تجربتي مع سورة البينة
تجربتي مع سورة البينة من التجارب العظيمة التي يمكن أن يخوضها الإنسان المسلم عند تدبر كتاب الله تعالى، وتُعد سورة البينة هي السورة المائة من حيث ترتيب النزول، وتُسمّى بعدة أسماء أخرى مثل الانفكاك والبرية وأهل الكتاب.
تجربتي مع سورة البينة
تقول إحدى السيدات: تجربتي مع سورة البينة أنني كنت أعاني من مشكلة عدم الإنجاب والتي استمرت لمدة سبع سنوات والتي لم تخلو من الكثير من زيارات الأطباء واتباع الكثير من الكورسات العلاجية التي لم تأتِ بأي نتيجة، إلى أن جاءتني النصيحة بالمداومة على قراءة سورة البينة. وبالفعل بدأت صاحبة التجربة في المداومة على قراءة السورة، وقامت خلال تلك الفترة بإجراء عملية جراحية للمعالجة والتي تمت بنجاح وتُوّج ذلك المجهود بأن حملت المرأة بفضل الله تعالى.
تحكي صاحب تجربة أخرى مع سورة البينة فتقول كنت دائمًا أخطب إلا أن الزواج لا يتم حيث أُصاب بعد الخطبة بالضيق وأضطر إلى فسخ خطبتي، فنُصحت بالحجامة والمداومة على قراءة سورة البينة والدعاء، فنفذت وبالفعل تقدم لي شاب رائع يتسم بجميع المواصفات التي تتمناها أي بنت، فهو على درجة عالية من الخلق والتدين، كما أنه ميسور الحال، فضلًا على حرصه الدائم على إرضائي، ولكن بعد الزواج ظهرت مشكلة أخرى وهى أني كنت دائمة الإجهاض فلا يكتمل لي حمل، فمن جديد عُدت لنفس العلاج الحجامة والمداومة على قراءة سورة البينة والدعاء فحملت والحمد لله، ورزقنا الله بالمولود الذي طالما رجوته من الله تعالى.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الملك
أسرار سورة البينة
تتعدد أسرار سورة البينة التي تدل على فضلها العظيم حيث روى أنس بن مالك رضى الله عنه قراءة الرسول لها على الصحابي اُبي بن كعبٍ -رضي الله عنه- بأمرٍ إلهيٍّ: “قال النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- لأُبَيٍّ: إنَّ اللهَ أمَرَني أن أقرَأَ عليك: “لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا”، قال: وسمَّاني؟ قال: نعمْ؛ فبَكى”. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 13884 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين ))
بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- لأُبي بن كعبٍ عندما قرأ عليه السورة أنّ الدِّين عند الله الإسلام: “إنَّ اللَّهَ أمرَني أن أقرأَ عليكَ فقرأَ عليهِ:”لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ” فقرأَ فيها: إنَّ ذاتَ الدِّينِ عندَ اللَّهِ الحَنيفيَّةُ المُسْلِمَةُ لا اليَهوديَّةُ ولا النَّصرانيَّةُ”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 21203 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن ))
عن أبي الدرداء قال: “لو يعلم الناسُ ما في “لم يكنِْ الذين كفروا من أهلِ الكتاب”، لعطَّلوا الأهلَ والمالَ، فتعلَّموها، فقال رجلٌ من خزاعةَ: وما فيها من الأجرِ يا رسولَ اللهِ؟ قال: لا يقرؤها منافقٌ أبدًا، ولا عبدٌ في قلبِه شكٌّ في اللهِ، واللهِ إنَّ الملائكةَ المقربينَ يقرؤونها منذُ خلق اللهُ السمواتِ والأرضَ وما يفترون من قراءتِها، وما من عبدٍ يقرؤها إلا بعثَ اللهُ إليه ملائكةً يحفظونه في دينِه ودنياه، ويدعون له بالمغفرةِ والرحمةِ”. الراوي : أبو الدرداء | المحدث : القرطبي المفسر | المصدر : تفسير القرطبي، الصفحة أو الرقم: 22/403 | خلاصة حكم المحدث : لا يصح ))
من الأسرار التي نكشفها حول سورة البينة لتسهيل فهمها وتدبرها، أننا نجد مقصد السورة في مطلعها في الآيات (1-3) وكأنه إجابة على السؤالين: لماذا بعث الله الرسول صلى الله عليه وسلّم؟ ولماذا أنزل القرآن الكريم؟ والجواب هو: البينة أو الهدى.
وقد جاء أيضاً تفصيل الإجابة على هذين السؤالين في سورة العلق: بالأمر {اقرأْ} للفكاك من طغيان الإنسان، وفي سورة القدر: بنزول القرآن، والملائكة والروح بأمر الله، أي قدره وقضاءه.
من يتتبّع تاريخ حياة الإنسان على الأرض سيعلم أنها ابتدأت بهدى من الله، يهدي إلى الخير والنعيم والصلاح في الأرض؛ ثم مع مرور الزمان ينشغل الناس بالدنيا والشهوات عن الهدى، ويتراجع الإيمان حتى ينتهوا إلى الكفر والشرك، فيعمهم الشرّ والظلم والفساد في الأرض. ولن يفك الناس من أزمتهم وكربتهم والشدائد التي أوقعوا حالهم فيها بسبب الكفر سوى أن يأتيهم رسول من الله يحمل إليهم كتاب فيه هدى من السماء يعيدهم إلى الخير والإيمان والعمل الصالح والصراط المستقيم.
وقال البقاعي: مقصود سورة البينة الإعلام بأن هذا الكتاب القيم من علو مقداره وجليل آثاره أنه كما أنه لقوم نور وهدى فهو لآخرين وقر وعمى، فيقود إلى الجنة دار الأبرار، ويسوق إلا النار دار الأشقياء الفجار، وعلى ذلك دل كل من أسمائها {الذين كفروا} و {المنفكين} بتأمل الآية في انقسام الناس إلى أهل الشقاوة وأهل السعادة.
اقرأ أيضا: تفسير سورة البينة للأطفال