شعر عربي عن الذكريات

مهما حاولنا النسيان، إلا أنّ الذكريات تبقى محفورةً داخلنا، تذهب بنا لعالم جميل نتذكّر فيه أجمل اللحظات، حتى وإن كانت مؤلمة، فيكون لها رونق خاص بالقلب، فقد تجمعنا الدنيا بأشخاص أو قد نمر بأماكن لم نعتبرها في بداية الأمر مهمّةً، ولكن عند الإبتعاد نشعر بقيمتها، ومدى تأثيرها، فنعيش بذكريات، وأمل أن تعود من جديد، ولذلك فقد استرسل الشعراء في كتابة قصائد شعر عربي عن الذكريات.

شعر عربي عن الذكريات

شعر عربي عن الذكريات

تُعد قصيدة أجمل الذكريات للشاعر محمد موفق وهبه من أجمل قصائد شعر عربي عن الذكريات، ويقول فيها:

صَديقي.. أحدِّثُكَ اليومَ عن أجملِ الذكرياتْ

بحثتُ عليهِنّ في كلّ دَغْلٍ وكلِّ فَلاةْ

وفي مُدلهِمّ الدياجيرِ والظلُماتْ

وفي طرقٍ بَعُدَتْ عن ضياءِ الشعورْ

وبينَ القُبورْ

نَبَشتُ دَهاليزَ مردومةً بغبار الزمانِ

فلم ألقَهُنَّ بأيّ مكانِ

وحينَ النعاسُ غزاني

أَتَينَ مع الحُلْمِ دونَ توانِ

يُظلِّلُهُنّ كَثيفُ الدُّخانِ

ويسبقُهُنَّ العبيرْ

جلسن أمامي على بُسُطٍ من زهورْ

فحَيَّينَ بالعَبراتْ

تساقطنَ حزناً على الوَجَناتْ

فأينَعَ وردٌ وتوتُ

وضَوّعَ مِسكٌ فَتيتُ

ورانَ السكوتُ

كأنّا لُجِمنا بسحرِ اللقاءْ

فمثلَ اشتياقي إليهنَّ كُنَّ إليَّ ظِماءْ

ورحتُ أقصّ علَيهنَّ ما قد لقيتُ

وما قد عرانيَ بعدَ الفراقِ من الحَسَراتْ

فقبَّلنني بالتَّأَوِّهِ والزفَراتْ

قَصَصَنَ علَيَّ الذي ما نسيتُ

وأقسمنَ أَلاّّ يُفارقنني ماحييتُ

نعم يا صديقُ هي الذكرياتُ الجميلَهْ

وإن رقدت خلفَ صَمتِ الأحاسيسِِِ ليستْ تموتُ:

سنينُ الدّراسَةِ، والعُمُرُ الأخضرُ

ربيعُ الحَياةِ، وبستانُها المزهرُ

هي اليومَ واحةُ عمري الظليلَهْ

وكم كنتُ أنعَتُها النّكَدَ المُدلَهِمَّ ألا تَذكُرُ..؟

فلم تكُ عندي سوى زمهريرِ العَناءْ

وقيظِ الشَّقاءْ

تَعُبُّ وتأكُلُ من مقلَتَيَّ الحُروفُ، ورأسي

تجولُ بهِ راجماتُ الصداعِ صباحَ مساءْ

تدقّ به ألفُ مِطرَقَةٍ ألفُ فأسِ

مَضى كلّ ذلكَ دونَ انتِباهْ

كأنْ لم يكنْ من فُصولِ الحَياهْ

ومرَّ قطارُ الزمانِ وخلّفَ أثلامَهُ في الجِباهْ

ولكنْ بِوُدٍّ وطيبَهْ

أعادَ لنا كلَّ ما قد محاهْ

من اَعمارِنا ذكرياتٍ حَبيبَهْ

صديقي ودِدتُ

لَو اَنّيَ لم أغدُ يوماً كبيرْ

لَو اَنّي بقيتُ صَغيرْ

وما زالَ كلُّ الذين عَرفتُ

يُنادونَني يا صَغيرْ

كَأُمّي

تَنادي صَغيري ولا تَلفِظُ اسْمِي

وهَمّي

جِراءٌ.. طيورْ

ودرّاجةٌ كلَّ يومي

أظلّ عليها أدورْ

نَعَمْ ذاكَ بالأمسِ في زمنٍ كانَ جدَّ قصيرْ

ولم تَدْرِ أوقاتُهُ أنّ جيشَ الكَآبَةِ سوفَ يزورْ

لِيُغرِقَ فجرَ السّرورْ

بِدَيجورِهِ المُدْلَهِمِّ

صَديقيَ، عَما قريبٍ بُعيدَ كِتابَةِ هَذي السُّطورْ

سأطلقُ نَفسيَ من سجنِ وهمي إلى عاطراتِ الرّحابِ

سأرمي ورائيَ مابي

من الحُزنِ، منْ حسرَةٍ واكتِئابِ

سأنضحُ دَربي المُمِلَّ سروراً سأملؤه بالزهَرْ

سأَدخُلُ عبرَ حَياةٍ جَديدَهْ

بنَفسٍ سعيدَهْ

وروحٍ إلى الحبّ تَوّاقَةٍ جائِعَهْ

سأهدمُ قَبوَ الهُمومِ، وأقفلُ بابَ الضَّجَرْ

لَسَوفَ أَطيرُ أَطيرْ

بجنح السرورْ

أجول بدنيا المُنى الرائِعَهْ

بأفقِ المَحَبّة أطوي امتداداته الشاسعة

أضمّ قلوباً به وادِعَهْ

سَيُصبِحُ ظِلّي خَفيفْ

وَلَكِنَّني لَستُ أَدري لِماذا أُسَجِّلُ هَذي الحُروفْ

وَعَيني لَها دامِعَهْ..؟

يَقولونَ: سَجِّلْ كَلامَ الصّدورْ

فَإِنَّ اليَراعَ الحكيمْ

سَيَشرَبُ مِنك الهُمومْ

وَيَسكُبُها في السُّطورْ

صَديقي..

إلى المُلتَقى يا صَديقي..

أنا بانتِظارِ رسالةِ حُبٍّ صَغيرَهْ

تعيدُ لقلبي شعورَهْ

وتطفئُ بعضَ حريقي

فلا تَبخَلَنَّ عَلَيَّ ببضعٍ من الكَلماتِ

تطمئنُ ذاتي

تنيرُ طريقي..

وداعاً صَديقي..

اقرأ أيضا: كلام عن الزمن

قصائد شعر عربي عن الذكريات

الذكريات

قصيدة بكيت على الشباب بدمع عيني

أبو العتاهية هو إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع. كان ينظم المئة والمئة والخمسين بيتاً في اليوم، حتى لم يكن للإحاطة بجميع شعره من سبيل، ومن أشهر قصائده التي كتبها عن الذكريات قصيدة “بكيت على الشباب بدمع عيني”:

بَكيتُ عَلى الشَبابِ بِدَمعِ عَيني

فَلَم يُغنِ البُكاءُ وَلا النَحيبُ

فَيا أَسَفا أَسِفتُ عَلى شَبابِ

نَعاهُ الشَيبُ وَالرَأسُ الخَضيبُ

عَريتُ مِنَ الشَبابِ وَكانَ غَضّاً

كَما يَعرى مِنَ الوَرَقِ القَضيبُ

فَيا لَيتَ الشَبابَ يَعودُ يَوماً

فَأُخبِرُهُ بِما صَنَعَ المَشيبُ.

اقرأ أيضا: شعر عربي عن الميلاد

قصيدة رحلة في دروب الذكريات

رحلة في دروب الذكريات هي قصيدة للشاعر حسين أحمد النجمي، وهو شاعر سعودي ولد عام 1381 هجرياً، وللشاعر دواوين شعرية منها: ديوان ألم وأمل، وديوان خفقات قلب، وديوان عيناكِ في وقت الرحيل وغيرها الكثير من الدواوين الشعرية، ويقول في هذه القصيدة:

سيري على دربي ولا تسألي

ولا تقولي حبــنا قد بلـي

فلم تزل نار الهوى في دمي

تفور مثل الماء في المرجل

ولم يزل قلبي وروحي هنا

هـائــــمة في حبــــــها الأول

فان أكن غادرت أوطانكم

فخــافــقي بـاق ولـــــم ينقــل

ولم تزل أحلامنا طفلة

ند ية الــخد ين لـــــم تخجـل

سيري على دربي فقلبي غدا

بـغيـر هـذا الحب لـن يشغـل

يا حلوة العينين أحلامنا

تكــاد من هجـرك أن تذ بـل

فارجعي نهر الهوى نحوها

ليسقـــها من ثغرك الســلسل

وردية الخدين جودي لنا

من عطفك المنسـاب كالجدول

يا حلما في الغيب أسراره

ترفـقــي بالفـــارس الأعــزل

وأشرقي نورا على دربة

أو قـمـــرا في لــيــله الأ لـيـل

ورفرفي روحا بأفاقه

وقــــوة في خطــوه المثقـــل

وجنة يفوح من وردها

رائحة من عطـــرك الأجمـل

ندية الأزهار لكنها

من قطــرات الطل لم تغسـل

ياحلوة العينين روحي غدت

هائــمة فيـــك فــلا ترحلـــي

أبحر في أحداقها زورقا

شـــراعه من حلـــم مخملـــي

ونلتقي في شاطئ حالم

ترسمهـــــا في دربه الأطوال

سنابل العشق بأطيافها

يحصــدها الحزن بلا منجـــل

يا حلوة العينين .. لا تحزن

فلـــيلنــــا لابد أن ينجــلــــــي

أقولها يا فتنتي واثقا

سيري على دربي ولا تسألي

اقرأ أيضا: شعر عربي عن الدنيا

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *