تجربتي مع سورة المائدة

تجربتي مع سورة المائدة من أهم التجارب عند قراءة سورة القرآن الكريم، حيث أن معظم آيات سورة المائدة نزلت على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في عام حجة الوداع، بالتحديد في طريقه بين مكة والمدينة وهو راكبٌ على راحلته.

تجربتي مع سورة المائدة

 

سورة المائدة

تقول إحدى السيدات: تجربتي مع سورة المائدة كانت عظيمة عند قراءة الآية رقم 64 حيث يقول الله تعالى: “و أَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَآءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَآ أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ في الأرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ” حيث اعتادت على قراءة هذه الآية عندما يجتمع عليّ الناس، وأشعر أنني لا حول لي ولا قوة إلا بالله عز وجل، فهذه الآية كانت سببًا في تحصين النفس من التعرض للوشايات أو كيد الأعداء.

تتابع: “بالنسبة إلى طريقة الوِرد، يجب قراءة الآية بتركيز شديد وتدبر وصدق نية لله تعالى، وبعدها قراءة فاتحة الكتاب والصلاة على النبي الكريم بالصيغة الإبراهيمية، وأخيرًا دعاء الله تعالى بصيانتنا من الأحقاد والأسحار والبهتان، ويُعتبر الوقت من بعد صلاة العشاء وحتى صلاة الفجر من أفضل الأوقات لقراءة هذا الوِرد”.

يُنصح بالتركيز على دعاء معين عند قراءة هذا الوِرد، ويجب قراءة الآية على طهارة مع استقبال القبلة عند القراءة، وتُقرأ الآية بشكل متتابع، مع ضرورة المحافظة على الصلوات الخمس، لأنه في حال لم يكن الشخص محافظًا على الصلاة، فلن يجد أثرًا للوِرد على حياته، كما أنه لن يستشعر نورانياته، ومن شروط تجربة هذا الوِرد أن يقرأ المسلم الآية في غرفة خالية من الأشخاص حيث يتطلب الوِرد الخلوة، كما يجب أن تكون الغرفة طاهرة وليس بها أي نوع من التماثيل والصور والكلاب.

لا يستغرق قراءة الوِرد من سورة المائدة سوى نصف ساعة فقط، مع الاستمرار على أدائه لمدة تصل إلى شهر، ومن بعدها سيجد الإنسان تأثير هذا الوِرد على حياته، سواء كانت تأثيرات روحانية مثل الرغبة في النوم؛ لإخراج جميع الطاقات السلبية من النفس، كما يمكن أن تكون التأثيرات مادية محسوسة على أرض الواقع مثل هزيمة الأعداء ورد كيدهم في نحورهم.

اقرأ أيضا: أسباب نزول سورة المائدة

خواص سورة المائدة

سورة المائدة

وردت العديد من الأحاديث التي تدل على فضل سورة المائدة وما تمتاز به من خواص مثل قوله صلى الله عليه وسلم: “علِّموا رجالَكم سورةَ المائدةِ، وعلِّموا نساءَكمُ سورةَ النُّورِ”. [1]

عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم ليلةً فقرأ بآيةٍ من سورة المائدة حتَّى أصبحَ يركعُ بها ويسجدُ بها { إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ . . . }، فلمَّا أصبح قلتُ : يا رسولَ اللهِ ما زلتَ تقرأُ هذه الآيةَ حتَّى أصبحتَ تركعُ بها وتسجدُ بها . قال : إني سألتُ ربيَ الشفاعةَ لأمتي فأعطانيها وهي نائلةٌ إنْ شاء اللهُ لمن لا يشركُ باللهِ شيئًا. [2]

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: أُنْزِلَت علَى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ سورَةُ المائدةِ وَهوَ راكبٌ علَى راحلتِهِ ، فلم تَستَطِع أن تحملَهُ ، فنزلَ عَنها. [3]

من خواص سورة المائدة أنها تناولت العديد من الأحكام التي ينبغي على المسلم أن يعرفها مثل أحكام القصاص، والعقود، والصيد، ونكاح الكتابيات، وطعام أهل الكتاب، وأحكام البيعة، والإجارة، وحد السرقة، وقد روى أهل العلم أنّها تحتوي على ثمانية عشر حكمًا لا توجد في غيرها من السور القرآنية، ومن أبرز ما أوضحته السورة:

التأكيد على أهمية الوفاء بالعقود: ابتدأت السورة بنداء الله تعالى للمؤمنين بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ۚ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ۗ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ} [4] وقال القرطبي في تفسيره إن كل نداء في القرآن ابتدأ بيا أيها الذين آمنوا، فهو عقد ملزم للعبد مثل: البيع والشراء والنكاح والإجارة وغيرها، فالواجب على المسلم أن يفي بها ويبتعد عن خيانة العهد.

بيان المحرمات من بهيمة الأنعام: وهي الميتة التي ماتت دون تذكية شرعية، والمنخنقة التي تموت خنقًا، والمتردية التي تموت عند سقوطها من مكانٍ عالٍ، والموقوذة هي التي تضرب بشيء كحجر أو عصًا حتى تموت، والنطيحة هي التي تضربها بهيمة أخرى فتموت من أثر الضربة، ولحم الخنزير، والتي أكلها السبع هي التي افترسها ذو ناب وأظفار واستثني من ذلك البهيمة التي تذكى قبل موتها، فتذبح بالطريقة الشرعية، وحرم الله تعالى ما ذُبح وأريد به غير وجه الله، كالقربان التي تذبح للأصنام.

بيان الطيبات المباحة للمسلم: كل حلال أحله الله فهو طيّب، أما الحرام فلا يوصف بالطيب، كما أن الله تعالى أحل للمسلم الزواج من الكتابيات يعني من اليهود والنصارى وهم أهل كتاب، وأحل الله تعالى للمسلم أن ياكل من طعام أهل الكتاب إذا كان مما يجوز أكله، أما إن كان محرمًا فلا يجوز للمسلم أن يطعمه.

وتُسمي سورة المائدة بالمنقذة؛ فقراءتها والمداومة على تكرارها ينقذ المسلم من ملائكة العذاب يوم القيامة بإذن الله، كما تُعرف سورة المائدة بأنها سورة الأخيار أيضًا.

اقرأ أيضا: موضوعات ومضامين سورة المائدة

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

المراجع
  1. الراوي : مجاهد بن جبر المكي | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 5464 | خلاصة حكم المحدث : مرسل []
  2. الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : الألباني | المصدر : أصل صفة الصلاة، الصفحة أو الرقم: 2/535 | خلاصة حكم المحدث : حسن أو صحيح []
  3. الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : مسند أحمد، الصفحة أو الرقم: 10/127 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح []
  4. المائدة: 1 []

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *