تجربتي مع سورة الكهف
تجربتي مع سورة الكهف من أعظم التجارب التي تُفيد المسلم عند قراءة هذه السورة المباركة، حيث اشتملت على العديد من القصص التي تتضمن العبر والدروس التي تُعين المسلم على العصمة من الفتن.
تجربتي مع سورة الكهف
يقول أحد الأخوة: تجربتي مع سورة الكهف كانت تجربة ملهمة، حيث انتبهت عند قراءة سورة الكهف إلى خطر العين، ويتبين ذلك من حكاية عن الرجل الصالح في قصة صاحب الجنتين (وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَدًا) (( الكهف: 39 )) فقد حكى الله عن هذا الرجل المؤمن قوله لصاحبه: (وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ) (( الكهف: 39 )) أي أنه يندب ويستحب للمسلم إذا رأى ما يعجبه في ماله أو لده أو مركبه أو في نفسه أو في غيره من إخوانه المؤمنين أن يقول: “ما شاء الله لا قوة إلا بالله”؛ لذلك يُنصح بقراءة هذه السورة لدفع خطر العين مثلما يُندب قراءة المعوذتين.
يحكي أحد الإخوة تجربته مع قراءة سورة الكهف فيقول: عندما قرأت سورة الكهف، وجدت أن هذه السورة عصمة للإنسان من الفتن الأربعة، حيث تُوضح هذه السورة فتنة الدين، وذلك من خلال قصة أهل الكهف، والفتنة الثانية هي فتنة المال وذلك من قصة صاحب الجنتين، والفتنة الثالثة هي فتنة العلم وقد اتضح ذلك من خلال قصة سيدنا موسى والعبد الصالح الخضر، وكانت الفتنة الرابعة هي فتنة السلطة وذلك عبر سرد قصة ذي القرنين، وإذا ربطنا بين هذه الفتن الأربعة وبين المسيح الدجال، سنجد أنه سيأتي بهذه الفتن الأربعة؛ لذلك أوصى النبي صلى الله عليه بقراءة هذه السورة وحفظ بعض آياتها للوقاية والعصمة من فتنة المسيح الدجال.
يقول رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مَنْ حفظَ عشرَ آياتٍ من أولِ سورةِ الكهفِ عُصِمَ مِنَ ” فِتْنَةِ ” الدَّجَّالِ. (( الراوي : أبو الدرداء | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 582 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الأعراف
خواص سورة الكهف
تتعدد خواص سورة الكهف، حيث وردت العديد من الأحاديث التي تُعبر عن فضل هذه السورة المباركة، وذلك من خلال حديث أبي سعيد الخدري: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: مَنْ قرأَ سورةَ الكهفِ كما أُنْزِلَتْ كانَتْ لهُ نُورًا يومَ القيامةِ ، من مَقَامِهِ إلى مكةَ ، و مَنْ قرأَ عشرَ آياتٍ من آخِرِها ثُمَّ خرجَ الدَّجَّالُ لمْ يَضُرَّهُ ، و مَنْ تَوَضَّأَ فقال : سبحانَكَ اللهمَّ و بحمدِكَ أشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا أنتَ ، أستغفرُكَ و أتوبُ إليكَ ، كُتِبَ في رَقٍّ ، ثُمَّ جُعِلَ في طابعٍ ، فلمْ يُكْسَرْ إلى يومِ القيامةِ. (( الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 2651 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين ))
ذكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ، فَخَفَّضَ فيه وَرَفَّعَ، حتَّى ظَنَنَّاهُ في طَائِفَةِ النَّخْلِ، فَلَمَّا رُحْنَا إِلَيْهِ عَرَفَ ذلكَ فِينَا، فَقالَ: ما شَأْنُكُمْ؟ قُلْنَا: يا رَسُولَ اللهِ، ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ غَدَاةً، فَخَفَّضْتَ فيه وَرَفَّعْتَ، حتَّى ظَنَنَّاهُ في طَائِفَةِ النَّخْلِ، فَقالَ: غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي علَيْكُم، إنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ، فأنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ، وإنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ، فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ، وَاللَّهُ خَلِيفَتي علَى كُلِّ مُسْلِمٍ، إنَّه شَابٌّ قَطَطٌ، عَيْنُهُ طَافِئَةٌ، كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بعَبْدِ العُزَّى بنِ قَطَنٍ، فمَن أَدْرَكَهُ مِنكُمْ، فَلْيَقْرَأْ عليه فَوَاتِحَ سُورَةِ الكَهْفِ. (( الراوي : النواس بن سمعان الأنصاري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2937 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
قَرَأَ رَجُلٌ سورةَ الكَهفِ، وله دابَّةٌ مَربوطةٌ، فجَعَلَتِ الدَّابَّةُ تَنفِرُ، فنَظَرَ الرَّجُلُ إلى سَحابةٍ قد غَشيَتْه، أو ضَبابةٍ، ففَزِعَ، فذَهَبَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قُلتُ: سَمَّى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذاك الرَّجُلَ؟ قال: نعمْ، فقال: اقرَأْ فُلانُ؛ فإنَّ السَّكينةَ نَزَلَتْ للقُرآنِ، أو عندَ القُرآنِ. (( الراوي : البراء بن عازب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 18509 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين ))
مَن قرأَ سورةَ الكَهْفِ ليلةَ الجمعةِ ، أضاءَ لَهُ منَ النُّورِ فيما بينَهُ وبينَ البَيتِ العَتيقِ. (( الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : ابن الملقن | المصدر : تحفة المحتاج، الصفحة أو الرقم: 1/522 | خلاصة حكم المحدث : صحيح أو حسن [كما اشترط على نفسه في المقدمة] ))
وفي حديث آخر مَن قرأَ سورةَ الكَهْفِ في يومِ الجمعةِ ، سَطعَ لَهُ نورٌ مِن تحتِ قدمِهِ إلى عَنانِ السَّماءِ ، يضيءُ لَهُ يومَ القيامةِ ، وغُفِرَ لَهُ ما بينَ الجمعتينِ. (( الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 1/354 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد ))
قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن فضل سورة الكهف مع بعض السور الأخرى: “بني إسرائيلَ والكهفِ ومريمَ وطه والأنبياءِ: هُنَّ من العِتَاقِ الأُوَلِ، وهنَّ من تِلادِي”. (( الراوي: عبدالرحمن بن يزيد، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4739، خلاصة حكم المحدث: صحيح ))
يتمثل مقصد سورة الكهف في بيان أن سبب وجود الناس على الأرض هو الابتلاء بالأعمال والتكاليف وأن مصيرهم يوم القيامة متوقف على هذا الابتلاء. وبيان ما أعده الله لهم من الثواب والعقاب جزاءاً على أعمالهم في الدنيا.
يجب على كل مسلم أن يعلم إن الله هو خالق الأسباب ومسببها. كل ما في الكون هو آية من آيات الله تدل على أنه لا شريك له وأن كل ما في الحياة هو من عدله وحكمته، ومقدّر وموزون بموازين دقيقة جعلها بحكمته، لتدوم الحياة كما أراد لها الله أن تكون. بين سبحانه للناس عن طريق الوحي أسباب صلاح الحياة، وجعله تكليف لهم وابتلى إيمان الناس بهذا التكليف. فمن آمن والتزم وعمل صالحاً فاز برضوان من الله وفضل، ومن أعرض وأشرك وكفر خسر هو وأوليائه الذين اتخذهم شركاء لله، في الدنيا والآخرة.
اقرأ أيضا: موضوعات ومضامين سورة الكهف