تجربتي مع سورة الرعد
تجربتي مع سورة الرعد من تجارب السور الهامة؛ لأن فيها بيان أن الذي جاءت به آيات الكتاب هو الحق لكي يؤمن الناس، لكن أكثرهم لا يؤمنون. فآيات الكتاب هي الحق، لاشتمالها على صفات الله، وخلقه، وتدبيره، وتقرير الوحدانية لله، والرسالة، والبعث والجزاء.
تجربتي مع سورة الرعد
تقول إحدى الفتيات: تجربتي مع سورة الرعد من التجارب التي أنقذت حياتي من الخوف والهواجس، ففي بالبداية أعاني القلق والأرق كثيراً وكانت الكوابيس تطاردني أينما أردت النوم، وفي نفس الكوابيس كنت أرى شاب حسن الخلقة، وكان يلاحقني دوماً ويحاول اغتصابي، وكنت كثيراً ما أحس بشخص ما يلمسني ويتحسس جسدي كلما أضع نفسي على الفراش للنوم.
تتابع: عانيت مع هذا الأمر كثيرًا، وحتى إني ابتعدت عن الصلاة، وساءت أحوالي، فلم أجد من مفر إلا أن أُخبر أهلي، وبعدما أعلمتهم بالأمر ذهبوا بي إلى شيخ معروف وقرأ علي الرقية الشرعية، وكان من أبرز الآيات التي يتلوها وألاحظ التأثير الإيجابي بعدها الآية رقم 28 من سورة الرعد حيث يقول الله تعالى: {الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّـهِ أَلا بِذِكرِ اللَّهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ}، وبعد مرور أسبوع تقريباً من المواظبة على تلاوة هذه الآية وتكرارها، لم أعد أحلم بتلك الكوابيس المزعجة ولم أشعر بشيء ما يرافقني أينما ذهبت، والحمد لله على كل حال.
اقرأ أيضا: تجربتي مع قراءة القران يوميا
خواص سورة الرعد
هناك العديد من الخواص المذكورة في السنة النبوية والآثار عن السلف التي تدل على ما تمتاز به سورة الرعد من خواص، ومن ذلك حديث أبي بن كعب: من قرأ هذه السورة كان له من الأجر عشر حسنات بوزن كل سحاب مضى ، وكل سحاب يكون ويبعث يوم القيامة من الموفين بعهد اللّه ، ومن كتبها وعلّقها في ليلة مظلمة بعد صلاة العشاء الآخرة على ضوء نار ، وجعلها من ساعته على باب سلطان جائر وظالم ، هلك وزال ملكه. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 157 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
كما ذُكرت بعض الأحاديث الخاصة بآيات سورة الرعد، فمن الآيات التي تُستخدم في رد كيد الأعداء ما ثبت عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: إنَّ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بعثَ رجلًا مرّةً إلى رجل من فراعنةِ العربِ، فقالَ: اذهب فادعهُ لي، فقال: يا رسول اللهِ، إنَّه أعتَى منْ ذلك، قال: اذهب فادعهُ لي، قال: فذهب إليه، فقالَ: يدعوكَ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، قال: وما الله، أمنْ ذهبٍ هو أو منْ فضةٍ أو من نحاس؟ قال: فرجعَ إلى رسولِ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فأخبرَهُ، وقالَ: قد أخبرتُكَ أنَّه أعتَى من ذلك، قال لي: كذا وكذا، فقال: ارجع إليه الثانية فادعه، فرجعَ إليه، فأعادَ عليهِ مثلَ الكلامِ الأول، فرجَعَ إلى النَّبيِّ -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- فأخبرَهُ، فقالَ: ارجعْ إليه، فرجعَ الثَّالثة فأعادَ عليه ذلكَ الكلام، فبَيْنَا هوَ يكلِمُنِي إذ بُعِثَتْ إليهِ سحابةٌ حيالَ رأسِهِ، فرعدتْ فوقعتْ منها صاعقةٌ فذهبتْ بقحفِ رأسهِ، فأنزلَ اللهُ تَعَالى من سورة الرعد “وَيُرۡسِلُ ٱلصَّوَٰعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَآءُ وَهُمۡ يُجَٰدِلُونَ فِي ٱللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ ٱلۡمِحَال”. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة، الصفحة أو الرقم: 6/225 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد ))
ومن الأحاديث الواردة في إحدى آيات سورة الرعد ما حدث في صلح الحديبية، رفض سهيل بن عمر كتابة البسملة في بداية نص الصلح، حيث قال للرسول (ما نعرف الرحمن إلا صاحب اليمامة) وكان يعني مسيلمة الكذاب، اكتب باسمك اللهم، وهكذا كانت أهل الجاهلية يكتبون فأنزل الله تعالى فيهم من سورة الرعد “وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَٰنِ ۚ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ”. (( الراوي : عبدالله بن مغفل | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 16800 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
ومن الآثار المذكورة في خواص سورة الرعد: عن عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيرِ أنَّه كان إذا سمِعَ الرَّعدَ تركَ الحديثَ وقال : سبحان الَّذي { يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ } [ الرعد : 13 ] ثمَّ يقولُ : إنَّ هذا لوعيدٌ شديدٌ لأهلِ الأرضِ. (( الراوي : عامر بن عبدالله بن الزبير | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الأدب المفرد، الصفحة أو الرقم: 556 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
وعن الإمام الصادق: “من كتبها في ليلة مظلمة بعد صلاة العتمة ، وجعلها من ساعته على باب السلطان الجائر الظالم ، قام عليه عسكره ورعيته ، فلا يسمع كلامه ، ويقصر عمره وقوله ، ويضيق صدره ، وإن جعلت على باب ظالم أو كافر أو زنديق ، فهي تهلكه بإذن اللّه تعالى”. (( ثواب الأعمال ، ص 135 ))
وهذه السورة وما فيها من الآيات هي نعمة عظيمة، لإشارتها إلى أن الكتاب منزل من عند الله الذي رفع السماوات والأرض، فهو الحق، وأن ما دونه هو الباطل، وإشارتها إلى: أن الله جعل جريان الشمس والقمر لتكون آية على لقاء الله، وتهيئة الأرض بالجبال والأنهار والثمار والأزواج آيات للعقل ليتفكّر، والزرع والماء للطعام والشراب آيات للقلب ليعقل. وما في الدنيا نعمة أعظم من أن يهتدي الإنسان إلى الحق.
والحق هو أن الله خلق الإنسان ليبتليه بالإيمان والعبادة، وأنه سخّر له السماوات والأرض، وأفاض عليه من نعيمه، وابتلاه هل يشكر أم يكفر، وفصّل لهم أنهم ملاقوا ربهم، ليجزي الذين أحسنوا بالحسنى، والذين أساؤوا بما عملوا.
اقرأ أيضا: فوائد من سورة الرعد