تجربتي مع سورة النصر
تجربتي مع سورة النصر من التجارب المُحفزّة للنفس البشرية على السعي والعبادة وتحقيق النجاح في الحياة، وتُعتبر سورة النصر هي السورة الأخيرة من حيث ترتيب النزول؛ ولذلك تُسمى بسورة التوديع لما فيها من الإيماء إلى وفاته صلّى الله عليه وسلّم.
تجربتي مع سورة النصر
يقول أحد الإخوة: كنت أملك الكثير من الخطط للبدء في تطوير قدراتي بعدما رسبت في العام الدراسي السابق، ومن ضمن هذه الخطط كنت أنوي الذهاب إلى المكتبات السمعية لاقتناء مواد سمعية لتنمية الذات، كما كنت أخطط لحضور بعض الدورات التدريبية في تخصصي، لكن في كل مرة أبدأ في هذه الخطة، دائمًا ما كانت تفتر عزمتي، وأشعر بعدم قدرة على مواصلة السعي، ويعتريني شعور بعدم الرضا واليأس، وكان ذلك بالتزامن مع اقتراب موسم الامتحانات، ولم يكن لدي فكرة عن المناهج الدراسية للمواد التي أدرسها، ولكن ليس مقبولًا أن أرسب هذا العام أيضا، كانت تلك المرحلة فاصلة في حياتي، حيث جعلتني أكثر التزامًا من الناحية الدينية، وكنت أحب قراءة سورة النصر وقرأت عن فعاليتها في تحقيق النجاح، وعزمت على أن أنجح في الامتحانات بتقدير مرتفع، وبالفعل نجحت في نهاية العام بتقدير جيد جدًا، ولا تزال عزيمتي قوية والحمد لله بفضل سورة النصر، حيث أنني عاهدت الله ألا أُسلم نفسي لإحساس الفشل واليأس مرة أخرى.
اقرأ أيضا: تجربتي مع ختم القران يوميا
أسرار سورة النصر
تعظم أسرار سورة النصر حيث ورد في فضائلها العديد من الحديث مثل قول الرسول: يا علي مَنْ قرأها أَنجاه الله من شِدّة يوم القيامة، وله بكلّ آية قرأها ثوابُ المستغفرين بالأَسحار، يا علي مَنْ قرأها كان في الدّنيا في حِرْز الله، وكان آمنًا في الآخرة من العذاب، وإِذا جاءَه مَلك الموت قال الله تعالى له: أَقرئ عبدي مني السلام، وقل له: عليك السلام، وله بكلّ آية قرأها مثلُ ثواب مَن أَحسن إِلى ما ملكت يمينه”. (( الراوي: عبدالله بن عباس | المحدث: أحمد شاكر | المصدر: مسند أحمد، الصفحة أو الرقم: 5/50 | خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح ))
قال رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- لرَجلٍ من أصحابِهِ: هل تزوَّجتَ يا فلانُ قالَ: لا واللَّهِ يا رسولَ اللَّهِ ولا عِندي ما أتزوَّجُ بِهِ قالَ: أليسَ معَكَ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) قالَ: بلَى قالَ: ثلُثُ القرآن، قالَ: أليسَ معَكَ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ والْفَتْحُ قالَ: بلى، قالَ: ربعُ القرآن، قالَ: أليسَ معَكَ (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) قالَ: بلَى، قالَ: ربعُ القرآن قالَ: أليسَ معَكَ (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ) قالَ: بلى، قالَ: ربُعُ القرآن قالَ تزوَّجْ تزوَّجْ”. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 2895 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))
عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: “ما صَلَّى النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- صَلَاةً بَعْدَ أنْ نَزَلَتْ عليه: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ والفَتْحُ} إلَّا يقولُ فِيهَا: سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي”. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4967 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
عن جبير بن مطعم: قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أتُحِبُّ يا جُبَيرُ إذا خرَجْتَ في سفرٍ أن تكونَ مِن أمثَلِ أصحابِك هيئةً وأكثرِهم زادًا فقلتُ نَعَمْ بأبي أنت وأمِّي قال فاقرَأْ هذه السُّورَ الخَمْسَ { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } و { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ } و { قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ } و { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ } و { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ } وافتَتِحْ كلَّ سورةٍ ببسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ واختِمْ قِراءتَك ببسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم قال جُبَيرٌ وكنتُ غنيًّا كثيرَ المالِ فكنتُ أخرُجُ في سفرٍ فأكونُ أبَذَّهم هيئةً وأقَلَّهم زادًا فما زِلْتُ منذُ علَّمَنيهنَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقرَأْتُ بهنَّ أكونُ مِن أحسَنِهم هيئةً وأكثرِهم زادًا حتَّى أرجِعَ مِن سَفَري. (( الراوي : جبير بن مطعم | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 10/136 | خلاصة حكم المحدث : فيه من لم أعرفهم ))
يتمثل مقصد سورة النصر في البشرى للرسول عليه الصلاة والسلام بالنصر، تحقيقاً لوعده سبحانه وتعالى، فهو يمهل ولا يهمل، وقد وعد الله رسوله صلى الله عليه وسلم به غير مرة من ذلك قوله تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد (85)} (( سورة القصص )) وقوله: {لتدخلن المسجد الحرام إن شاء اللَّه آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحاً قريباً (27)} (( الفتح )) وهذه الآية نزلت عام الحديبية وذلك قبل نزول سورة النصر الله، على جميع الأقوال.
فالوعد والبشرى بالنصر والفتح ودخول الناس في الدين أفواجاَ، وهو “فتح مكة” الذي عزَّ به المسلمون، وانتشر الإِسلام في الجزيرة العربية، وبهذا الفتح المبين دخل الناس في دين الله أفواجاً. حينئذ أمر صلى الله عليه وسلم عليه بالتوجه إلى ربّه بالتسبيح والاستغفار، استعداداً للآخرة، لأن هذه علامة أجله.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الفتح