تجربتي مع سورة القمر

تجربتي مع سورة القمر من أكثر التجارب التي تؤثر في نفس المسلم حيث أنها من السور التي استُهلت بأمر الساعة: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1)}، وختمت به: {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)}، ويرجع تاريخ نزولها إلى السنة الخامسة قبل الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة.

تجربتي مع سورة القمر

تجربتي مع سورة القمر

 

تقول إحدى السيدات: تجربتي مع سورة القمر كانت عندما تشاجرت مع خطيبي شجارًا قويًا، وقد أنا السبب في وقوع هذا الشجار، حيث أنني لم أستجب لبعض طلباته، وقمت بالذهاب إلى أماكن مع صديقاتي دون علمه، وعندما علم بالأمر لاحقًا غضب مني بشدة وقرر الابتعاد عني، ولم يعد يرد على مكالمتي الهاتفية، وعندها كنت أبكي ليلًا ونهارًا، وأحاول الاتصال به، ولكنه كان لا يرد عليّ حتى قرأت عن فضل سورة القمر في إرجاع الحبيب، وتوكلت على الله تعالى، وبدأت في قراءة السورة في تلك الليلة حتى أنهيتها كلها ودعوت الله تعالى بأن يرد لي خطيبي، ونمت والدموع تذرف من عيني.

تتابع: مع صباح اليوم التالي، استيقظت على صوت رنة هاتفي، وكان الرقم الذي يرن مخفيًا، فتجاهلت الرد عليه، ورفضت إجابته أكثر من مرة، ولكنه كان مصممًا، فقمت بالرد عليه لأعلم من المتصل، وكانت المفاجأة، حيث أن خطيبي كان هو المتصل بي، والغريب أنه كان يُكلمني بلطف شديد، ويحاول مصالحتي، وبالفعل تصالحنا، ورجعت الأمور بيننا إلى مجراها الطبيعي والحمد لله، ورغم عودتنا، إلا أنني لم أنقطع عن تلاوة كتابة الله بشكل يومي، ودائمًا ما كنت أركز على سورة القمر.

اقرأ أيضا: مقاصد سورة الطارق

أسرار سورة القمر

سورة القمر

من أبرز أسرار وخواص سورة القمر أنها تنطوي على خبر مؤكد بأنّ موعد الساعة قد اقترب، ولهذا كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- يقرأ سورة القمر في الجموع الكبيرة مثل أيام الأعياد والجمع كي يُسمع للناس ما في هذه السورة من آيات نبوّة ودلائل واعتبارات، خصوصًا أنّ أهل مكة طلبوا من الرسول -عليهم الصلاة والسلام- أن يُريهم آية على دلالة نبوّته، فكانت هذه الحادثة، والمَعنيّ بهذه الحادثة في ذلك الوقت هم أهل مكة، أي قبيلة قريش وليس عامة الناس، ففي حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-: أنّ أهل مكةّ سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يريهم آية، فأراهم انشقاق القمر. [1]

عن أبي عبدِ الرَّحمنِ السُّلميِّ قال: نزلنا من المدائنِ على فرسَخٍ ، فلمَّا جاءت الجمعةُ حضرنا فخطَبنا حذيفةُ فقال : إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ : اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ، ألا وإنَّ السَّاعةَ قد اقتربت ، ألا وإنَّ القمرَ قد انشقَّ ، ألا وإنَّ الدُّنيا قد آذنت بفِراقٍ ، ألا وإنَّ اليومَ المضمارُ ، وغدًا السِّباقُ. فقلتُ لأبي : أيستبِقُ النَّاسُ غدًا ؟ قال : يا بنيَّ إنَّك لجاهلٌ ، إنَّما يعني : العملُ اليومَ والجزاءُ غدًا ، فلمَّا جاءت الجمعةُ الأخرَى حضرنا فخطَبنا حذيفةُ فقال : إنَّ اللهَ يقولُ : اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ، ألا وإنَّ الدُّنيا قد آذنت بفِراقٍ ، ألا وإنَّ اليومَ المِضمارُ وغدًا السِّباقُ ، ألا وإنَّ الغايةَ النَّارُ ، والسَّابقَ من سبق إلى الجنَّةِ. [2]

عن عبيدالله بن عبدالله أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سأل أبا واقد الليثي ما كان يقرأ به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الأضحى والفطر؟ فقال: “كان يقرأ فيهما بقاف والقرآن المجيد، واقتربت الساعة وانشق القمر”. [3]

ومن المرويات الشائعة عن أبي بن كعب رضي الله عنه التي تكشف أسرار سورة القمر: “من قرأ سورة ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ ) في كلّ غبّ، بُعث يوم القيامة ووجهه على صورة القمر ليلة البدر ، ومن قرأها كلّ ليلة ، كان أفضل ، وجاء يوم القيامة ووجهه مسفر على وجوه الخلائق”. [4]

يتمثل مقصد سورة القمر في تأكيده سبحانه وتعالى على إصرار الناس على الإعراض والتكذيب، رغم كل ما جاءهم من الأنباء والنذر، وعن أن الساعة قادمة قريباً، وأن كل أمر مستقر، وأن كل شيء خلقه الله بقدر، وأن أمر الله سريع كلمح البصر، وأن كل أعمال الإنسان مسجلة في الكتب يحاسب عليها في الدنيا ويوم القيامة.

قال الإمام البقاعي: مقصود سورة القمر هو بيان آخر النجم في أمر الساعة من تحققها وشدة قربها وتصنيف أهلها – باعتبار ما ذكر في النجم من العجب من القرآن والضحك والبكاء والعمل – إلى طالب علم مهتد به، وإلى متبع نفسه هواها وشهواتها ضال بإهمالها فهو خائب. وذلك لأنه سبحانه وعد بذلك بإخبار نبيه صلى الله عليه وسلم وتحقق صدقه بما أيده به من آياته التي ثبت بها اقتداره على ما يريد من الإيجاد والإعدام، فثبت تفرده بالملك.

اقرأ أيضا: فوائد من سورة القمر

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

المراجع
  1. الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4867 | خلاصة حكم المحدث : صحيح []
  2. الراوي : عبدالله بن حبيب أبو عبدالرحمن السلمي | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 4/202 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح []
  3. الراوي : أبو واقد الليثي | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 2820 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه []
  4. الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 276 | خلاصة حكم المحدث : موضوع []

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *