شعر عربي عن القهوة
القهوة شراب مصنوع من حبوب البن بعد تحميصها وهي من أشهر المشروبات حول العالم وعادة ما يتم شربها لتحسين التركيز وللتخلص من التعب والإرهاق الجسدي والعقلي، وقد ارتبطت القهوة بالأدباء والمثقفين؛ لذلك كتب الشعراء العديد من قصائد شعر عربي عن القهوة.
شعر عربي عن القهوة
يقول أبو نواس في واحدة من أشهر قصائد شعر عربي عن القهوة :
يا خاطبَ القهوة الصّهباءِ، يا مَهُرها
-
-
-
-
- بالرّطلِ يأخذ منها مِلأَه ذهبا
-
-
-
قصّرْتَ بالرّاح، فاحْذَرْ أن تُسمِّعها
-
-
-
-
- فيحلِفَ الكرْمُ أن لا يحملَ العنبَ
-
-
-
إنّي بذلتُ لها، لمّا بصُرْتُ بها،
-
-
-
-
- صاعاً من الدُّرّ والياقوتِ ما ثُقِبَا
-
-
-
فاستوحشَت، وبكت في الدّنّ قائلة
-
-
-
-
- يا أُمُّ ويحكِ، أخشى النّار والّلهبَ
-
-
-
فقلتُ: لا تَحْذَريه عندنا أبداً قالت
-
-
-
-
- ولا الشمسَ؟ قلتُ الحرّ قد ذهبا
-
-
-
قالت فمن خاطبي هذا؟ فقلتُ أنا
-
-
-
-
- قالت فبَعليَ؟ قلتُ الماءُ إن عَذبا
-
-
-
قالت: لقاحي فقلتُ: الثلجُ أبردهُ
-
-
-
-
- قالت فبَيتي، فما أستحسنُ الخشبا
-
-
-
قلتُ القنانيُّ والأقداحُ، وَلّدَها
-
-
-
-
- فرعونُ قالتْ: لقد هيّجت لي طَرَبا
-
-
-
لا تمكننّي من العربيدِ، يشربني،
-
-
-
-
- ولا الّلئيمِ الذي إن شمّني قَطَبا
-
-
-
ولا المجُوسِ، فإنّ النّارَ ربّهُمُ،
-
-
-
-
- ولا اليهودِ، ولا منْ يعبُدُ الصُّلُبا
-
-
-
ولا السَّفالِ الذي لا يسْتفيقُ، ولا
-
-
-
-
- غِرِّ الشّبابِ، ولا من يجهلُ الأدبَ
-
-
-
ولا الأراذلِ، إلاّ مَنْ يوقْرني
-
-
-
-
- من السُّقاة ولكن أسقني العربا
-
-
-
يا قهوَة حُرّمتْ إلّا على رجُل
-
-
-
-
- أثرى، فأتلف فيها المالَ والنشبَ.
-
-
-
يقول أبو تمام:
وقهوة كوكبها يزهرُ
-
-
-
-
- يَسطَعُ مِنها المِسكُ والعَنبرُ
-
-
-
وردية يحثها شادنٌ
-
-
-
-
- كأنّها مِنْ خَدهِ تعصرُ
-
-
-
ما زال قلبي مذ تعلقتهُ
-
-
-
-
- أعمى من الهجرانِ ما يبصرُ
-
-
-
مُهَفهَفٌ لم يَبتَسِم ضاحِكاً
-
-
-
-
- مذ كان الأكسدَ الجوهرُ
-
-
-
بحُبه يُقبرني قابِري
-
-
-
-
- مسدَ مَمَاتي وبهِ أُنشَر.
-
-
-
يقول ابن المعتز:
داو الهمومَ بقهوة صفراءِ
-
-
-
-
- وامزُج بنارِ الرّاح نورَ الماءِ
-
-
-
ما غركم منها تقادمُ عهدها
-
-
-
-
- في الدن غيرَ حُشاشة صَفراءِ
-
-
-
ما زالَ يصقُلُها الزّمانُ بكرّهِ،
-
-
-
-
- ويَزيدُها من رِقّة وصفاءِ
-
-
-
حتّى إذا لم يبقَ إلاّ نُورُها
-
-
-
-
- في الدّنّ واعتزلَت عن الأقذاءِ
-
-
-
وقوقدتْ في ليلة من قارها
-
-
-
-
- كتوقّدِ المِرّيخِ في الظلماءِ
-
-
-
نزَلت كمثلِ سَبيكة قد أُفرِغت
-
-
-
-
- أو حية وثبت منَ الرمضاءِ
-
-
-
واستبدلت من طينة ٍ مختومة
-
-
-
-
- تُفّاحة في رأسِ كلّ إناءِ
-
-
-
لا تذكرني بالصبوحِ وعاطني
-
-
-
-
- كأسَ المدامة عندَ كلّ مساء
-
-
-
كم ليلة شغل الرقادُ عذولها
-
-
-
-
- عن عاشقينِ تواعَدا لِلقاءِ
-
-
-
عَقدا عِناقاً طول ليلهما معاً
-
-
-
-
- قد ألصقا الأحشاءَ بالأحْشَاءِ
-
-
-
حتى إذا طلعَ الصباحُ تفرقا
-
-
-
-
- بتنفسٍ وتأسفٍ وبكاءِ
-
-
-
ما راعنا تحتَ الدجى شيء سوى
-
-
-
-
- شبهِ النّجومِ بأعينِ الرقباءِ.
-
-
-
اقرأ أيضا: أفضل أنواع القهوة العربية
قصائد شعر عربي عن القهوة
قصيدة فايز يعقوب الحمداني عن القهوة
سلمني النادل فنجان القهوة
فنجان القهوة دوماً..
يسلمني للصمت والصمت..
يمل ضجيج المقهى، يتركني للذكرى..
الذكرى متعبة مني تتركني للحزن..
الحزن يراود في شفتي القهوة كي ينسى!
وأنا.. الغارق في الأحزان
لم أشرب شيئاً أطلب فنجاناً آخر.
قصيدة محمود درويش عن القهوة
أحنُّ إلى خبز أمي
وقهوة أُمي
ولمسة أُمي..
وتكبر فيَّ الطفولةُ
يوماً على صدر يومِ
وأعشَقُ عمرِي لأني
إذا مُتُّ،
أخجل من دمع أُمي!
خذيني ، إذا عدتُ يوماً
وشاحاً لهُدْبِكْ
وغطّي عظامي بعشب
تعمَّد من طهر كعبك
وشُدّي وثاقي..
بخصلة شعر..
بخيطٍ يلوَّح في ذيل ثوبك..
عساني أصيرُ إلهاً
إلهاً أصيرْ.
إذا ما لمستُ قرارة قلبك!
ضعيني، إذا ما رجعتُ
وقوداً بتنور ناركْ…
وحبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدتُ الوقوف
بدون صلاة نهارك
هَرِمْتُ، فردّي نجوم الطفولة
حتى أُشارك
صغار العصافير
درب الرجوع …
لعُشِّ انتظارِك!
قصيدة ابن حمديس عن القهوة
كتب ابن حمديس الصقلي واحدة من أجمل قصائد الشعر العربي في القهوة حيث قال:
أشهابٌ في دجى الليل ثَقَبْ
أم سراجٌ نارهُ ماءُ العِنَبْ
أم عروسٌ فوق كرسيِّ يدي
يجتليها اللهو في عقد الحببْ
يا شقيقَ النفسِ، أنفاس الصَّبا
بردتْ، والصبحُ لاشكّ اقتربْ.
فأدِرْهَا تَحْتَ لَيْلٍ سَقْفُهُ
ظلمة ٌ فيها من النورِ ثقبْ
أو على برقِ سماءٍ ضاحكٍ
غيمُهُ بالدّمْعِ منه منسكِبْ
سَكِرَ الرّوْضُ وغنَّى طيرُهُ
أفلا ترقصُ قامات القضبْ
هات درًا فيه ياقوتٌ وخذْ
جسمَ ماءٍ حاملاً روحَ لهبْ.
قهْوَةً، لو سُقِيَتْها صخرةٌ
أورقتْ باللّهو منها والطَّربْ
يجذبُ الرُّوحَ إليه روحُها
ألطف الشيئين عندي ما انجذبْ
وُلِدْتْ بالشّيبِ في عنقودِها
وهِيَ اليومَ عجوزٌ لم تشبْ
كلَّما مَوّجَهَا المزنُ أرَتْ
حببَ الفِضّةِ في ماءِ الذهبْ
ما درى خمَّارُها عاصِرَها
فحدِيثُ الصدقِ فيها كالكذبْ
خندريسٌ عُتِّقتْ في أجوفٍ
من دمِ العنقود مملوء نخبْ
واضعٌ كفّيه في أخصارِه
وقيامٌ في قعود قد وجبْ
دفنوا اللذّةَ فيها حيّةً
وأتى الدهرُ عليها وذهبْ
ظَنَّهُ كنزًا فلمَّا انْتسَبَتْ
منه للأنف درى ذاك النسب
قلتُ إذا أبرَزَها في قعبه
أهيَ بنتُ الكرمِ أم أمُّ الحقبْ
قتلتني وهي بي مقتولةٌ
صولةُ الميتِ على الحيّ عجبْ !
كيفَ لا تصرعُني صوّالةٌ
وهي منِّي في عروقٍ وعصبْ
ومليحُ الدلّ إنْ عُلَّ بها
قلتَ نجمٌ في فمِ البدرِ غربْ !
شعشعَ القهوةَ في صوبِ الحيا
وسقانِي فضلةً مما شربْ
فتلاقى في فمي من كأسِهِ
ماءُ كَرْمِ وغمامٌ وَشَنَبْ
وشدا من مدح يحيى نغمًا
هزَّ منه الملكُ عِطفيه طَرَبْ
من معزِّ الدين في الفخرِ له
خيرُ جَدٍّ، وتميمٌ خيرُ أبْ
مَنْ له وَجْهُ سمَاحٍ سافرٌ
أبدًا للمجتدي لا ينتقبْ
ملكٌ عن ثغرة ِ الدين اتقى
ورمى الأعداءَ بالجيش اللجِبْ
في سرير الملك منه قمرٌ
يُجتلى يومَ العطايا بالسحب
طاهرُ الأخلاق مألوفُ العلى
طيِّبُ الأعراقِ مصقولُ الحسبْ
عادلٌ تعكف بالحمدِ على
ذِكْرِه أفواهُ عُجمٍ وعربْ.
اقرأ أيضا: شعر عربي عن الخيل