تجربتي مع سورة النبأ
تجربتي مع سورة النبأ من التجارب الهامة حيث تدفع المسلم إلى تقوى الله تعالى، والاستعداد ليوم القيامة بالأعمال الصالحة وذلك لأنها تدور حول البعث والحساب والجزاء، وقد نزلت سورة النبأ في مكة المكرمة، ويبلغ عدد آياتها أربعين آية.
تجربتي مع سورة النبأ
تقول إحدى السيدات: تجربتي مع سورة النبأ من التجارب الفارقة حيث أنها من السور ذات القدرة العجيبة على القضاء على العوارض، وقد جربت أن أقرأ هذه السورة، وكررت قرائتها مرات عديدة وأنا في الفراش قبل النوم، وقبل أن أخلد إلى النوم قلت، اللهم أزل عني السحر، ورده إلى صاحبه، وجنبني كل شر.
يحكي أحد الإخوة عن تجربته مع قراءة سورة النبأ وأنها كانت سببًا في زيادة رزقه، حيث كان يُكثر من ترديد قوله تعالى: “إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا * وَكَأْسًا دِهَاقًا * لّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا كِذَّابًا * جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَابًا”.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الملك
أسرار سورة النبأ
تكثر أسرار سورة النبأ حيث أنها من السور التي ورد في فضلها العديد من الأدلة، مثل ما جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: بَيْنا نحنُ قُعودٌ معَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على جبَلٍ مِن جِبالِ تِهامةَ إذْ أقبَل شيخٌ بيَدِه عصًا، فسَلَّم على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فرَدَّ عليه السَّلامَ، ثمَّ قال: نَغْمةُ جِنٍّ وَغَمْغَمَتُهُمْ، مَن أنت ؟ قال: أنا هامَةُ بنُ هَيْمِ بنِ لاقِيسَ بنِ إبليسَ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: فما بينَك وبينَ إبليسَ إلَّا أبَوانِ فكَم أتَى عليك مِن الدُّهورِ ؟ قال: أفنَيتُ الدُّنيا عُمرَها إلَّا قليلًا، يا رسولَ اللهِ ! افعَلْ بي ما فعَل موسى؛ إنَّه علَّمَني مِن التَّوراة. فعلَّمَه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ} ، {وَالْمُرْسَلَاتِ، و {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ } ، و {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ } والمعوِّذتَين و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }. وقال: ارفَعْ إلينا حاجتَك يا هامةُ، ولا تدَعْ زيارَتَنا، قال: فقال عُمرُ: فقُبِضَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ولم يَنْعَه إلَينا، فلَسْنا نَدْري أحَيٌّ أم ميِّتٌ. (( الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة، الصفحة أو الرقم: 5/418 | خلاصة حكم المحدث : روي هذا الحديث من وجه آخر أقوى منه ))
عن عبد الله بن عباس أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقرأ في العيدين بـ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} وبـ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : المباركفوري | المصدر : تحفة الأحوذي، الصفحة أو الرقم: 2/422 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
ومما يدل على اختصاص سورة النبأ بالفضل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “شيَّبتني هودٌ والواقعةُ والمرسلاتُ وعمَّ يتساءلونَ وإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ”. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 955 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط البخاري ))
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحفظُ منافقُ سُوَرَ بَرَاءَةٌ وَ يَس والدُّخَاُن و عَمَّ يَتَسَاءَلُون”. (( الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 7/160 | خلاصة حكم المحدث : فيه نهشل بن سعيد وهو متروك ))
قال عبد الله بن مسعود “لَقدْ عَلِمْتُ النَّظائرَ الَّتي كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يُصلِّي بهِنَّ: {الذَّارِيَاتِ}، {وَالطُّورِ}، {النَّجْمِ}، {اقْتَربَتْ}، {الرَّحمَنُ}، {الْوَاقِعَةُ}، {؟}، {الْحَاقَّةُ}، {سَأَلَ سَائِلٌ}، {المُزَّمِّلُ}، {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}، {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}، {الْمُرْسَلَاتِ}، {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}، {النَّازِعَاتِ}، {عَبَسَ}، {وَيْلٌ لِلْمُطفِّفِينَ}، {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}”. (( الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : ابن رجب | المصدر : فتح الباري لابن رجب، الصفحة أو الرقم: 4/473 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن ))
يتمثل مقصد سورة النبأ في الدلالة على أن يوم القيامة الذي كانوا مجمعين على نفيه، وصاروا بعد بعث النبي صلى الله عليه وسلم في خلاف فيه مع المؤمنين، ثابت ثباتاً لا يحتمل شكاً ولا خلافاً بوجه، لأن خالق الخلق مع أنه حكيم قادر على ما يريد دبرهم أحسن تدبير، بنى لهم مسكناً وأتقنه، وجعلهم على وجه يبقى به نوعهم من أنفسهم بحيث لا يحتاجون إلى أمر خارج يرونه، فكان ذلك أشد لإلفتهم وأعظم لأنس بعضهم ببعض، وجعل سقفهم وفراشهم كافلين لمنافعهم.
جاءت السورة أيضاً للتأكيد على أن الحكيم لا يترك عبيده وهو تام القدرة كامل السلطان يمرحون يبغي بعضهم على بعض ويأكلون خيره ويعبدون غيره بلا حساب، فكيف إذا كان حاكماً فكيف إذا كان أحكم الحاكمين، هذا ما لا يجوز في عقل ولا خطر ببال أصلاً، فالعلم واقع به قطعاً، وكل من اسميها واضح في ذلك بتأمل آيته ومبدأ ذكره وغايته.
اقرأ أيضا: أسباب نزول سورة النبأ