تجربتي مع سورة الزلزلة
تجربتي مع سورة الزلزلة من أكثر التجارب التي تؤثر على حياة المسلم حيث أنها من السور التي تُصّور أحوال الخلائق عند قيام الساعة، وقد نزلت سورة الزلزلة بعد سورة النساء، وهي السورة التاسعة والتسعون في ترتيب المصحف الشريف.
تجربتي مع سورة الزلزلة
تقول إحدى السيدات: تجربتي مع سورة الزلزلة كانت مذهلة لطرد الشياطين، حيث تحكي صاحبة التجربة بأنها كانت تستمع لأحد الشيوخ فسمعته يقول بأنه حينما تكون أحوال المنزل مضطربة فإن ذلك ربما يؤشر إلى وجود شياطين بالمنزل وأفضل علاج لهذه الحالة هو قراءة سورة الزلزلة وتكرار قرائتها.
تتابع صاحبة التجربة أنها كانت دائمة القراءة لسورة الزلزلة كل ليلة لمدة ثلاثة أعوام وكانت لا تقرأها لطرد شياطين أو خلافه وإنما فقط للتقرب إلى الله لا أكثر، ولكنها كانت تلاحظ أنها تصيب الكثير من الخير والنجاح طوال هذه المدة، حتى أنها كانت تتعجب مما يصير معها، ومن هذه الأمور أن أوراق العمل الخاصة بها كانت الأوراق الوحيدة التي تم قبولها من دون الأوراق التي قدمها الزملاء، وكذلك عندما كانت تدخل إلى إحدى المصالح تُقابل بالكثير من التوقير والاحترام حتى أنها كانت تتعجب من ذلك فهي ليست من ذوي الجاه أو السلطان وإنما هى إنسانة عادية فكيف تقابل بكل هذا الاحترام، ولكن نبهها والدها وهو يخبرها بأن هذا فضل قراءة سورة الزلزلة، التي تحافظ على قراءتها كل يوم بعد الاستيقاظ وحتى موعد ذهابها إلى العمل دون كلل أو ملل إلى جانب أنها كانت نشيطة وتقوم بواجباتها على أكمل وجه.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الواقعة
أسرار سورة الزلزلة
تعظم أسرار سورة الزلزلة وفضائل قرائتها ومما يدل على ذلك ما رُوي أنس بن مالك -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “مَنْ قَرَأَ {إِذَا زُلْزِلَتِ} عُدِلَتْ لَهُ بِنِصْفِ القرآنِ، و مَنْ قَرَأَ قَلْ يَا أَيُّها الْكَافِرُونَ عُدِلَتْ لَهُ بِرُبْعِ القرآنِ، ومَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ عُدِلَتْ لَهُ بِثُلُثِ القرآنِ”. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 2893 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))
عن ابن عباس أنَّ رجُلًا أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : يا رسولَ اللهِ أقرِئْني القُرآنَ قال : (اقرَأْ ثلاثًا مِن ذَواتِ الر) قال الرَّجُلُ : كبِر سِنِّي وثقُل لساني وغلُظ قلبي قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( اقرَأْ ثلاثًا مِن ذواتِ حم ) فقال الرَّجُلُ مِثْلَ ذلكَ ولكِنْ أقرِئْني يا رسولَ اللهِ سورةً جامعةً فأقرَأه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} [الزلزلة: 1] حتَّى بلَغ : {مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7، 8] قال الرَّجُلُ : والَّذي بعَثك بالحقِّ ما أُبالي ألَّا أزيدَ عليها حتَّى ألقى اللهَ ولكِنْ أخبِرْني بما علَيَّ مِن العملِ أعمَلْ ما أطَقْتُ العمَلَ قال: الصَّلواتُ الخَمسُ وصيامُ رمضانَ وحجُّ البيتِ وأدِّ زكاةَ مالِكَ ومُرْ بالمعروفِ وَانْهَ عنِ المُنكَرِ. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 6188 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “ما أنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ فيها إلَّا هذِه الآيَةَ الفاذَّةَ الجامِعَةَ: {فمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، ومَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}”. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث :البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 7356| خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
روى معاذ بن عبد الله الجهني -رضي الله عنه- قال: “إنَّ رجلًا من جُهَينةَ أخبرَهُ أنَّهُ سمعَ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- يقرأُ في الصُّبحِ إذا زُلزِلَتِ الأرضُ في الرَّكعتينِ كلتيْهما، فلا أدري أنسِيَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- أم قرأَ ذلِكَ عمدًا”. (( الراوي : معاذ بن عبدالله الجهني | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود، الصفحة أو الرقم: 816 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))
من الأسرار التي نكشفها لتسهيل تدبر سورة الزلزلة أنها تحتوي على ثلاثة موضوعات مترابطة حول البعث بعد الموت والحساب على الأعمال وهي: التنبيه والتحذير بالزلزال العنيف الذي يكون بين يدي الساعة، حيث تخرج الأرض ما فيها من موتى ودفائن، وتشهد على كل إِنسان بما عمل على ظهرها. ثم انصراف الناس ليروا أعمالهم. حيث أن مثقال الذرّة من أعمال الإنسان سيراها أمامه، في يوم الزلزلة، كما يلي:
- في الآية الثلاث الأولى بيان لحال الأرض إذا رُجَّت رجّاً شديداً، وأخرجت ما في بطنها من موتى للحساب، وتساءل الإنسان فزعاً: ما الذي حدث لها؟
- في الآيتين الرابعة والخامسة بيان ليوم القيامة حيث تخبر الأرض بما عُمل عليها من خير أو شر، وبأن الله سبحانه وتعالى أمرها بأن تخبر بما عُمل عليها.
- في الآيات السادسة والسابعة والثامنة بيان لانقسام الناس في موقف الحساب إلى أصناف متفرقين؛ ليريهم الله ما عملوا من السيئات والحسنات، ويجازيهم عليها. فمن يعمل وزن ذرّة خيراً، ير ثوابه في الآخرة، ومن يعمل وزن ذرّة شراً، ير عقابه في الآخرة.
اقرأ أيضا: فوائد من سورة الزلزلة