تجربتي مع سورة الليل
تجربتي مع سورة الليل من التجارب التي تزرع في النفس أن هدي الله وسنته في إنفاق المال للتزكية، وسعي الناس المختلف والمتباعد في ذلك. فمنهم ساع بالعطاء والتقوى مصدق بالوعد، فسعيه ميسر لليسرى، ومنهم ساع بالبخل والإعراض عن الله وبالتكذيب بالحسنى فسعيه ميسر للعسرى.
تجربتي مع سورة الليل
يقول أحد الإخوة: تجربتي مع سورة الليل لقضاء الحاجة هي أنني توكلت على الحي الذي يموت، واختليت بنفسي وأمسكت مصحفي، وبدأت في الصلاة على الحبيب المصطفى بصيغة الصلاة الإبراهيمية سبع مرات، ومن ثم شرعت في تلاوة سورة الليل، وكررت تلاوتها أربعين مرة بصوت لا يسمعه سواي، وبعد ذلك قمت بالتسبيح بتسبيحات ما بعد الصلاة.
يتابع: بعد ذلك دعوت ببعض الأدعية ومنها: (اللهم انى اسألك غنى بلا بلاء ورزقا بلا عناء ودنيا بلا عذاب وتوبة بلا حجاب بفضلك وجودك وكرمك يا أكرم الأكرمين وخير الناصرين برحمتك يا أرحم الراحمين)، كما قلت: (اللهم يا عظيم الجلال ويا بديع الكمال ويا حسن الفعال ويا جميل الخصال ويا دايما بلا زوال ويارازق العباد وعلى كل حال يا رازق يا فتاح يا غنى يا مغنى يا وهاب يا هادى الحمد لله على كل حال الله اكبر الله اكبر الله اكبر وصلى الله على سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبدك ورسولك النبى الأمى وعلى اله وصحبه وسلم) وبعدها قمت لأداء ركعة الوتر، وفي آخر سجدة قلت: (لاحول ولا قوة الا بالله العلى العظيم سبحانك لا اله الا انت يارب كل شئ ووارثه سبحانك انى كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجى المؤمنين) عشر مرات ثم قمت للتشهد، وبعد مواظبي على ذلك الأمر لأيام، وجدت أن حالتي تحسنت كثيرا، وأصبحت حالتي المادية متيسرة جدا بفضل الله تعالى وبركة سورة الليل.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الطارق
أسرار سورة الليل
هناك العديد من الأسرار حول سورة الليل حيث تكثر فضائل هذه السورة الكريمة ومن دلائل ذلك ما ثبت عن أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- معاذ بن جبل -رضي الله عنه- إلى قراءتها في الصلاة حين يؤم الناس تخفيفًا عليهم خاصةً في الظهر والعصر والعشاء؛ “صلَّى معاذُ بنُ جبلٍ الأنصاريُّ بأصحابِهِ صلاةَ العشاءِ فطوَّلَ عليْهم فانصرفَ رجلٌ منَّا فصلَّى فأخبرَ معاذُ عنْهُ فقالَ إنَّهُ منافقٌ فلمَّا بلغَ ذلِكَ الرَّجلَ دخلَ على رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- فأخبرَهُ ما قالَ لَهُ معاذٌ فقالَ النَّبيُّ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ-: أتريدُ أن تَكونَ فتَّانًا يا معاذٌ إذا صلَّيتَ بالنَّاسِ فاقرأ بالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَاقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ”. (( الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 465 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
يتمثل مقصد سورة الليل في مقصد السورة وهو تزكية النفس بإنفاق المال، الذي هو أهم وسيلة جعلها الله للناس لتتيسّر بها حياتهم وتسهل تعاملاتهم. ولبيان كيف يكون ذلك يقرر سبحانه وتعالى أربعة حقائق وسنن دنيوية أوجدها، فمن اتبعها وسار على هديها تيسرت أموره في الدنيا وفاز في الآخرة ومن خالفها تعسرت أموره في الدنيا وخسر في الآخرة.
ومن الأسرار التي نكشفها لتسهيل فهم سورة الليل وحفظها أن آيات هذه السورة تنقسم إلى عدة أقسام على النحو التالي:
- الآيات (1-4) يقسم تعالى بالليل عندما يغطي بظلامه الأرض وما عليها، وبالنهار إذا انكشف عن ظلام الليل بضيائه، وبخلق الزوجين: الذكر والأنثى. بأن سعي الناس مختلف: أي إن عملكم لمختلف بين عامل للدنيا وعامل للآخرة.
- الآيات (5-11) وأن الناس فريقين ما بين معطي وغير معطي: فأمَّا من بذل من ماله واتقى الله في ذلك، وصدَّق بالجزاء، فسنرشده ونوفقه إلى أسباب الخير والصلاح ونيسِّر له أموره. وأما مَن بخل بماله واستغنى عن هدي ربه، وكذَّب بالجزاء، فسنُيَسِّر له أسباب الشقاء، ولا ينفعه ماله الذي بخل به إذا وقع في النار.
- الآيات (12، 13) الله هو الهادي مالك كل شيء، (أرسل الرسل وأقام الحجة): إن علينا بفضلنا وحكمتنا أن نبيِّن طريق الهدى الموصل إلى الله وجنته من طريق الضلال. وإن لنا ملك الحياة الآخرة والحياة الدنيا.
- الآيات (14-21): وعد وتوعد بالحساب والجزاء: فحذَّرتكم أيها الناس، وخوَّفتكم نار جهنم. لا يدخلها إلا الأشقى، الذي كذَّب وأعرض عن الإيمان بالله ورسوله، وطاعتهما. وسيُزحزَح عنها شديد التقوى، الذي يبذل ماله ابتغاء زكاة نفسه ونمائها بالمزيد من الخير. وليس إنفاقه ذاك مكافأة لمن أسدى إليه معروفاً، لكنه يبتغي بذلك وجه ربه الأعلى ورضاه، ولسوف يعطيه الله في الجنة ما يرضى به.
اقرأ أيضا: تفسير سورة الليل للأطفال