عاصمة دولة بولندا

بولندا بلد رائع يمثل ملتقى طرق جغرافيًا وثقافيًا لأوروبا الشرقية والغربية، تقع في وسط سهل شمال أوروبا ، وقد تأسست أول دولة بولندية منذ أكثر من 1000 عام، ومن خلال تاريخها المضطرب، تمكن شعبها من الحفاظ على هويته، واليوم تتمتع الدولة بمكانة حاسمة كأكبر دول أوروبا الشرقية السابقة، وواحدة من أكثر أعضاء الاتحاد الأوروبي اكتظاظًا بالسكان، وفي هذا المقال نستعرض لك عاصمة دولة بولندا

بولندا

عاصمة دولة بولندا

تقع بولندا في قلب أوروبا، وتبلغ مساحتها الإجمالية 312،679 كم²، وتعد سابع أكبر دولة في القارة، كما يبلغ عدد سكانها أكثر من 38.5 مليون نسمة.
تحد بولندا سبع دول: ألمانيا من الغرب ، وجمهورية التشيك وسلوفاكيا من الجنوب، وأوكرانيا وبيلاروسيا وليتوانيا من الشرق، وروسيا من الشمال.
تقع معظم البلاد في الأراضي المنخفضة، وتوجد في الجنوب مناطق مرتفعة بها سلسلتان جبليتان رئيسيتان، الكاربات والسوديت (سودتي)، وأعلى نقطة في بولندا هي قمة ريسي، بارتفاع 2499 مترًا.
بفضل موقعها، تحتل بولندا مكانة خاصة في الاتحاد الأوروبي، إذ تحتل  موقعًا مركزيًا في قلب القارة، ولذلك تم تحويل المزيد والمزيد من الاستثمارات الأجنبية، من أوروبا الغربية إلى بولندا، والولايات المتحدة وآسيا إليها.

عاصمة دولة بولندا

تعد وارسو عاصمة بولندا وأكبر مدنها، تقع المدينة على نهر فيستولا في شرق وسط بولندا، على بعد حوالي 260 كيلومترًا من بحر البلطيق، و 300 كيلومترمن جبال الكاربات.
يقدر عدد وارسو بحوالي 2.666 مليون نسمة، مما يجعلها العاصمة التاسعة من حيث عدد السكان في الاتحاد الأوروبي، بينما تغطي تبلغ مساحتها 6100.43 كم².
عام 2012، صنفت وحدة المعلومات الاقتصادية وارسو، على أنها المدينة رقم 32 الأكثر ملائمة للعيش في العالم، وتم تصنيفها أيضًا كواحدة من أكثر المدن ملائمة للعيش في أوروبا الوسطى، وتعتبر وارسو اليوم مدينة عالمية وجهة سياحية رئيسية، ومركز ثقافي وسياسي واقتصادي مهم.

اقرأ ايضًا: المسافات بين مدن بولندا

تاريخ مدينة وارسو

عاصمة دولة بولندا

تعود أول إشارة تاريخية إلى وارسو إلى عام 1313، عندما كانت كراكوف في البداية عاصمة بولندا، ونظرًا لموقعها المركزي بين عاصمتي الكومنولث كراكوف وفيلنيوس، أصبحت وارسو عاصمة الكومنولث، وتاج مملكة بولندا، عندما نقل الملك سيجيسموند الثالث فاسا بلاطه من كراكوف إلى وارسو في عام 1596.
بعد التقسيم الثالث لبولندا في عام 1795، تم دمج وارسو في مملكة بروسيا، وفي عام 1806 أثناء الحروب النابليونية، وأصبحت المدينة العاصمة الرسمية لدوقية وارسو الكبرى، وهي دولة دمية في الإمبراطورية الفرنسية الأولى أنشأها نابليون بونابرت.
ضمت الإمبراطورية الروسية وارسو في عام 1815، وفي عام 1918 استعادت استقلالها من الحكم الأجنبي، وظهرت كعاصمة جديدة لجمهورية بولندا المستقلة.

مدينة العنقاء

إلى جانب الغزو الألماني في عام 1939، أدت مذبحة السكان اليهود وترحيلهم إلى معسكرات الاعتقال، إلى اندلاع انتفاضة في حي وارسو اليهودي عام 1943، وإلى انتفاضة وارسو الكبرى والمدمرة بين أغسطس وأكتوبر 1944.
لهذا اكتسبت وارسو لقب “مدينة العنقاء”، لأنها نجت من العديد من الحروب، والصراعات والغزوات عبر تاريخها الطويل، وتم إعادة بناء المدينة مرة أخرى، بعد الأضرار الجسيمة التي لحقت بها في الحرب العالمية الثانية، والتي دمرت خلالها 85٪ من مبانيها.

المعالم السياحية في وارسو

عاصمة دولة بولندا

تعتبر المدينة مقر أبرشية الروم الكاثوليك (الضفة اليسرى)، والأبرشية (الضفة اليمنى لفيستولا)، وتمتلك العديد من الجامعات، أبرزها أكاديمية العلوم البولندية، وجامعة وارسو.
تم إدراج وسط مدينة وارسو التاريخي، مع بلدتها القديمة الخلابة في عام 1980، كموقع للتراث العالمي لليونسكو، وتشمل عوامل الجذب المعمارية الرئيسية الأخرى، ساحة القلعة مع القلعة الملكية، وعمود الملك سيغيسموند الشهير، وكاتدرائية القديس يوحنا، وساحة السوق والقصور والكنائس، كما تمتلك أمثلة رائعة للهندسة المعمارية، من عصر النهضة القوطية، والفترات الباروكية والكلاسيكية الجديدة وحوالي ربع المدينة مليء بالحدائق الكبرى، والحدائق الملكية.

اقرأ أيضًا: أشياء تشتهر بها لولندا 

سكان وارسو

لعدة قرون، كانت وارسو مكانًا تعيش فيه الأغلبية الكاثوليكية الرومانية الناطقة بالبولندية، جنبًا إلى جنب مع اليهود والألمان والروس، وفي أوائل القرن العشرين، شكلت الجالية اليهودية ما يقرب من 50 في المائة من السكان، على الرغم من انخفاضها إلى حد ما بعد عام 1918.
بعد الحرب العالمية الثانية، تم تحويل سكان وارسو متعددي الجنسيات، وتم إعادة إسكان وارسو بالكامل من خلال عودة اللاجئين، وتدفق أعداد كبيرة من الفلاحين من الريف، واليوم تتكون المدينة بالكامل تقريبًا من البولنديين، حيث يبلغ عدد سكانها أكثر من مليوني شخص.

اقتصاد عاصمة دولة بولندا

بعد عام 1948، عندما تأسست الحكومة الشيوعية في بولندا، تم توظيف الجزء الأكبر من القوة العاملة في المدينة، من قبل القطاعات المملوكة للدولة، والمملوكة بشكل تعاوني للاقتصاد الوطني، حيث شكل التصنيع حوالي ثلث العمال في الثمانينيات.
سيطرت الهندسة الكهربائية، والمعادن ، وإنتاج الآلات، وصناعة الأدوات والكيميائي،ة والطباعة، والمنسوجات على الاقتصاد لفترة طويلة.
لكن منذ التسعينيات، بعد انهيار الشيوعية، تغير الهيكل الاقتصادي للمدينة بسرعة، على وجه الخصوص، نما دور الخدمات، ولا سيما الخدمات المصرفية والتأمين، كما تعد بورصة وارسو، واحدة من أكبر وأهم بورصة في أوروبا الوسطى.

المراجع

مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *