تجربتي مع سورة ص

تجربتي مع سورة ص من التجارب التي تبعث في نفس المسلم حماسةً لقراءة وتدبر هذه السورة المباركة، فهي تخبرنا أن القرآن الكريم نذير يذكر الناس بالحق الذي خلقوا لأجله على الأرض، وقد نزلت هذه السورة في مكة المكرمة، وترتيبها الثامن والثلاثين بين سورة المصحف الشريف.

تجربتي مع سورة ص

تقول إحدى السيدات: تجربتي مع سورة ص أنني كنت قد بلغت الأربعين من عمري، ولم أتزوج حيث كان يأتي إليّ الكثير من الرجال لخطبتي ولكن بمجرد رؤيتي، يذهب المتقدم إلي ولا يعود مرة أخرى، إضافةً إلى بعض الأعراض الجسمانية التي لازمتني لفترة طويلة مثل الكوابيس أثناء النوم، والشعور بالضيق في أوقات معينة من اليوم فضلًا عن الآلام المتفرقة التي تُصيبني في أجزاء من الجسم مع انتشار بعض البقع الحمراء في كافة أنحاء الجسم.

تتابع الفتاة بأنها قامت بزيارة أحد المشايخ طلبًا للمساعدة، فنصحها بالاستحمام بالماء المقروء عليه بعض آيات القرآن والأذكار، وقراءة سورة ص وبعض الأدعية التي تعمل على فك سحر تعطيل الزواج بأمر الله تعالى، وتذكر الفتاة أنه بعد مواظبتها على قراءة القرآن الكريم والالتزام بتلاوة سورة ص وتدبرها، سهّل الله لها أمر الزواج وتزوجت من أحد الرجال بعد بضعة أشهر اتباعها لنصيحة هذا الشيخ، حيث تعطل السحر بفضل الله تعالى وبفضل قراءة سورة ص.

تُعتبر سورة ص من السور التي تعالج الأرق ليلًا وذلك بتجربة العديد من الشباب والفتيات، والدليل على ذلك من السنة النبوية ما ثبت عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله كان يقرأ آية من سورة ص إذا تضوّر من الليل، فيقول: لا إلهَ إلا اللهُ الواحدُ القهارُ {ربُّ السماواتِ والأرضِ وما بينَهُما العزيزُ الغفارُ}. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 4693 | خلاصة حكم المحدث : صحيح )) 

اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة هود

خواص سورة ص

سورة ص

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأدلة التي تؤكد على اختصاص سورة ص بالفضل العظيم ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: رأَيْتُ فيما يرى النَّائمُ كأنِّي تحتَ شجَرةٍ وكأنَّ الشَّجرةَ تقرَأُ “ص” فلمَّا أتَتْ على السَّجدةِ سجَدَتْ فقالت في سُجودِها اللَّهمَّ اكتُبْ لي بها أجرًا وحُطَّ عنِّي بها وِزْرًا وأحدِثْ لي بها شُكرًا وتقبَّلْها منِّي كما تقبَّلْتَ مِن عبدِكَ داودَ سَجْدَتَه فلمَّا أصبَحْتُ غدَوْتُ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخبَرْتُه بذلكَ فقال سجَدْتَ أنتَ يا أبا سعيدٍ فقُلْتُ لا قال أنتَ كُنْتَ أحَقَّ بالسُّجودِ مِن الشَّجرةِ فقرَأ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سورةَص” حتَّى أتى على السَّجدةِ فقال في سجودِه ما قالتِ الشَّجرةُ في سجودِها. (( الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 1442 | خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره ))

وعن أبي بن كعب رضي الله عنه: “مَن قرأَ سورةَ ص كانَ له ‏بوزن كلّ جبلٍ سخّره الله لداود عشرُ حسنات، وعُصِم أَن يُصرّ على ‏ذنب صغير أَو كبير” (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 242 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))

عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- إذ قال: “قرأ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ص وهو على المِنْبَر، فلمّا بلغ السجدةَ نزلَ فسجَدَ وسجدَ الناسُ معهُ، فلما كان يومًا آخر قرأَها، فلما بلغَ السجدةَ تهيّأ الناسُ للسجودِ، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :إنما هِيَ توبةُ نبيّ، ولكنْ رأيتكُم تهيأتُم للسجودِ، فنزلَ فسجد وسجدوا”. (( الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 2378 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

ومن دلائل اختصاص هذه السورة بالفضل أنها نزلت لتثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه فقد ثبت عن عبد الله بن عباس: مرِض أبو طالبٍ فأتَتْه قُريشٌ وأتاه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يعُودُه وعندَ رأسِه مَقعَدُ رجُلٍ فقام أبو جهلٍ فقعَد فيه فشكَوْا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى أبي طالبٍ فقالوا : إنَّ ابنَ أخيك يقَعُ في آلهتِنا قال : ما شأنُ قومِك يشكُونَك يا ابنَ أخي ؟ قال : ( يا عمِّ إنَّما أرَدْتُهم على كلمةٍ واحدةٍ تَدينُ لهم بها العربُ وتُؤدِّي إليهم بها العجَمُ الجِزيةَ ) فقال : وما هي ؟ قال : “لا إلهَ إلَّا اللهُ” فقاموا فقالوا : أجعَل الآلهةَ إلهًا واحدًا ؟ قال : ونزَلَتْ : {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} [ص: 1] إلى قولِه : {إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ}. ((  الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 6686 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))

من سمات سورة ص أنها تستهجن عناد الإنسان وتشككه وتكبّره وامتناعه عن قبول الحق وسماع الذكر وفي تقليد أعمى لما وجدوا عليه آباءهم وعصبية وحمية ستهلكهم كما أهلكت من كان قبلهم. وحسد لغيرهم على شيء لا يستحقونه ولا يملكون أسبابه.

وفي المقابل تدافع عن صدق القرآن وأنه من عند الله العزيز الوهاب خلق السماوات والأرض وما بينهما بالحق، يحكم بالعدل لا يستوي عنده المصلح والمفسد ولا المتقي والفاجر، وأنه إنذار بأن الإنسان مجازى على أعماله في الدنيا، وفي الآخرة.

اقرأ أيضا: مقاصد سورة ص

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *