تجربتي مع سورة الفلق

تجربتي مع سورة الفلق من أعظم التجارب وأكثرها فائدة؛ وتُعد سورة الفلق من سور المُفصّل، وترتيبها العشرون بين سور القرآن الكريم، وكان نزولها بعد سورة الفيل.

تجربتي مع سورة الفلق

تقول إحدى الفتيات: تجربتي مع سورة الفلق من التجارب التي أود أحكيها للجميع، في البداية أنا فتاة عمري 24 سنة، لست إنسانة ملتزمة تماما ولي اخطائي الكثيرة ولكن لست أيضا ضالة، بدأت مشاكلي عندما كان عمري 15 سنة حيث رأيت قططا سوداء في منامي تريد أن تعضني بقوة، وكنت أقرأ عليها سورة الفلق وأنا أمسك بفكها فيخرج من فمها شيء ما، استمر الأمر لعدة أيام متواصلة والأمر يتكرر، وكنت كلما استيقظ أقرأ سورة الفلق مرات عديدة، وفجأة توقفت تلك القطط السوداء عن الظهور في المنام، وكان ذلك ببركة سورة الفلق، ولكني بعد فترة أصبت بوسواس شديد كنت أقرأ مرة في القرآن، وفجأة جاءتني فكرة فيها إهانة للذات الإلهية وأصبحت تتكرر باستمرار في رأسي، فدخلت في معاناة وبكيت واستغفرت ودعوت الله أن يخلصني من هذا الأمر، وبعد فترة انتهت تلك الأفكار السيئة عن ملاحقتي، ولكن في إحدى المرات، رأيت في المنام جني يحاول أن يجعلني أكفر بالله تعالى، وأنا أبكي بشدة، وقرأت سورة الفلق عليه ليختفي بعدها، منذ ذلك الوقت، وأنا ملازمة قراءة سورة الفلق حتى لا تراودني تلك الأفكار والأحلام الخبيثة مرة أخرى.

تحكي إحدت السيدات عن تجربتها مع سورة الفلق وقراءتها مع سورة الناس، وتقول: كانت ابنتي تأكل ذات يوم عند إحدى أقربائنا، وكانت جائعة جدًا، فقالت لي لقد أكلت ابنتك كل ما في الطبق هل أضف لها مزيد، إن ابنتك تحب هذا الطعام جدًا، ثم امتنعت ابنتي عن تناول أي طعام بعدها لمدة ثلاثة شهور، وكانت تعيش على العصائر والألبان والسوائل، من ثم ضعفت ابنتي كثيرًا، وذهبت بها عند الأطباء ووصفوا لها عددًا من الأدوية، وداومت على قراءة سورتي الفلق والناس والدعاء لها حتى عادت لها شهيتها والحمد لله.

قال أحد المشايخ عن تجربتها مع قراءة سورة الفلق وتدبرها أن وجه تأخرها عن شقيقتها عموم الأولى وخصوص الثانية، ألا ترى عموم قوله {من شر ما خلق} وإبهام {ما} وتنكير {غاسق} و {حاسد} والعهد فيها استعيذ من شره في سورة الناس وتعريفه ونعته، فبدأ بالعموم ثم أتبع بالخصوص ليكون أبلغ في تحصيل ما قصدت الاستعاذة منه، وأوفى بالمقصود، ونظير هذا في تقديم المعنى الأعم ثم إتباعه بالأخص بتناول الدقائق والجلائل قوله سبحانه وتعالى {بسم الله الرحمن الرحيم} في معنى الرحمن ومعنى الرحيم واحد لا في عموم الصفة الأولى وكونها للمبالغة، وقد تعرض لبيان ذلك المفسرون ولذلك نظائر.

اقرأ أيضا: تجربتي مع الشفاء بالقران

أسرار سورة الفلق

سبب تسمية سورة الفلق

تعظم أسرار سورة الفلق حيث وردت العديد من الأدلة على فضلها، فقد علّمها النبي -عليه الصلاة والسلام- لبعض الصحابة -رضي الله عنهم- حين سألوه عن ماذا يقولون ليكفوا؛ فأجابهم: “قُل هوَ اللَّهُ أحدٌ والمعوِّذتَينِ ، حينَ تُمْسي وحينَ تصبحُ ثلاثَ مرَّاتٍ تَكْفيكَ من كلِّ شيءٍ”. [1]

فإذا كان الخطاب في السورة من الله جل جلاله لنبيِّه عليه الصلاة والسلام، فإن هذا الخطاب ينسحب علينا، ونحن أَمته المكلفين بتطبيق الدين الذي جاء به وبنشره من بعده، كما في الحديث الصحيح الذي سبق ذكره في الضحى: “وإنَّ اللَّهَ أمَرَ المُؤْمِنِينَ بما أمَرَ به المُرْسَلِينَ”. [2]

عن أبي سعيدٍ الخدري -رضي الله عنه- قال: “كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يتعوَّذُ من عينِ الجانِّ ثمَّ أعينِ الإنسِ فلمَّا نزلتِ المعوِّذتانِ أخذَهُما وترَكَ ما سوى ذلِكَ”. [3]

ثبت عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: “كانَ إذا أوَى إلى فِراشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمع كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِما فَقَرَأَ فِيهِما: قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ وقُلْ أعُوذُ برَبِّ الفَلَقِ وقُلْ أعُوذُ برَبِّ النَّاسِ، ثُمَّ يَمْسَحُ بهِما ما اسْتَطاعَ مِن جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بهِما علَى رَأْسِهِ ووَجْهِهِ وما أقْبَلَ مِن جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذلكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ”. [4]

مقصد السورة نجده في الآيتين الأوليين: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2)} تأمرنا بالالتجاء والاعتصام بخالق كل شيء رب الفلق من كلّ شرّ يأتي من مخلوقاته، والآيات الثلاثة الباقية فيها تخصيص ووصف لأكثر ثلاثة مخلوقات يتولّد عنها الشر: وهي والليل إذا أظلم، والسواحر النفاثات في العقد، والحاسد الذي يتمنى زوال النعمة وإن لم يصر له مثلها. وهذه التي خصصتها في الثلاثة آيات الأخيرة، كل الناس تخاف منها، إلا ما رحم ربّي.

اقرأ أيضا: فوائد من سورة الفلق

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

المراجع
  1. الراوي : عبدالله بن خبيب | المحدث : النووي | المصدر : الأذكار، الصفحة أو الرقم: 107 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح []
  2. الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1015 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] []
  3. الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه، الصفحة أو الرقم: 2846 | خلاصة حكم المحدث : صحيح []
  4. الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 5017 | خلاصة حكم المحدث : صحيح []

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *