تجربتي مع سورة الأحزاب
تجربتي مع سورة الأحزاب من التجارب الهامة حيث أنها واحدة من سور القرآن المدنية التي نزلت في سياق كان المسلمون يحتاجون فيه للاستقرار، ويبلغ عدد آيات سورة الأحزاب ثلاث وسبعين آية، وقد نزلت بعد سورة آل عمران.
تجربتي مع سورة الأحزاب
تقول إحدى السيدات: تجربتي مع سورة الأحزاب كانت بعد أن تزوجت ثلاث مرات، فقد كان زواجى الأول أمرًا إجباريًا؛ لأنني من أسرة فقيرة ولي خمس أخوات غيري؛ لذلك زوجني والدى من رجل يكبرني بفارق عمري كبير ولم يكن بيننا مودة؛ لذلك سرعان ما تطلقنا، والزوج الثاني تزوجته دون علم أهلي، أحببته قبل الانفصال من الزوج الأول وشعرت بأنه المخلص لي منه ورسم الشيطان لنا طريقًا لم أكن أتوقعه، وبعد زواجى اكتشفت خداعه وأنني لست الوحيدة في حياته كما خدعني؛ لأطلق منه هو الآخر.
تتابع: وسط عتاب الأهل والأقارب، قررت السفر والعمل بعيدًا عنهم، وتزوجت من شقيق صديقتي في العمل، وبعد الزواج استمرت الخلافات بيننا، وتوقفنا على الطلاق، وجائتنى شقيقة زوجى لتهدئة الأمور، خصوصًا وأن حياتنا لم تعد مستقرة على الإطلاق، فقالت لي بأنها سمعت أن قراءة سورة الأحزاب للاستقرار والراحة النفسية من الوصايا التي سمعتها من أحد المشايخ، ونصحتني بقرائتها بنية الاستقرار مع زوجي، وبالفعل بدأت بقراءة السورة وواظبت على تلاوتها، وكنت قد نويت أن ألتزم الهدوء مع زوجي، وبفضل الله استقرت الأمور بيننا، وانتهت معظم الخلافات التي كانت تُكدّر علينا حياتنا بحمد الله تعالى.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة التوبة
خواص سورة الأحزاب
تتعدد الأدلة على خواص سورة الأحزاب واشتمالها على العديد من المضامين المؤثرة في حياة المسلمين ومن ذلك ما جاء عن عمر بن الخطاب: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لمَّا هاجَرَ إلى المدينةِ كان يحِبُّ إسلامَ اليهودِ قُرَيظةَ والنَّضِيرِ وبني قَيْنُقاعٍ، وقد تابَعَه منهم ناسٌ على النِّفاقِ، وكان يُلينُ لهم جانِبَه ويُكرِمُ صغيرَهم وكبيرَهم، وإذا جاء منهم قبيحٌ تجاوَزَ عنهم، فكانت تُسمَعُ منهم، فنزلَتْ من سورة الأحزاب: {وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ}. (( الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 224 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
قالت عائشة رضي الله عنها: كُنْتُ أَغَارُ علَى اللَّاتي وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِرَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَأَقُولُ: وَتَهَبُ المَرْأَةُ نَفْسَهَا، فأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {تُرْجِي مَن تَشَاءُ منهنَّ وَتُؤْوِي إلَيْكَ مَن تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ} قالَتْ: قُلتُ: وَاللَّهِ، ما أَرَى رَبَّكَ إلَّا يُسَارِعُ لكَ في هَوَاكَ. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1464 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
قالت أم سلمة رضي الله عنها: يا رسولَ اللهِ، ما لنا لا نُذكَرُ في القرآنِ كما يُذكَرُ الرِّجالُ؟ قالتْ: فلَمْ يَرُعْني منه يومًا إلَّا ونِداؤُه على المِنبرِ: يا أيُّها النَّاسُ. قالتْ: وأنا أُسرِّحُ رأسي، فلفَفْتُ شَعْري، ثمَّ دَنوْتُ من البابِ، فجَعَلتُ سَمْعي عندَ الجَريدِ، فسَمِعتُهُ يقولُ: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}. (( الراوي : أم سلمة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 26575 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بَنَى نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ببعضِ نسائِه فصنَع طعامًا فأرسَلني فدعَوْتُ رجالًا فأكَلوا ثمَّ قام فخرَج فأتى بيتَ عائشةَ ثمَّ تبِعْتُه فدخَل فوجَد في بيتِها رجُلينِ فلمَّا رآهما رجَع ولم يُكلِّمْهما فقاما وخرَجا ونزَلت آيةُ الحجابِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ}. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 5579 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
عن أنس بن مالك قال: غَابَ عَمِّي أَنَسُ بنُ النَّضْرِ عن قِتَالِ بَدْرٍ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ غِبْتُ عن أَوَّلِ قِتَالٍ قَاتَلْتَ المُشْرِكِينَ، لَئِنِ اللَّهُ أَشْهَدَنِي قِتَالَ المُشْرِكِينَ لَيَرَيَنَّ اللَّهُ ما أَصْنَعُ، فَلَمَّا كانَ يَوْمُ أُحُدٍ، وانْكَشَفَ المُسْلِمُونَ، قالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعْتَذِرُ إلَيْكَ ممَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ – يَعْنِي أَصْحَابَهُ – وأَبْرَأُ إلَيْكَ ممَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ، – يَعْنِي المُشْرِكِينَ – ثُمَّ تَقَدَّمَ، فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ، فَقالَ: يا سَعْدُ بنَ مُعَاذٍ، الجَنَّةَ ورَبِّ النَّضْرِ إنِّي أَجِدُ رِيحَهَا مِن دُونِ أُحُدٍ، قالَ سَعْدٌ: فَما اسْتَطَعْتُ يا رَسولَ اللَّهِ ما صَنَعَ، قالَ أَنَسٌ: فَوَجَدْنَا به بضْعًا وثَمَانِينَ ضَرْبَةً بالسَّيْفِ أَوْ طَعْنَةً برُمْحٍ، أَوْ رَمْيَةً بسَهْمٍ ووَجَدْنَاهُ قدْ قُتِلَ وقدْ مَثَّلَ به المُشْرِكُونَ، فَما عَرَفَهُ أَحَدٌ إلَّا أُخْتُهُ ببَنَانِهِ قالَ أَنَسٌ: كُنَّا نُرَى أَوْ نَظُنُّ أنَّ هذِه الآيَةَ نَزَلَتْ فيه وفي أَشْبَاهِهِ: {مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا ما عَاهَدُوا اللَّهَ عليه}. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 2805 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
يتمثل مقصد سورة الأحزاب في الأمر بتقوى الله واتباع وحيه والتوكل عليه والاكتفاء به وكيلاً، والنهي عن طاعة الكافرين والمنافقين ومخالفة أمره. وأن هذه هي سنة الله التي لا تبدل، والأمانة التي حملها الإنسان، وأرسلت بها الرسل، وبها صلاح أمر الدنيا والآخرة. وأن سبب حملها هي العذاب للكافرين والتوبة على المؤمنين.
يقول الإمام برهان الدين البقاعي: هي تحث على الصدق في الإخلاص في التوجه إلى الخالق من غير مراعاة بوجه ما للخلائق، لأنه عليم بما يصلحهم، حكيم فيما يفعله، فهو يعلي من يشاء وإن كان ضعيفاً، ويردي من يريد وإن كان قوياً، واسمها واضح في ذلك بتأمل القصة التي أشار إليها ودل عليها.
اقرأ أيضا: موضوعات ومضامين سورة الأحزاب