شعر عربي عن الهدوء

شعر عربي عن الهدوء

by محمود عاطف
شعر عربي عن الهدوء

الهدوء حالة عقلية تتمثل بغياب الاضطراب والضوضاء، إنّه موقف يتخذه الإنسان في داخله رغم المعارضات التي تقاومه، والمصاعب التي تواجهه، والأمور المزعجة التي تحيط به والأحزان التي تتولد في صدره، وقد كتب الشعراء العديد من قصائد شعر عربي عن الهدوء.

شعر عربي عن الهدوء

شعر عربي عن الهدوء

تُعتبر قصيدة هدوء واحدة للشاعر العراقي محمد البغدادي من أبدع قصائد شعر عربي عن الهدوء حيث يقول في هذه القصيدة:

يَبدو عليكَ

هدوءٌ

لَستَ تَعهَدُهُ!!

مَللتَ؟

أم جلدُكَ البالي

تجدِّدُهُ؟؟

كانتْ جِراحُكَ

سكِّيناً تُضمِّدُها

وجرحُكَ الألفُ هذا

هلْ تُضمِّدُهُ؟

يا قلبُ

فاجأتَني بالصَّمتِ

لا غَضَبٌ

تذوبُ فيهِ

ولا سهمٌ تُسدِّدُهُ؟!

ولا حسامٌ بصدرِ الشعرِ

تُغمِدُهُ؟!

ولا يراعٌ على الدنيا

تجرِّدُهُ؟!

ولا سحابٌ

بأوهامٍ

تلبِّدُهُ

وَباحتضارِ أمانيهِ

تُبدِّدُهُ؟!

عانيتُ منكَ

غَداةَ الشعرُ أشرعةٌ

بيضاءُ

في زَورَقٍ

وَالريحُ مقودُهُ

فأنتَ بينَ وحوشِ الموجِ

جائِعة

مثلُ الغريقِ

وَلكنْ…

أينَها يدُهُ؟!

وأنتَ كالراهبِ

المهجورِ معبدُهُ

حتى ضباعُ الصحارى

ليس تحسدُهُ!!

يا قلب

يا سيد الأوهامِ

دَعْ قلمي

يَشرَبْ

وَمن دَمِكَ المطلولِ

مورِدُهُ

وَدعْهُ يَسلبْكَ

ما حاولتَ تكتمُهُ

فَفاضَ

رغمَكَ

في لحنٍ

تصعِّدُهُ!!

وفاضَ

حتى طغَتْ أصداءُ صرخَتِهِ

وَأغرَقَ الكونَ

في لغطٍ

تمرُّدُهُ

يا غابةَ الأَلمِ المكبوتِ

يا عُمُراً

أقصى أمانيهِ

أنْ يمضي بهِ

غدُهُ!!

حتَّامَ تخنق إحساساً؟

فتوقدُهُ!!

وتدَّعي

أنَّ هذا الفعلَ

يخمِدُهُ!!

حتَّامَ

تقنِعُهُ بالحربِ

تَدفَعُهُ

وبعدَها

في خضمِّ الموتِ

تُفرِدُهُ؟!

حتَّامَ

حتَّامَ

يا قلبي الذي يَبسَتْ

أوراقُهُ

وطغَى فيهِ

تنهُّدُهُ

أ أنتَ تكرَهُ أن تزدانَ مجدِبةٌ

أو يهجَرَ الليلَ

رغمَ السُّهدِ

أسودُهُ؟!

العارمانِ:

شعورٌ

لستَ تجحدُهُ

رغمَ الهدوءِ

ووهمٌ

لستَ تطردُهُ

الجامحان:

شعورٌ

لا يقيِّدُهُ

شيءٌ

ووهمٌ

ظلامُ الليلِ يولِدُهُ

ظِلاَّكَ يا جَبلاً

ظِلاَّكَ يا رَحِماً

جنينُ بركانِهِ

قد حانَ مولِدُهُ

فدعهما يُنجِبا

ناراً

وعاصِفةً

فَقَد مَللتُ هدوءاً

لستُ أعهدُهُ!!

يا قلبُ يا مِنبرَ الأفكارِ

يا رجلاً

أحلى الأماني

بسوط الكذبِ

تجلِدُهُ!!

يا خيمةً

في صحارى الخوفِ

قائمةً

والريحُ تنذر مَن فيها

وتوعدُهُ!!

يا غيمةً

أطعَمَتْ

قلبَ الثَّرى

دَمَها

وَلم تُفكِّرْ

بماذا سوفَ تُرعِدُهُ؟!

يا محجراً

ضاعَ في كهفِ الأسى

عُمُراً

وعادَ

لا مقلَةٌ

للنورِ تُرشِدُهُ

الصمتُ والصوتُ

في أعرافِ قافلتي

سِيَّانِ

لكنَّ صمتَ المرءِ

يُجهِدُهُ!!

فقد يموتُ بقولٍ

لا يُردِّدُهُ

وقد يعيشُ بقولٍ

ليسَ يقصدُهُ!!

الكبتُ كالموتِ

هذا لا يخلِّدُهُ

وذاكَ

في حُفرَةٍ جَرداءَ

يُلحِدُهُ!!

يا غَابَةَ الألمِ المكبوتِ

ما أرَقِي

إلاَّ لأنَّ مسائي

ماتَ فرقَدُهُ!!

كانَ انتظاريَ

نورَ الفَجرِ

يُبعِدُني

عنِ الهمومِ

فَصارَ الليلُ

يبعدُهُ!!

يا قلبُ

إنَّا سواءٌ

في مواجِعِنا

فعُمرُنا

ضاعَ في الأيامِ

موعدُهُ!!

لم ينتظرْهُ كِلانا

حينَما أزِفَتْ ساعاتُهُ

فَمَضى

والموتُ مقصَدُهُ!!

أينَ القصيدُ

الذي كنا نبعثِرُهُ على الدروبِ

فَنَنْساهُ

وَنفقدُهُ؟!

على الصَّبايا

فهذي ندَّعي وَلَهاً بِها

وتِلكَ بآهاتٍ

نُؤكَّدُهُ!!

نجنِّدُ الحرفَ

تِلوَ الحرفِ

جيشَ هوىً

نَغزُو بِهِ الوَرَقَ الغافي

ونُنجدُهُ!!

في لحظةٍ

نرتأي رأياً

فنَحمِلُهُ على السُّيوفِ

وفي أخرى

نُفنِّدُهُ!!

هدوءُكَ الآنَ

لا يُجدي

فثُرْ جَلَداً

أنشِدْ بِسيفِكَ

ما لا شيءَ

يُنشدُهُ!!

قَبْلُ امتَشَقتَ حُساماً

لا مثيلَ لَهُ

منَ القصيدِ

وأنتَ اليومَ

مُغمَدُهُ!!

أنتَ الذي مزَّقَتْ كفَّاكَ

كلَّ مدىً

أنتَ الذي

مضربُ الأمثالِ

شُرَّدُهُ

أتحمَدُ الصَّمتَ؟

كلاً

إنَّ قافيةً في نبضِكَ الغَضِّ

تُرغيهِ

وتُزبِدُهُ

فجِّرْ شُعورَكَ

يا قلبي

بوجهِ أسىً

وَافتَحْ بصوتِكَ

باباً

كانَ يوصِدُهُ

واصرخ:

– سأحشُو عُيونَ الشِّعرِ

منْ غَضَبٍ

قد صِيغَ

منْ ألَمٍ مُرٍّ

مُهنَّدُهُ.

اقرأ أيضا: كيف اتعلم الهدوء

قصائد شعر عربي عن الهدوء

الهدوء

يقول العالم الجليل عبد الغني النابلسي في قصيدته عن الهدوء:

تعلم حفظ آفات اللسان

لتحظى بالأمان وبالأماني

وخذها إنها سبعون شيئا

حكت في نظمها عقد الجمان

فكفر والخطا مع خوف كفر

وكذب ثم سب في هوان

وفحش غيبة ونميمة مع

مراء والجدال وطعن جاني

وسخرية وتعريض ولعن

ونوح واشتغال بالأغاني

مخاصمة وإفشاء لسرّ

وخوض في مجال با فتتان

سؤال المال والدنيا نفاق

بقول والكلام لدى الأذان

سؤالك عن أغاليط وأيضا

عوام الناس عن صعب المعاني

وتغليظ الكلام وأمر نكر

ونهى العرف مع خطأ اللسان

سؤال عن عيوب الناس أخذ

لذي الوجهين في أمر الدهان

كلامك حالة القرآن يتلى

وبعد طلوع فجر للعيان

وحالة خطبة وبمسجد مع

دخول خلا لحاجات تعاني

وفي حال الصلاة وفي جماع

وفتح القول عند كبير شان

وبالألقاب نبز مع يمين

غموس أو بغير الله داني

إخافة مؤمن وفضول قول

وإكثار اليمين بلا تواني

على غير الدعاء لأهل ظلم

بدون إصلاح كل آن

سؤال إمارة ووصاية مع

توليه على دار وخان

وردّ كلام متبوع وقطع

لقول الغير شعر ذو امتهان

تناجي اثنين مدح مع مزاج

ونطق بالذي هو غير عاني

على النفس الدعاء وردّ عذر

أتى بالرأي تفسير القرآن

سؤالك عن حلال أو طهور

بغير محله قصد امتحان

وسجع والفصاحة مع سلام

على الذّمي وذي فسق مهان

وإرشاد لنحو طريق سوء

وإذن في المعاصي للمداني

كذا الآفات ضمن معاملات

وآفات السكون بلا بيان

يقول الشاعر محمود درويش في قصيدة هدير الصمت:

أُصغي إلى الصمت هل ثمة صمت؟

لو نسينا اسمه، وأَرهفنا السمع إلى ما

فيه، لسمعنا أَصوات الأرواح الهائمة

في الفضاء، والصرخات التي اهتدت إلى

الكهوف الأولى الصمت صوت تبخّر واختبأ

في الريح، وتكسّر أَصداء محفوظةً في

جِرارٍ كونيّة لو أرهفنا السمع لسمعنا

صوتَ ارتطام التفاحة بحجر في بستان الله،

وصرخةَ هابيل الخائفةَ من دمه الأول،

ولسمعنا تأملاتٍ يونس في بطن الحوت،

والمفاوضاتٍ السرية

بين الآلهة القدامى ولو أرهفنا السمع

إلى ما وراء حجاب الصمت، لاستمعنا إلى

أحاديث الليل بين الأنبياء وزوجاتهم،

وإلى إيقاعات الشعر الأولى، وإلى

شكوى الأباطرة من الضجر، وإلى حوافر

خيل في حرب مجهولة الزمان والمكان، وإلى

الموسيقى المصاحبة لطقس الدعارة المقدس،

وإلى بكاء جلجامش على صاحبه أَنكيدو،

وإلى حيرة القرد حين قفز من الشجرة

إلى عرش القبيلة، وإلى الشتائم المتبادلة

بين سارة وهاجر لو أَرهفنا السمع

إلى صوت الصمت… لصار كلامنا أَقل!

اقرأ أيضا: خواطر عن الهدوء

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

You may also like

Leave a Comment