الدفن هو جزء من تكريم الله عز وجل للإنسان، فالإنسان ليس كباقي المخلوقات، ولهذا سنَّ الله عز وجل على البشر دفن ميِّتهم، ومع أنَّ الكائنات الاخرى تلجأ أيضًا إلى الدفن لتواري الأفراد التي ماتت من القطيع، لكن يبقى الإنسان هو الكائن الأكثر التزامًا بهذا الطقس، ويعتبر جزء لا يتجزأ من أول الأشياء التي تعلمها الإنسان على الارض، عندما أرسل الله الغربان ليتعلم منها الأخ كيف يدفن أخيه.
ومن أكثر الأسئلة التي تتوارد في برامج الألغاز من هو النبي الذي مات ولم يدفن ، ولأن هذا قد يبدو غريبًا، وقلة من يعرف الجواب في الغالب، ومن خلال هذا المقال سنقدم الإجابة.
من هو النبي الذي مات ولم يدفن
النبي دانيال هو النبي الذي مات ولم يدفن، ودانيال نبي من أنبياء بني اسرائيل، حيث وقع في الأسر، وتم نقله من القدس إلى العراق، والتي تم تدميرها وقتل أهلها في فترة الغزو الفارسي في زمن نبوخذ نصَّر.
وتقول بعض الروايات أن المسلمين في عهد عمر بن الخطاب، وجدوا جثة أجمعوا على أنها لنبي الله دانيال، وعندها أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بدفنها، وعدم اخبار المسلمين بمكان القبر، لكي لا يتخذ المسلمين منه مزارًا أو معبدًا أو يستخدموه في أي وجه من الأوجه التي قد تدخلهم في دائرة الشرك.
من هو النبي دانيال
دانيال عليه السلام نبي من أنبياء بني إسرائيل ممن لا يُعلم وقته على اليقين، إلا أنه كان في الزمن الذي بعد النبي داود عليه السلام، وقبل زكريا و يحيى عليهما السلام، وقد كان في الوقت الذي قدم فيه نبوخذ نصر إلى بيت المقدس، وخربها وقتل أهلها كما ذكرنا في البداية، وخلال هذه الفترة قُتل الكثير من بني إسرائيل، وأُسر الكثير أيضًا.
نبوخذ نصر قال بحرق التوراة في تلك الفترة، وسبى وأحرق، وقيل: إنه أسر دانيال الأصغر، وقيل: بل وجدوه ميتاً عندما دخل نبوخذ نصر إلى القدس، المقدس، ولهذا تقول الروايات أنه يوجد دانيال الأصغر ودانيال الأكبر ممن تعاقبوا على نبي اسرائيل.
أورد ابن أبي الدنيا بإسناده إلى عبد الله بن أبي الهذيل أن نبوخذ نصر سلَّط أسدين على دانيال بعد أن ألقاه في جُب، فلم يفعلا به شيئاً، فمكث مدة طويلة، وعاش حياة طبيعية، وكان يأكل الطعام، ويشرب الشراب، فأوحى الله إلى أرمياء وهو من أنبياء بني إسرائيل وهو بالشام أن أعد طعاماً وشراباً لـ دانيال، فقال: يا رب أنا بالأرض المقدسة، و دانيال بأرض بابل من أرض العراق، فأوحى الله إليه أن أعد ما أمرناك به فإنا سنرسل من يحملك ويحمل ما أعددت، ففعل وأرسل إليه من حمله وحمل ما أعده حتى وقف على رأس الجب، فقال دانيال من هذا؟ قال أنا أرمياء فقال: ما جاء بك؟ فقال: أرسلني إليك ربك، قال: وقد ذكرني ربي؟ قال: نعم. فقال دانيال : الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، والحمد لله الذي يجيب من دعاه، والحمد لله الذي من وثق به لم يكله إلى غيره، والحمد لله الذي يجزي بالإحسان إحساناً. والحمد لله الذي يجزي بالصبر نجاة، والحمد لله الذي هو يكشف ضرنا وكربنا.
التسمية باسم دانيال
اللفظ الغربي لإسم دانيال، وانتشاره واستخدامه بشكل كبير في الأوساط اليهودية والإسرائيلية يثير الكثير الجدل بين المسلمين في جواز تسمية المولود المسلم بهذا الإسم أم لا.
في الحقيقية الأصل في الأسماء هو الإباحة، ما لم تكن دالة على شيء خادش للحياء العام، أو اسم يدل على الشرك بالله عز وجل، أو الكفر بأنبيائه وملائكته أو أيٍ من أركان الإيمان، أو في حال كان الإسم بمعناه مهين لحالمه، عدا ذلك فالأسماء جميعها مباحة، وتسمية الذكر باسم دانيال مباح، خاصة في حال أرفق ذلك بنية التشبه بأحد أنبياء الله .