل عاودت قراءة السورة المباركة.
من خلال تجربتي مع سورة الحديد علمت أن جميع مصائب الدنيا التي تُصيبنا مكتوبة ومُقدرة عند الله تعالى قبل أن نوجد، وذلك في قوله تعالى “مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ”، وكانت هذه الآية بمثابة رسالة طمأنينة لي كلما يمسني الضر، وكذلك تحتوي السورة على بشارة للمؤمنين في ختامها: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (28)”، فأرجو الله أن تكون سورة الحديد شفيعة لي يوم القيامة.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الواقعة
أسرار سورة الحديد
تتعدد أسرار سورة الحديد، فقد جاء في فضائلها العديد من الأحاديث ومن ذلك ما جاء عن الصحابي الجليل العرباض بن سارية: كان النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم يقرَأُ المسبِّحاتِ قبْلَ أن يرقُدَ، وقال: إنَّ فيهنَّ آيةً أفضَلَ مِن ألفِ آيةٍ. (( الراوي : العرباض بن سارية | المحدث : أبو داود | المصدر : سنن أبي داود، الصفحة أو الرقم: 5057 | خلاصة حكم المحدث : سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح] ))
إنَّ رجلًا أتى رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقال يا رسولَ اللَّهِ أقرِئني قال أقرَأْ من ذواتِ {الر} قال يا رسولَ اللَّهِ ثقُلَ لساني وغلظ جسمي قال أقرأ من الحواميمِ فقال مِثلَ قولِه الأوَّل قال أقرئكَ من المسبِّحاتِ فقال مثلَ قولِه الأوَّلِ قال عليكَ بالسُّورةِ الجامعةِ الفاذَّةِ { إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ٍ} قال فقال الأعرابيُّ حسْبي. (( الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : نتائج الأفكار، الصفحة أو الرقم: 3/271 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
ومما يدل على اختصاص بعض آيات سورة الحديد بالفضل ما جاء عن سعدٍ في قولِ اللهِ – عزَّ وجلَّ – نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ الآيةُ ، قال : أنزلَ اللهُ – تعالى – على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فتَلاهُ عليهم زمانًا ، فَقَالوا : يا رسولَ اللهِ ، لَوْ قَصَصْتَ عَلَيْنا ، فأنزلَ اللهُ – تعالى – الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ إلى قولِهِ : نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ الآيةُ ، فَتَلاها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ زمانًا ، فَقَالوا : يا رسولَ اللهِ ، لَوْ حَدَّثْتَنا ، فأنزلَ اللهُ – عزَّ وجلَّ – اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كتابًا مُتَشَابِهًا الآيةُ ، كلُّ ذلكَ يُؤْمَرُونَ بِالقرآنِ . قال خَلادٌ : وزادَ فيهِ آخرُ قال : قالوا : يا رسولَ اللهِ ، وْ ذَكَّرْتَنا ، فأنزلَ اللهُ – عزَّ وجلَّ – من سورة الحديد أَلمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أنْ تَخْشَعَ قُلوبُهُمْ لذكرِ اللهِ. (( الراوي : مصعب بن سعد | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : المطالب العالية، الصفحة أو الرقم: 4/126 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))
جاء عن أبي عبد الله: من قرأ سورة ( الحديد والمجادلة ) في صلاة فريضة أدمنها ، لم يُعذّبْه الله حتّى يموت أبداً ، ولا يرى في نفسه ولا أهله سُوءاً أبداً ، ولا خصاصة في بدنه. (( الوسائل ٦ : ١٤٧ / ٧٥٨٠ ))
يتمثل مقصد سورة الحديد في أَمَرَ الله الإنسان بالإيمان لتصلح به حياته، وبالإنفاق لتصلح به حياة الجماعة، والقتال في سبيله للحفاظ على الدين والإيمان. جعل الإنسان مخيّراً بين أن يطيع فيفوز أو يعصي فيخسر، أرسل له بذلك الرسول والكتاب بالآيات البينات وأقام عليه الحجة والدليل والمعجزة. ويُعْلمُنا سبحانه أن كل المخلوقات تسبّحه وتنزهه عما ليس فيه من النقص، والإنسان ليس استثناء.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الرحمن