تجربتي مع سورة النجم

تجربتي مع سورة النجم من التجارب المؤثرة حيث أنها من السورة التي تؤكد على وجوب الاستقامة على طاعة الله ـ عز وجل ـ واتباع نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحذرت من اتباع الهوى والشهوات والركون والإخلاد إلى الحياة الدنيا.

تجربتي مع سورة النجم

تجربتي مع سورة النجم

تقول إحدى الفتيات: جاءت تجربتي مع سورة النجم بسبب أنني كنت أعاني من المس. أنا فتاة أبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عامًا، مثقفة وأحب الكتابة وأهتم منذ فترة طويلة بعلم مقارنة الأديان، بدأت مشكلتي منذ أكثر من خمس سنوات عندما كنت أشعر بالاختناق عند النوم، ولم أكن أعلم سبب هذا الاختناق الذي يُصيبني لدرجة أنني كنت أقوم من النوم أصرخ، ووقتها أوصاني أبي بأن أقرأ القرآن الكريم وأواظب على الصلاة، وبفضل الله كنت من أسرة ملتزمة دينيًا، وقد ساعدني هذا كثيرًا في سرعة التخلص من هذه الأعراض الرهيبة التي كانت تنتابني، ولكن بعدها بفترة، بدأت الأعراض تهاجمني مرة أخرى بشكل أشرس من السابق، حيث كنت أشعر طوال الوقت بأن هناك أحد يجلس بجواري، ويضع يده على صدري، وكأنه يقيدني، ولا أستطيع التحرك، وقد تكررت هذه الحالة أكثر من مرة، وبدأ هذا الأمر واضحًا عليّ؛ لأنني كنت أصرخ حينها، وبالفعل اضطررت لأن أذهب لأحد المشايخ، وبعد أن قام بالرقية الشرعية وأعطاني ماء مقروءًا عليه بعض آيات من الذكر الحكيم، اختفت الأعراض لبعض الوقت، ولكنها عادت مرة أخرى بصورة أقوى من السابق.

تتابع: أدركت وقتها أنني مُصابة بالمس العاشق، ورغم أن الكثير من الناس كانوا يقولون أن هذا المس العاشق لا يُعالج، إلا أنني وقتها أيقنت أنه لا سبيل للخلاص من هذا الجحيم إلا بالتقرب إلى الله تعالى، وبالفعل أصبحت  ملتزمة أكثر من ذي قبل، واعتدت على قيام الليل وقراءة القرآن الكريم، وكنت قد قرأت أن سورة النجم هي العلاج الفعال للتخلص من المس العشاق الطيار، وبالفعل بعد المواظبة على قراءة سورة النجم، بدأت الأعراض تزول شيئًا فشيئًا، ولم أعد أخاف مثل السابق، وعندما أسمع همس في الليل، لم أعد بالصراخ، بل أصبحت أرد عليهم بآيات من سورة النجم، فسرعان ما يختفي ذلك الهمس، وأنعم بالهدوء والسكينة والحمد لله.

اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الرعد

أسرار سورة النجم

سورة النجم

تتعدد أسرار وفضائل سورة النجم حيث رُوي عن الصحابي الجليل أبي بن كعب: “من قرأ سورة النجم أعطاه الله عشر حسنات بعدد من صدّق بمحمّد صلى‌الله‌ عليه‌ وسلم، ومن كتبها في جلد نمر وعلّقها عليه ، قوي قلبه على كلّ سلطان دخل عليه”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 275 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))

عن عبد الله بن مسعود:  إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَرَأَ سُورَةَ النَّجْمِ، فَسَجَدَ بهَا فَما بَقِيَ أحَدٌ مِنَ القَوْمِ إلَّا سَجَدَ، فأخَذَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ كَفًّا مِن حَصًى – أوْ تُرَابٍ – فَرَفَعَهُ إلى وجْهِهِ، وقالَ: يَكْفِينِي هذا، قالَ عبدُ اللَّهِ: فَلقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدُ قُتِلَ كَافِرًا. (( الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 1070 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

كانت ذات كانت يَهودُ تقولُ إذا هلَكَ لَهم صبيٌّ صغيرٌ قالوا: هوَ صدِّيقٌ، فبلغَ ذلِكَ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّم، فقال: كذبت يَهودُ، ما من نسَمةٍ يخلقُها اللَّهُ في بطنِ أمِّهِ إلا أنَّهُ شقيٌّ أو سعيدٌ. فأنزلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ عندَ ذلِكَ هذِهِ الآية من سورة النجم: هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ”. (( الراوي : ثابت بن الحارث الأنصاري | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 6116 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

ومن أعظم الآيات في سورة النجم قول الله تعالى: “وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى” حيث كان مر الرسول الكريم برهطٍ من الناس وهم يضحكون فقال لهم: “واللهِ لو تعلمون ما أعلمُ لبكيتُم كثيرًا ولضحكتُم قليلًا”، فنزل عليه جبريل- عليه السلام- بهذه الآية؛ فعاد إليهم الرسول الكريم ليخبرهم بما أنزل عليه ربه. (( الراوي : عبدالله بن أبي مليكة | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : مسند أحمد، الصفحة أو الرقم: 1/148 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))

جاء عن أبي عبد الله: “من كان يُدمِن قراءة ( والنَّجْم ) في كلّ يوم ، أو في كلّ ليلة ، عاش محموداً بين الناس وكان مغفوراً له ، وكان محبوباً بين الناس”. (( ثواب الأعمال : ١٤٣ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٥٦ / ٧٨٨٧ ))

يتمثل مقصد سورة النجم في قسم الله تعالى وتأكيده على أنه هو الذي أنزل الوحي على رسوله صلى الله عليه وسلم، فلم يضل الرسول ولم يأت بباطل أبداً؛ بل هو نذير، جاءهم بالحق والهدى، وأخبرهم أن جزاء الإنسان مترتب على أعماله، وأن في هلاك الأمم دليل عليه؛ وأن القيامة باتت قريبة ولن يمنع قدومها من دون الله مانع، وهو المالك لكل شيء والآمر والمتصرف.

تبعث سورة النجم برسالة يجب الاعتداد بها ألا وهي: لا يغرنّكم ما يأت به الناس من الظنون والضلالات وعبادة الأوثان، فهذه أمنيات وهوى نفس بسبب تمسكهم بالدنيا، التي هي منتهى علمهم، ولا دخل لها بعلم الله ولا بفعله ولا بهديه.

اقرأ أيضا: فوائد من سورة النجم

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *