تجربتي مع سورة الزمر

تجربتي مع سورة الزمر من التجارب التي تدعو المسلم إلى ادراك أن قضاء الله في خلقه أن يعبدوه مخلصين له الدين، ولا خيار صحيح لهم غير العبادة وقد أمرهم بذلك في كتابه، وهو لا يرضى لهم الكفر، فمن كفر فبإرادته، فالناس في الآخرة مصيرهم إلى زمرتين، زمرة في الجنة وزمرة في النار.

تجربتي مع سورة الزمر

تجربتي مع سورة الزمر

تقول إحدى السيدات: تزوجت من رجل صالح منذ أكثر من أربع سنوات، وكانت علاقتنا رائعة للغاية، حيث كان يجمعنا حبٌ عميق، ولكن بالتأكيد لا يخلو بيت من مشاكل وخلافات، وكانت أزمتي مع زوجي، أنه ليس لديه فلسفة الاعتذار، فمهما ارتكب من خطأ في حقي، لم يكن يأتي ويحاول إرضائي ومصالحتي، بل كان دائمًا ما ينتظرني أن أبادر بمصالحته في معظم الأحوال، وأحيانًا يبادر بالكلام معي بعد الخناق دون أن يعتذر، وكان هذا الأمر يضايقني بشدة، حتى قرأت مرة في مقال ديني عن فضائل السور وأسرارها فضل سورة الزمر في ترقيق قلب الزوج، وجعله حريصًا على إرضاء زوجته.

تتابع: كل ما قمت به هو أنني توضأت وصليت، ومن ثم أمسكت بالمصحف، وبدأت في تلاوة سورة الزمر بنية حل الخلافات والمشاكل بيني وبين زوجي وترقيق قلبه عليّ، وبعدها نمت، واستيقظت مع آذان الفجر للصلاة، وتكرار تلاوة سورة الزمر، وسبحان الله، كانت هذه السورة بمثابة العلاج الناجع لجميع أمراضنا الزوجية، فما إن واظبت على قرائتها، حتى وجدت أن زوجي تحوّل إلى شخص آخر تمامًا، فلم يعد عنيدًا كما كان سابقًا، وأصبح حريصًا دائمًا على إرضائي وتلبية جميع ما أطلبه منه، حتى في المرات التي أكون أنا المخطئة في حقه، يأتي هو ويبادر بالاعتذار، ولا يتركني إلا وأنا راضية؛ لذلك أنصح جميع السيدات التي يعانين من مشاكل مع أزواجهن بتجربة قراءة سورة الزمر بهذه النية.

اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة النحل

أسرار سورة الزمر

مقاصد سورة الزمر

هناك العديد من الأدلة التي تُوضح أسرار سورة الزمر وفضائلها حيث كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لا ينامُ حتَّى يقرأ الزُّمرَ وبني إسرائيلَ وفي روايةِ الحسَنِ بنِ عُمرَ : كانَ يقرأُ كلَّ ليلةٍ تنزيلَ السجدةَ والزُّمَرَ. [1]

وعن أبي بن كعب: من قرأ سورة الزُمَر استخفّها من لسانه، أعطاه الله شرف الدُنيا والآخرة، وأعزّه بلا مال ولا عشيرة حتّى يهابه من يراه، وحرَّم جسده على النّار، وبنى له في الجنّة ألف مدينة، في كلّ مدينة ألف قصر، في كلّ قصر مائة حوراء، وله مع هذا عينان تجريان، وعينان نَضَّاخَتان وجنّتانِ مُدْهامّتان، وحورٌ مقصوراتٌ في الخيام، وذَواتا أفنان، ومن كُلّ فاكهةِ زَوجانِ. [2]

عن سعدٍ في قولِ اللهِ – عزَّ وجلَّ – نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ الآيةُ ، قال : أنزلَ اللهُ – تعالى – على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فتَلاهُ عليهم زمانًا ، فَقَالوا : يا رسولَ اللهِ ، لَوْ قَصَصْتَ عَلَيْنا ، فأنزلَ اللهُ – تعالى – الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ إلى قولِهِ : نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ الآيةُ ، فَتَلاها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ زمانًا ، فَقَالوا : يا رسولَ اللهِ ، لَوْ حَدَّثْتَنا ، فأنزلَ اللهُ – عزَّ وجلَّ – اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كتابًا مُتَشَابِهًا الآيةُ ، كلُّ ذلكَ يُؤْمَرُونَ بِالقرآنِ . قال خَلادٌ : وزادَ فيهِ آخرُ قال : قالوا : يا رسولَ اللهِ ، وْ ذَكَّرْتَنا ، فأنزلَ اللهُ – عزَّ وجلَّ – أَلمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أنْ تَخْشَعَ قُلوبُهُمْ لذكرِ اللهِ. [3]

ومن الفضائل المرتبطة ببعض آيات سورة الزمر: لما نزل قوله تعالى ” فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ” أرسل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مُناديًا فنادى من مات لا يشركُ بالله شيئًا دخل الجنةَ فاستقبل عمرُ الرَّسولَ فردَّهُ فقال يا رسولَ اللهِ خشيتُ أن يتَّكلَ النَّاسُ فلا يعملون فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لو يعلمُ النَّاسُ قدرَ رحمةِ ربِّي لاتَّكلُوا ولو يعلمون قدرَ سخطِ ربي وعقابِه لاستصغَروا أعمالَهم. [4]

جاء حبرٌ من اليهودِ إلى رسولِ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – فقال : إنَّه إذا كان يومُ القيامةِ جعل اللهُ السَّماواتِ على أصبعٍ ، والأرْضين على أصبعٍ ، والجبالَ والشَّجرَ على أصبعٍ ، والماءَ والثَّرَى على أصبعٍ ، والخلائقَ كلَّها على أصبعٍ ، ثمَّ يهزُّهنَّ ثمَّ يقولُ : أنا الملكُ أنا الملكُ ، قال : فلقد رأيتُ رسولَ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – ضحِك حتَّى بدت نواجذُه ، تعجُّبًا له ، وتصديقًا له ، ثمَّ قال رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – من سورة الزمر : “وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ”. [5]

اقرأ أيضا: مقاصد سورة الزمر

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

المراجع
  1.   الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3405 | خلاصة حكم المحدث : صحيح []
  2. الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 234 | خلاصة حكم المحدث : موضوع []
  3. الراوي : مصعب بن سعد | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : المطالب العالية، الصفحة أو الرقم: 4/126 | خلاصة حكم المحدث : حسن []
  4. الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الشوكاني | المصدر : فتح القدير، الصفحة أو الرقم: 4/642 | خلاصة حكم المحدث : أصله في الصحيح []
  5. الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : ابن خزيمة | المصدر : التوحيد، الصفحة أو الرقم: 184/1 | خلاصة حكم المحدث : أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح []

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *